تخطى إلى المحتوى

نماذج من المبشرات بانتصار الإسلام 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمه الله و بركاته

تاريخ النشر: الجمعة 28 يناير 2024
لقد جاءت آيات القرآن الكريم تحارب في نفوس المسلمين اليأس والقنوط، وتغرس في قلوبهم بذور الأمل والرجاء، فالإسلام حرم اليأس وأوجد البديل وهو الأمل، وحرم التشاؤم وأوجد البديل وهو التفاؤل، لذلك فإننا نرى صاحب الأمل الكبير، عالي الهمة، دؤوب العمل، كثير البذل، سريع التضحية، بعكس الآخرين العاجزين، ومن المعلوم أنه بقدر تفاوت الناس في آمالهم وأعمالهم، تتفاوت عزائم الرجال كما قال الشاعر:

على قدر أهـل العـزم تأتي العـزائم

وتأتي علــى قـدر الكـرام المكارم

وتعظم في عين الصغير صغيـرها

وتصغر في عين العظيـم العظائم

وعند دراستنا للسيرة النبوية الشريفة، نلاحظ أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- قد واجه المشاق والمتاعب عندما بدأ بتبليغ الرسالة، كما وواجه المقاطعة، وجميع أشكال الأذى والتعذيب، ومع ذلك صبر، وسلَّم الأمر لصاحب الأمر، فما هي إلا فترة وجيزة، وإذا بالضيق ينقلب فرجاً والعسر يسرا، ودخل الناس في دين الله أفواجاً.

ومن خلال دراسة التاريخ الإسلامي من مصادره الموثوقة، نلاحظ أن الخط البياني للتاريخ الإسلامي مُتَعَرِّج، ينخفض انخفاضاً شديداً، ويرتفع ارتفاعاً شديداً، ويعلو ويهبط وفق القانون الإلهي الذي يقول {وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} (سورة آل عمران الآية 140).

نعم قد يعلو أمر المسلمين، وقد يهبط، هبط في قرون مضت حتى اغتُصب «الحجر الأسود»، أخذه «القرامطة» قسراً، وظل عندهم نحو ربع قرن، فما عاد إلا بعد لأي!، كما وهبط مستوى التاريخ الإسلامي إلى الحضيض يوم دخل «التتار» بغداد وقتلوا الخليفة وأذلوا الأمة الإسلامية أشد الذل.

ولكن هذا التاريخ الذي هبط سرعان ما علا، فما مضى قرن حتى كان المسلمين يدقون أسوار «فينا» – عاصمة النمسا- ثم قبل ذلك وصلوا مخترقين «الأندلس» إلى «جنوب فرنسا» .

هذا التاريخ الذي يتأرجح بين «مَدٍّ وجزرٍ» حقيقة لا بد من الاعتراف بها.

فحدوث بعض المحن والمصائب للأمتين العربية والإسلامية في هذه الأيام، أمر لا يدعو المسلم إلى اليأس، بل لا بد له أن يصبر، فالصبر نصف الإيمان.

وعلى الرغم من الجراح المؤلمة والظروف القاسية التي تعصف بالأمتين العربية والإسلامية، إلاّ أن ثقتنا في الله كبيرة، فالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة فيها ما يطمئن القلوب
 ويبعث الأمل في النفوس ويبشر الأمة بأن المستقبل لهذا الدين إن شاء الله، فالله سبحانه وتعالى يقول: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا*َ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} (سورة الشرح الآية 5-6) فالعسر جاء معرفاً، والمعرفة إذا كررت كانت عين الأولى، واليسر جاء منكراً والنكرة إذا كررت كانت غير الأولى، فلن يغلب عسر يسرين، كما وورد أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- قال: (بشروا ولا تنفروا) (أخرجه البخاري)، فالليل مهما طال فلا بد من بزوغ الفجر، وإن الفجر آتٍ بإذن الله، فالخير لا يزال باقياً في هذه الأمة إن شاء الله إلى يوم القيامة، لن تهزه عواصف هوجاء ولا رياح عاتية، وستبقى أمتنا قادرة إن شاء الله على تجاوز المحن والشدائد مهما اشتدَّ الظلام، وسوف تتوحَّد الأمة وتكون صفاً واحداً، كما كانت دائماً إن شاء الله.

ومن المبشرات التي بشر بها رسولنا – صلى الله عليه وسلم- المسلمين بأن المستقبل لهذا الدين:

* البشارة الأولى: ما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- سئل: يا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أي المدينتين تفتح أولاً قسطنطينية أو روميه؟ قال: (مدينة هرقل تفتح أولاً) (أخرجه الإمام أحمد).

رومية هي روما عاصمة إيطاليا، والقسطنطينية هي استنبول حالياً، والتي عرفت في التاريخ الإسلامي باسم إسلام بول، يفهم من السؤال أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا قد علموا بأن المدينتين ستفتحان، لكنهم يريدون أن يعرفوا أي المدينتين تفتح قبل الأولى، فكان الجواب مدينة هرقل، القسطنطينية التي فتحها القائد المسلم محمد بن مراد المعروف في التاريخ باسم القائد محمد الفاتح، حيث فتحت مدينة هرقل في شهر جمادى الأول سنة 857هـ وفق شهر مايو سنة 1453م، وبهذه المناسبة يتذكر المسلمون الأتراك هذه الذكرى العظيمة، ومن المعلوم أن هذا الفتح العظيم كان بعد قرنين من دخول التتار بغداد وسقوط الخلافة، وظن الناس أن الإسلام قد هوى إلى الحضيض، ونسوا أن الإسلام لن ينتهي من هذه الدنيا؛ لأنه يوم أن ينتهي الإسلام من هذه الدنيا فلن تكون هناك دنيا؛ لأن الشمس ستنطفئ والنجوم ستنكدر والحصاد الأخير سيطوي العالم أجمع، (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدّينِ كُلّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (سورة التوبة الآية 23).

وبقي الشطر الثاني من البشرى، وهو فتح رومية، وهذا ما سيحدث إن شاء الله، حيث إن الناس والحمد لله يدخلون في دين الله أفواجاً، كما وأن الآلاف يعتنقون هذا الدين يومياً في أوروبا بفضل الله، وهذا ما أكده المفكر الأوروبي برناردشو عندما قال: (إن العالم اليوم بحاجة إلى رجل مثل محمد- صلى الله عليه وسلم- يحل مشكلاته وهو يشرب فنجاناً من القهوة)، وفي ذلك دلالة واضحة على أن العالم قد يئس من جميع الأيدلوجيات الاشتراكية والرأسمالية، وما عليه إلا أن يدرس هذا الدين ويؤمن برسالة سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم- ويطبق مبادئ الإسلام، لتعيش البشرية حياة آمنة مطمئنة إن شاء الله.

*وأما البشارة الثانية فقد رواها حذيفة بن اليمان- رضي الله عنه- أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- قال: (تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضاً، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً جبرياً، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة» ثم سكت؟ (أخرجه أحمد).

هذا يبين أن الخلافة آتية، وأن الإسلام قادم رغم المشككين، رغم الحاقدين، رغم أعداء الإسلام كلهم، لأن الإسلام دين الحب والتسامح، دين العدل والمساواة، دين الخير للبشرية جمعاء.

* وأما البشارة الثالثة ما رواه ثوبان قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها، وأعطيت الكنزين: الأحمر والأبيض…) (أخرجه مسلم)، فهذا الحديث يبشر باتساع دولة الإسلام حتى تشمل المشارق والمغارب، أي: الأرض كلها إن شاء الله تعالى.

وأقف عند البشارة الأخيرة وبها أختم، مع أن المبشرات كثيرة والحمد لله، ولكن ما يسمح به المقال، وهي قول الرسول عليه الصلاة والسلام: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ولعدوهم قاهرين حتى يأتي أمر الله وهم كذلك» (أخرجه البخاري)، وفي رواية (لا يضرهم من خالفهم ولا ما أصابهم من لأواء حتى يأتي أمر الله وهم كذلك» قيل: يا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأين هم؟ قال: (ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس)، (أخرجه أحمد).

لقد بيَّن رسولنا محمد- صلى الله عليه وسلم- أن الخير سيبقى في هذه الأمة المجيدة إلى يوم القيامة إن شاء الله، كما وأثنى على المسلمين المقيمين في بيت المقدس، وأكناف بيت المقدس وأن منهم الطائفة المنصورة إن شاء الله، فبيت المقدس سيبقى إن شاء الله حصناً للإسلام إلى يوم القيامة على الرغم من المحن التي تعصف بالأمة؛ لأن أهله يشكلون رأس الحربة في الذود عن المقدسات الإسلامية في فلسطين بالنيابة عن الأمتين العربية والإسلامية.

إن هذه المبشرات لتؤكد أن المستقبل لهذا الدين إن شاء الله، لذلك فإننا لن نيأس قط من عودة الإسلام وانتصار مبادئه في العالم مرة أخرى، للحديث الذي يقول فيه -صلى الله عليه وسلم-: (ليبلغن هذا الأمر «يعني أمر الإسلام» ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر، إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز، أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر) (أخرجه أحمد بن حنبل)، كما أن هذا الحديث يـأتي مصداقاً لقوله تعالى في القرآن الكريم: *{‬هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} (سورة الصف الآية 9).

الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة

خطيـب المسـجد الأقصـى المبـارك

www.yo sefsalama.com

والسلام عليكم ورحمه الله و بركاته

https://www.alittihad.ae/details.php?…#ixzz1CLYeSO5N

جزاك الله خيرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.