تخطى إلى المحتوى

إحسان الظن واحسان العمل 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال الإمام أحمد : حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق بن شهاب يرفعه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دخل رجل الجنة في ذباب ، ودخل رجل النار في ذباب ، قالوا : وكيف ذلك يا رسول الله ، قال :" مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئا . فقالوا لأحدهما : قرب ، قال : ليس عندي شيء ، قالوا له قرب ولو ذباباً ، فقرب ذباباً ، فخلوا سبيله ، فدخل النار ،وقالوا للآخر : قرب . فقال : ما كنت لأقرب لأحد شيئا من دون الله عز وجل ، فضربوا عنقه فدخل الجنة ". أخرجه أحمد في ((الزهد)) (16،15).

وهذه الكلمة الواحدة يتكلم بها العبد يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب .
وربما اتكل بعض المغترين على ما يرى من نعم الله عليه في الدنيا وأنه لايعتني به ، ويظن أن ذلك من محبة الله له ، وأنه سيعطيه في الآخرة أفضل من ذلك ، وهذا من الغرور .

وقال الإمام أحمد : حدثنا يحيى بن غيلان حدثنا رشدين بن سعد عن حرملة بن عمران التجيبي عن عقبة بن مسلم عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إذا رأيت الله عز وجل يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب ، فإنما هو استدراج " ثم تلا قوله عز وجل : { فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أُوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون } [الأنعام :44].
وقال بعض السلف : إذا رأيت الله عز وجل يتابع عليك نعمه وأنت مقيم على معاصيه فاحذره ، فإنما هو استدراج منه يستدرجك به .

من كتاب الجواب الكافي للعلامة ابن قيم الجوزية . فصل ( في إحسان الظن وإحسان العمل ).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.