كلام عميق ومفيد لهذا الكاتب الله يجزاه خير واحببت ان انقله لكم للفائدة
وانا اول المستفيدين :
ـ أثر الشعور بأركان الإيمان على النية: إن الذي يشعر بأن الله هو النافع الضار إذن لا يعمل أي إعتبار أو رياء لغير الله لأن غير الله لا ينفع ولا يضر، فيجب النظر إلى الدنيا على أنها كم مهمل (مهمل من المشاعر والهم وليس مهمل من المعاملة)، فإن الذي يرائي إنما يفعل ذلك من أجل نفع أو مصلحة ولا نفع إلا من الله، والشئ الذي لا نفع فيه ولا ضرر لا خطورة منه ولا أهمية له ولا مشكلة فيه ولا يستحق الإنتباه أو الإعتبار، فإذا كانت الدنيا وكل ما سوي الله لا ينفع ولا يضر إذن لابد أن تكون الدنيا كم مهمل ولا يتعلق بها مشاعرك، وهذا هو مفهوم النية وأساس الإخلاص.
ـ أثر النية: عندما تكون أعمالك كلها لله تشعر بالراحة أما عندما تتعلق بدنيا الأغيار تتعب.
ـ أثر عدم الشعور بالغيبيات على العمل:
ـ ان الذي لا يشعر بالآخرة يصعب عليه أن يسامح أحدا ظلمه لأنه لا يشعر بمدي أنه يأخذ حقه يوم الدين، كما أن الإنسان إذا شعر فعلا بالآخرة شعر بمدي قيمة الحسنات ونفعها فحرص عليها.
ـ لماذا يقع الإنسان في المعاصي وهو مقتنع أنها حرام ومصدق أنها حرام ؟: لأن الإنسان يعمل ما ينفعه ويبتعد عما يضره، فهو لا يشعر بأن ذلك الأمر فيه ضرر له يوم القيامة، ربما لأنه لا يشعر بيوم القيامة أساسا.
ـ إذا كان الإنسان مشاعره متعلقة بالدنيا فتجد علامات ومظاهر فرحه وحزنه وغضبه وألمه وأمله ورجاؤه في أمور الدنيا، أما في أمور الآخرة فلا يوجد رد فعل أو تأثر أو إنفعال، فسعادته في المال وغضبه في فقده وأمله في الشهوات.
ـ إن مفهوم الدعوة هو ما خرج من القلب (المشاعر) يصل إلى القلب (المشاعر) ولذلك قد يقول الإنسان كلمة عادية فتكون سببا في أن يلتزم آخر أو يكون فيها نفع كبير لأنها خرجت عن حب وعن إنفعال وبدون إصطناع أو تكلف وفي الحديث: ((إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لاَ يُلْقِى لَهَا بَالاً، يَرْفَعُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ..))([1])، والعكس فإن الإنسان إذا تكلم وهو بارد المشاعر فلن يصل كلامه، فإن المشاعر تعني وجود إنفعال حقيقي داخل النفس، فالمشاعر هي التي تبين هل الإنسان مؤمن فعلا بما يقوله أم لا.
ـ أنظر إلى الآيات: ((وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ، الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ، وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ، أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ، لِيَوْمٍ عَظِيمٍ، يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ))([2]) انظر إلى العلاقة بين تطفيف الكيل والميزان وبين الإيمان باليوم الآخر، فالآية تبين أنه لو كان هؤلاء يؤمنون فعلا بيوم القيامة ويشعرون بالحساب يوم الدين لما فعلوا ذلك، كما تبين الآيات أنه ليس يوم عادي وإنما هو يوم رهيب (عظيم) مثير للمشاعر وتصف قيام الناس فيه لله، وتبين ماذا يعني (الله) أنه رب كل العالم وجميع العوالم الأخرى (رب العالمين) مما يعني عظمة الله وقدرته ليشعر الإنسان بالخشية والرهبة، وكأن الآيات تبين أن الذي في شعوره أن يوم القيامة يوم عادي فسوف يطفف الميزان لأنه لا يشعر بخطورة القيامة وقدر وقدرة الله.
ـ ومن أثر عدم الشعور بالله الإنشغال بالناس عن الله، قال ابن الجوزي: (إذا رأيت نفسك تأنس بالخلق وتستوحش من الخلوة فاعلم أنك لا تصلح لله)، وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: (أخسر الناس صفقة مَنْ انشغل بالناس عن ربه، وأخسر منه صفقة مَنْ انشغل بنفسه عن الله)، وقال بعض السلف: (علامة الإفلاس كثرة الحديث عن الناس).
ـ إن عدم الشعور بأن الله سميع بصير يؤدي إلى معاصي الخلوات، ففي الحديث: ((لأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِى يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا، قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لاَ نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ. قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا))([3]) {{ ومعني (بيضاء) أي أنها حسنات مقبوله،… ومعنى (تنسف حسناته) أي أنه يموت على ملة غير ملة الإسلام، لأن الذين تنسف حسناتهم الكفار وليسوا المؤمنين ـ يوجد شئ إسمه حبوط الموازنة عند المسلمين، أي أن هناك حسنات وسيئات، فالسيئات تحبط الحسنات أو الحسنات تحبط السيئات، فإذا ثقلت الحسنات وخفت السيئات حبطت السيئات، وإذا السيئات ثقلت والحسنات خفت حبطت الحسنات فدخل النار، فهذا إسمه حبوط الموازنة، أما الكافر فلا تقبل له حسنة، فكل حسناته حابطة بدليل قوله تعالى: ((وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً))([4])، لأن ربنا اشترط ((مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ))([5]) فربنا اشترط شرط الإيمان، فمعنى أن حسناته نسفت أي مش مؤمن }}([6]) ، وذنوب الخلوات من أهم أسباب سوء الخاتمة ذلك لأنها تنشأ من الذي يراعي نظر الناس ولا يراعي نظر الله، فيستحي من الناس ولا يستحي من الله، ويخاف من الناس ولا يخاف من الله، فليس عنده مراقبة أو إهتمام بأن الله يراه فلا يشعر بوجود الله تعالى. ولذلك فكلما كان العمل بعيدا عن الناس كلما كان ثوابه أعظم مثل قيام الليل والصيام، فعلي المرء ألا يقيم في نفسه أي إعتبار للناس، بل إن تعمده وتكلفه أن يعمل العمل بعيدا عن الناس فيه إعتبار للناس، فالخوف من الرياء رياء، وإنما يسقط المرء إعتبار الناس ووجود الناس من ذهنه سواء كان بينهم أم لم يكن بينهم (وهذا معنى أنه يري الناس أمامه كأنهم كم مهمل).
ـ عدم الشعور بعظمة الله يؤدي إلى المعصية: تصور أن الله يأمرك أن تفعل كذا، وأنت تقول له لا، لا أفعل، أو لماذا ؟، أو تسأله ما الحكمة ؟، أو تتباطئ أو يكون في نفسك ضيق من الأمر، أو تتجاهل الأمر كأنك لم تسمعه، والله يعلم ما تفكر فيه وما في نفسك: ((وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ))([7])، فلو أمرك ملك من ملوك الدنيا لأسرعت، ولو أمرك حبيب لك توقره وتحبه وفضله عليك عظيم لأسرعت، فأصبح قدر الضابط الذي يأمر الجندي بتنفيذ أمر ما أعظم من قدر الخالق الذي يأمر عبيده بأمر ما، ففي الأول الشعور بالهيبة والمسارعة، وفي الثاني لا تجد شعورا بشئ، فهكذا معنى كلمة فرض وكيف هانت على النفس، فالمشكلة ليست في ذات المعصية ولكن عدم وجود عظمة الله في النفوس.ـ
أثر الشعور بالغيبيات على العمل:
ـ عندما يشعر الناس بالآخرة ومدي النفع فيها للحسنات والسيئات فانهم عندئذ سوف يشعرون بما تعنيه كلمة (حرام) وما تعنيه كلمة (فرض) أي يشعروا بمدي قيمة وخطورة هذه الأمور فتكون إستجابة الناس لكلمة (فرض) أو كلمة (حرام) سريعة وهذا أيضا من الشعور بعظمة الله وبالتالي عظمة أوامره ((ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ))([8])، ((ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ))([9])، ولذلك ففي الحديث: ((إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ))([10])، فإن كلمة (حرام) في لغة الإقتناع هي كلمة عادية لا يستقبلها الإنسان بمشاعر الكره والبغض، فلا مانع من أن يقع في أمر حرام وهو مقتنع بأنه حرام لأنه لا يوجد شعور بخطورة ما تعنيه كلمة (حرام) في الآخرة وفي حق الله العظيم لأنه لا يشعر بخطورة الآخرة وبقدر الله تعالى وبعظمة أوامره، كما أن مَنْ يشعر بقيمة الحسنات والسيئات فإن قطع نفسه أربا إربا في مرضاة الله سوف يحقر ذلك ففي الحديث: ((لو أن رجلا يجر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت هرما في مرضاة الله عز وجل لحقره يوم القيامة))([11]) وسوف يندم على أنه لم يستزد من الطاعة.
ـ إن الإنسان الذي يشعر بالغيبيات فإنك تجده لا يكثر من الضحك لأن أمامه مصير مخيف، ولا يكثر من اللهو ولا يكثر من الكلام فيما لا يفيد ويعرض عن اللغو…الخ، كما أنك تجده يبتعد عن الحرام لأن مشاعره منقطعة عن الدنيا وقلبه متصل بالله فالدنيا ضئيلة في شعوره فلا يحتاج منها شئ، وتجده يسامح مَنْ ظلمه لأن في شعوره الآخرة وأنه سيأخذ الجزاء الأوفي لما فعل.
ـ إن مجرد الإقتناع بالحساب يوم القيامة لا يؤثر في شئ، أما الشعور بالحساب يوم القيامة فإن مشاعرك سوف لا تهدأ عند كل عمل تتحرى فيه الحلال والحرام وتسارع ففي الحديث: ((التؤدة في كل شيء إلا في عمل الآخرة))([12])، والمشكلة أن عدم الشعور بالحساب يعني أنه لا حساب من ناحية المشاعر وإن كان في الإقتناع الحساب أمام الله موجود.
ـ إن تفاعل المشاعر مع أركان الإيمان يؤدي إلى تفاعل المشاعر مع كل أمر من أمور الدين فيحب كل ما أمر الله ويبغض كل ما نهى الله تعالى، وهذا هو أهم دافع للعمل والطاعة، أما الذي لا يشعر بأركان الإيمان فسوف يجد في نفسه تثاقل وحرج وضيق عند أي أمر من أوامر الله: ((ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ))([13])
ـ ومن أثر شعوره بعظمه القرآن وحبه له فإنه يتلوه ويحفظه وليس الأمر تكليف ثقيل علي النفس يقوم به، ومن أثر حب الله الإتباع ((قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ))([14]).
ـ أثر الشعور بالغيبيات علي اللسان: عندما يكون الإنسان مشغولا بقضية فإنه يتحدث فيها، فإذا جلس
مجموعة من الميكانيكية فإنهم سوف يتحدثون عن السيارات، وإذا جلس مجموعة من أصحاب مهنة معينة فيكون حديثهم حولها، كذلك إذا جلس مجموعة من الناس وكان الله في بؤرة شعورهم ومحور حياتهم وهمهم فإن حديثهم تلقائيا يكون عن الله وذكره واليوم الآخر وأمور الإيمان، كما أن الذي يحب شيئا يذكره كثيرا
ـ أثر الشعور بالغيبيات علي الأخلاق: إن الإنسان الذي لا تستعبده شهوة ولا تتجه مشاعره لدنيا فهو إنسان عفيف النفس كريم طيب القلب ودودا، وتجده صادق لأنه لا يحتاج إلى الكذب، فليس له أي مصلحة من هذه الدنيا، والعكس صحيح فإن الإنسان إذا توجهت مشاعره للدنيا وإستعبدته شهواتها فإنه يكون شحيح النفس بغيض من الناس ضعيف وجبان وكل صفات النفاق، فتنشأ أمراض القلوب وصفات النفاق من توجه المشاعر إلى الدنيا، وتنشأ الاخلاق من توجه المشاعر إلى الله، وإن الأخلاق الحسنة تؤدي إلى راحة البال أما الكذب والغش والخداع والسرقة.. الخ يؤدي إلى التعب النفسي، فإن الذي يشعر بضآلة الدنيا فإنه لا يغضب علي أي شئ فيها، أما الذي يعبد المال فضياع قرش يجعله يغضب ويحزن.ـ
أثر الشعور وعدم الشعور بالغيبيات على المجتمع:
ـ عندما يشعر الغني بأن المال لا قيمة له لأنه إلى زوال وأن المال مال الله وكل شئ ملك لله تعالى عندئذ سوف يعطي الفقير، وعندما يشعر الإنسان بأن الدنيا لا قيمة لها فلن يتمسك بها وعندئذ فقط سوف يحب الخير للناس مثلما يحبه لنفسه، وفي الحديث: ((لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ))([15])، وإن التشاحن علي الدنيا والتقاتل عليها سوف يختفي وبالتالي ستقل الحوادث والسرقات ويعيش الناس في أمن وسلام: ((الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ))([16]) أي لم يخالطوا إيمانهم بشرك أي يتحقق عندهم الشعور بوجود الله وصفاته وبالغيبيات.
ـ إن مفهوم إصلاح النفس هو في الأساس إيجاد الشعور بالغيبيات في النفس وعندئذ يشعر الإنسان أن قيمة الدنيا إلى الآخرة يساوي صفرا، فلا يتشبث بالدنيا ويتقاتل عليها فينصلح المجتمع: ((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ))([17])، وعندئذ يعم الخير لأن الناس لا يتشبثون بالدنيا: ((وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ))([18])، فإن الوازع الديني هو الذي يدفع الانسان إلى الخير خوفا من ربه، ولن يحقد أحد علي أحد وسوف يسامح الاخ أخيه، ذلك عندما لا يعيش الناس للدنيا وإنما عندما يعيشون للآخرة، فإن التمسك بالمادة والعيش لها هو سبب كل بلاء.
ـ فعندما يتجه المجتمع كله إلى شئ واحد ليس الدنيا وإنما هو حبل الله فيمسك به الجميع ((وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً))([19]) وليس يمسك بعضهم ببعض، ولكن يمسكون جميعا بحبل الله فلن تفرقهم الدنيا والطمع عليها، فالكل له وجهة واحدة هي حبل الله المتين ((وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ))([20])
.ـ أما عدم الشعور بالغيبيات عند أفراد المجتمع أو أكثرهم فيؤدي إلى توجه المجتمع تجاه الدنيا والمادة والشهوات، وتصبح القضايا العامة التي تهم الناس هي كيف يعيشوا حياتهم الدنيوية ويتمتعوا بها من التنافس على المال والنظر إلى عورات النساء والمظاهر والتلهي بهموم الحياة والطعام والشراب.. الخ، وتصبح المشاكل والهموم التي تشغل الناس كلها أمور دنيوية وكأن الآخرة ليست مشكلة ولا يحمل أحد لها هم، وكأن الموت ليس بمشكلة، وكأنه ليس أحدا مهيبا في السماء يهيمن على كل شئ، وكأن الغيبيات لا تمثل أي مشكلة، وعندئذ يكون رأي الإنسان ومزاجه وهواه وما يشتهيه هو المقياس الذي تقوم عليه الحياة.
إسم المؤلف : حسني عبد المنعم حسن البشبيشي
العنوان : مصر