تخطى إلى المحتوى

الطفل ورفض وجبة الطعام 2024.

خليجية

هناك سيناريو شائع بشكل كبير بين الامهات وهو الشكوى من رفض الطفل للطعام سواء بشكل جزئي أو كلي خلال وجبات الطعام حيث يبدأ القلق والمعاناة.

ان الوضع الصحي الطبيعي لأي طفل لا يحدد بكمية الطعام التي يتناولها، بل يعتمد على خارطة النمو والتطور الطبيعي لأي طفل وفقا لمقاييس متعارف عليها للطول والوزن والشكل العام.

واذا رفض الطفل الطعام خلال وجبة الطعام العادية يجب أن تؤخذ النقاط التالية بعين الاعتبار:

قد تكون هناك سابقة لاجبار الطفل على الطعام.
عدم انتظام الوجبات، لذلك لا يكون الطفل قد شعر بالجوع في بعض الاحيان.
تقديم وجبات لا تناسب الطفل.
تقديم حصة كبيرة من الطعام يضطر لتناولها ولا تتناسب مع احتياجاته.
وجود الكثير من المشتتات مثل التلفاز وغيره.
ان وجبات الطعام الاساسية التي تجتمع عليها العائلة لها تأثير كبير على تطور الطفل حيث الألفة والتواصل وهذا يساعد بشكل أكيد على فتح الشهية وتسهيل الهضم أيضا.
ومن المهم ايضا تقديم وجبات الطعام الاساسية في جو هادىء ومريح وتوفير وقت كاف بالاضافة الى الالتزام بأوقات محددة كل يوم، لأن تقديم الوجبات في أوقات متباينة يؤدي الى الجوع وبالتالي الى طفل سريع الانفعال والاستثارة وهذا يجعل وجبات الطعام غير محببة ومكروهة له.
وتتغير شهية الأطفال من يوم ليوم ومن وجبة لوجبة، وخلال فترة النمو السريع تزداد شهية الاطفال والعكس صحيح حيث ان الشهية تقل عندما يصبح النمو مكتملا. ولكن اذا قلت الشهية للطعام وكان النمو بطيئا بشكل ملحوظ عندها يجب استشارة الطبيب.

كيف تصبح وجبة الطعام وقتا مرغوبا وايجابيا؟

يجب أن تكون وضعية جلوس الطفل على المائدة مريحة ومناسبة.
تقديم حصص مناسبة لحاجات الطفل الخاصة، البدء بحصص صغيرة ثم اعطائه المزيد اذا رغب بذلك.
يجب على الآباء ان يقوموا بتقديم نموذج جيد للأبناء وذلك بتناولهم أطعمة متنوعة أمام أطفالهم، فالطفل يتعلم كيف يأكل بتقليد من حوله.
تقديم أي أطعمة جديدة بشكل تدريجي، واذا تم رفضها تتم المحاولة من جديد بطريقة منظمة حتى يتم التقبل تدريجيا.
السماح للطفل بأخذ قسط من الراحة (15-20 ) دقيقة قبل تناول وجبة الطعام، بعد اللعب النشط الذي يستهلك كثيرا من نشاط الطفل وحيويته مما يؤدي الى التأثير على الشهية، فالراحة هنا ضرورية لأنها تفيد في تحفيز الشهية للأكل.
استخدام الأطباق والأواني الصغيرة والتي يستمتع الطفل بأن يأكل بها لأنها تخصه.
تشغيل موسيقا هادئة ومريحة خلال الوجبات لجعل الاجواء ممتعة وجميلة.
تشجيع الطفل على تناول الطعام بنفسه اذا كان ذلك مناسبا.

الوجبات الخفيفة

معظم الاطفال الصغار يفضلون تناول وجبات صغيرة ومتكررة على أن يتناولوا وجبة واحدة كبيرة في أوقات محددة. لذا يجب على الامهات مراعاة هذه الوجبات وتقديم مأكولات صحية ومفيدة، فاذا ما ظهر الاطفال بصحة رائعة يتم اعطاؤهم بعض الحرية في اختيار الطعام سيما وان ذلك يمنحهم الطاقة والسرور بشكل دائم.
ان أكثر ما يهمنا في الموضوع هو (ماذا يتناول الطفل بين الوجبات) فالطفل الذي ينمو بصحة جيدة يجب أن يتناول وجبات طعام غنية ومتنوعة، ويميل بعض الأطفال الى تناول الوجبات الخفيفة، وقد تكون هذه الوجبات مفيدة جدا خصوصا للطفل الذي يتعب بسهولة اثناء تناول الوجبة الاساسية، او الطفل الذي يتحرك بشكل زائد، او لدى الطفل ذي الشهية الضعيفة أو الذي لديه مشاكل في المضغ والبلع وغيرها، وعادة ما يحتاج هؤلاء الاطفال الى طعام يمنحهم الطاقة اللازمة حتى موعد الوجبة اللاحقة، لذلك فان الوجبات الصغيرةmini – meals يجب ان تخطط بحكمة لتزويدهم بالغذاء اللازم للنمو الطبيعي.

يجب مراعاة ما يلي عند التفكير في اعداد الوجبات الخفيفة :

اختيار الخضروات والفواكه، الخبز والحبوب، اللحوم ومشتقات الالبان.
يجب ان تكون هذه الوجبات قبل ساعتين على الاقل من الوجبة الأساسية، وبخلاف ذلك فإن شهية الطفل قد تقل خلال الوجبة الاساسية.
التقليل والحد من استهلاك السكر، الوجبات التي تحتوي على السكر غير مناسبة لأنها تثبط الشهية، وتسبب تسوس الاسنان، وتزيد من قابلية الجسم لزيادة الوزن. واستهلاك كميات كبيرة من السكر قد يكون له تأثير سلبي على صحة الطفل بشكل عام.
التقليل والحد من تناول الفطائر والكعك والحلوى والشيبس، لأن هذه الاطعمة غنية بالدهون والاملاح والتي تعتبر من العوامل المساهمة في امراض القلب، بالاضافة الى ان قيمتها الغذائية ضئيلة.
السماح للطفل بالمساعدة في تحضير الوجبة ان أمكن، فهم عادة ما يأكلون الطعام الذي يقومون بتحضيره،حيث يفضل السماح لهم بسكب الطعام في الاواني المخصصة لهم وكذلك صب العصير أو الحليب من ابريق صغير في الكوب او الفنجان المخصص لهم.
مراقبة نوعية هذه الوجبات فترة من الزمن اذا لم يأكل الطفل جيدا خلال وجبات الطعام، لأننا قد نجد ان هذه الوجبات أو السوائل تؤخذ في وقت قريب من الوجبة الرئيسية لذا يجب مراعاة عدم اعطاء الطفل العصائر والحليب بشكل مستمر خلال اليوم.

مواصفات الوجبات الخفيفة المفيدة
الأجبان
الشاندويتشات الصغيرة
الفواكه الطازجة أو المعلبة غير المحلاة (اذا كان الطفل يستطيع المضغ بشكل جيد)
الخضروات الطازجة (اذا كان الطفل يستطيع المضغ بشكل جيد)
زبدة الفول السوداني مع البسكويت الهش
الألبان
توست الجبن
الحليب
العصائر غير المحلاة
الحبوب غير المحلاة

مواصفات الوجبات الخفيفة غير المفيدة
رقائق البطاطا
الكيك والفطائر
الشاي البارد
البسكويت بالسكر
المشروبات الغازية
الفيتامينات

ان تناول أقراص الفيتامينات عادة لا يكون ضروريا للأطفال الذين يقومون بتناول طعام متنوع وغني، لكن بعض الاطفال الذين لديهم مشاكل نمائية قد يكون لديهم صعوبة في تناول كميات مناسبة من الطعام، لذلك قد يتم اعطاؤهم فيتامينات متنوعة كمكمل غذائي ولكن يجب أن يتم هذا تحت اشراف طبي لأن استهلاك كميات زائدة من الفيتامينات قد يكون مؤذيا للطفل.

وهناك سؤال يطرح نفسه : مم تقلق الامهات بشكل كبير: التغذية أم نقص النظام؟؟

إن تغذية الطفل يمكن فهمها ومعرفتها من خلال خارطة التطور الطبيعي للطفل والغذاء المتوازن الذي يجب تقديمه اليه.ويجب على الام مراقبة ورصد ما يأكله الطفل خلال فترة من الزمن أو لعدة أيام خصوصا اذا شكت ان الطفل لا يأكل كما يجب،وهذه عينة بسيطة يمكن القياس عليها وتنويعها لبرنامج غذائي للطفل:

الافطار :
عصير برتقال
بيض مقلي (3 بيضات في الاسبوع) نظرا لما يحتويه صفار البيض من نسبة عالية من الكوليسترول. أو الشوفان
توست ومربى.
حليب

بين الافطار والغداء
تفاحة أو تفاح معلب أو مطبوخ

الغداء:
شوربة خضار
ساندويتش دجاج
موزة صغيرة
حليب

بين الغداء والعشاء
عصير تفاح
زبدة الفول السوداني مع بسكويت هش ( تفادي اعطاء هذه الوصفة للأطفال الصغار جدا وكذلك الذين يعانون من مشاكل في المضغ والبلع)

العشاء:بروكلي
بطاطا
رغيف صغير من اللحم
حليب

عند النوم:
اللبن

ان رفض الاطفال لتناول الطعام خلال الوجبات يتصل بصراع داخلي لدى الطفل في محاولة منه للحصول على الاستقلال وان يستطيع التصرف بشكل ذاتي بعيدا عن حكم الآباء، ولن يستطيع الآباء فرض رأيهم لأنه من الصعب جدا اجبار الطفل على تناول الطعام، واذا تمنى الأبوان ان يتناول الطفل الطعام بشكل منتظم فعليهم استخدام استراتيجيات أخرى غير الاجبار ويجب عليهم الاجابة على الأسئلة التالية:

ما هو أكثر شيء يقلق الأبوين؟

التغدية؟
النظر الى (خارطة النمو الطبيعي)
النظام؟
تاريخ الأسرة
ما يقوله الآخرون
حجم الطعام المتناول بين الوجبات؟
اعداد مفكرة الطعام ومراقبتها جيدا
نصائح وارشادات
تجنب المواجهة خلال وجبات الطعام.
توفير الجو الهادىء والمريح.
استخدام الطعام المفضل لدى الطفل كجائزة وتعزيز.
تقليل الطعام بين الوجبات قدر الامكان.

إذا كان طفلك يرغب بمشاهدة التلفاز أثناء تناول وجبات الطعام أطفئي التلفاز فتناول الوجبات أمام التلفاز يصرف عن لقاء الأسرة ويمنعها من التفاعل ويكون لهذا أثرا على تغذية الطفل فان الوقت الذي تمضيه الأسرة معا في تناول الطعام وقتا ثمينا وغالبا ما يكون الوقت الوحيد الذي تجتمع فيه الأسرة معا أثناء اليوم اما إذا حدث بشكل نادر ان تشاهد الأسرة جميعها برنامجا تلفزيونيا معا فلا باس بذلك..

ان الأطفال الصغار بارعون في عدم مراعاة القول المأثور:

(" افعل كما أقول لك وليس كما افعل أنا" )

فالأطفال يتعلمون بتقليد ما يرون والكبار الذين يأكلون بعادات سيئة يجب ألا يتوقعوا من صغارهم ان يأكلوا بعادات جيدة .

ان المثل الأعلى يقدمه الكبار في اتباعهم النظام في تناول وجباتهم في مواعيد محددة وباختيارهم لأنواع الطعام الصحية واللذيذة .

ان الأبوين والقائمين على رعاية الأطفال هم الذين يسيطرون على أنواع الطعام التي تدخل المنزل فبتوفير أنواع كثيرة من الطعام الصحي في البيت يساعدون الأطفال على فهم ان هذه الاختيارات الصحيحة من الطعام هي نمط غذائي لهم في الحياة .

ان موعد تناول الوجبات هو وقت مخصص للقاء الأسرة فالأطفال يتعلمون الكثير من الأشياء وهم يأكلون معا ويمكن ان يكون هنالك تدخلات اجتماعية سارة ومبهجة أثناء تناول الطعام لتطوير العادات الجيدة في تناول الطعام ..

أيتها الام الفاضلة :

اسمحي للطفلكِ أن يشارككِ إعداد الطعام :

ان الطفل الذي يشارك في إعداد طعام الغداء مثلا يكون من الأرجح ان يأكل اكثر .
. اسمحي له ان يقطع الساندويتش بالآلة الخاصة بذلك بالأشكال التي يرغب بها ليشعر بالمرح في عملية إعداد الطعام ..

اسمحي له ان يزين طاولة السفرة بما يضفي عليها لمسته الخاصة .. اسمحي له ان يغلف الساندويتش بالورق الخاص بها بالشكل الذي يرغب به ..

حتى الوجبات الغنية جيدا بالمكونات الغذائية لن تفيد إذا رفض الطفل تناولها فبعض الأطفال يتصفون بصعوبة المزاج فيما يتعلق بالطعام وهنالك أطفال آخرون يرغبون دوما بتناول أنواع محددة من الطعام أو يرفضون أنواعا محددة من الطعام كطريقة لاثبات وجودهم .. فإذا كان طفلك يرفض نوعا محددا من الطعام الموجود جربي سيدتي ان تعرضي عليه بديلا من المجموعة الغذائية نفسها..

وهذه بعض الأفكار :

1ـ إذا كان طفلك يرفض تناول الأطعمة الخضراء .. قدمي له الأطعمة الصفراء أو البرتقالية

2ـ إذا كان طفلك يرفض تناول الحليب قدمي له الشوكولا بالحليب أو الجبنة أو اللبن

3ـ إذا كان طفلك يرفض تناول لحم البقر قدمي له لحم الدجاج أو السمك

4ـ عززي القيمة الغذائية للوجبات ببعض الاضافات مثل الحليب الجاف أو الكريما أو المكسرات

5ـ قدمي الطعام الذي يحبه طفلك مع الطعام الذي اعتاد ان يرفضه فيما سبق

6ـ كرري تقديم الطعام الذي يرفضه فربما تحتاجين إلى العديد من المحاولات قبل ان يتقبله يوما

7ـ اسمحي للطفل ان يشارك في اعداد الوجبات وتحضيرها على الطاولة فهذا سيضفي على عملية تناول الطعام جوا مرحا بالنسبة له..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.