1- الصبر وهو أن تحبسي نفسك على الطاعات، وفعل الخيرات بلا ضجر ولا ملل، كما تحبسينها بعيدة عن المعاصي وعن كل خلق سيء كالكذب والخيانة والغش والخسة، والكبر، والعجب، والبخل والشح والجوع، بإظهار عدم الرضا بحكم الله، ومجاري أقداره في عباده.
2- الصفح والإعراض عن كل ما تسمعين من كلمة نابية، أو حركة عنيفة فلا تردي على السيئة بالسيئة، ولكن بالحسنة وهي الكلمة الطيبة، قابلي الجفاء والغلظة من أفراد عائلتك بالعطف، والرحمة، واللين، وإن علت أصواتهم اخفضي صوتك، وإن قبحت كلماتهم جملي لفظك، رطبي كلماتك، بهذا تملكين قلوبهم، وتظفرين بودهم"، وقربهم، وحسن معاملتهم، قال تعالى:{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} (الأعراف:199) وقال تعالى:{وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}.
وقال لرسوله صلى الله عليه وسلم {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}.
3- الحياء والاحتشام فألزمي نفسك بهذا الخلق فإنه أخو الإيمان، وجماع البر والإحسان، فاستحي من الله تعالى حق الحياء، فلا يراك على ما يكره، واستحي من الملائكة فلا تتكشفي في خلوتك ما استطعت واستحي من زوجك وأهلك ومن سائر الناس، فلا تقولي البذاء، ولا تنطقي بالفحش، ولا تعملي عملا، أو تقولي قولا يجانب الحشمة والحياء.
إن الحياء كله خير، ولا يأتي إلا بالخير فاستري محاسنك، ولا تتبذلي أمام أقاربك. حسني كلماتك، وغضي بصرك، وأطيلي ثيابك، ولا تكشفي رأسك، فلا يفارقك خمارك، ولا عجارك إلا إذا خلوت بزوجك في عقر دارك.
4- كوني سخية فلا تبخلي بفضل طعام، أو شراب، أو كساء، أو دواء، ابذلي المعروف، وتصدقي من مال زوجك بعد استئذانه وإذنه فتشاطرينه الأجر والمثوبة، وتسلمي من العقوبة إن الله تعالى يقول: {فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى}.
فاحذري الشح، واتقيه بالصدقة القليلة، الكثيرة. أحسني إلى جارتك كما تحسنين إلى أقاربك، واعلمي أن الله تعالى مع المحسنين.
5- عليك بالإيثار فآثري أهل بيتك على نفسك، فإن الإيثار من أخلاق الصالحين، وصفات الصديقين قال تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
جوعي ليشبع أهل بيتك، واظمئي ليرووا، واتعبي ليستريحوا، ولا تحسبي هذا نقصا فيك بل هو الكمال، والجمال، والجلال. إنك بإيثارك الخير تصبحين سيدة، والسيدة خير من المسودة، وفي الحديث الشريف " خادم القوم سيدهم " (رواه البخاري) وقيل لأحدهم: " بم ساد فيكم فلان؟ قال: احتجنا إليه، واستغنى عنا". فاعرفي هذا الخلق، واكسبيه بالرياضة للنفس، والمجاهدة لها.
6- الصمت، وحسن السمت، الزمي هذا الخلق فقللي من الكلام، ولا تتكلمي إلا بخير لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت " (رواه البخاري ومسلم)، وإذا تكلمت فأوجزي في الكلام، وقولي المعروف فقط، قال تعالى في تأديب نساء النبي صلى الله عليه وسلم:{فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} والزمي حسن السمت في لباسك، ومشيك وقعودك، وفي عملك، وقولك، فتأني واحلمي، ولا تغضبي ولا تضجري، ولا تفرحي فرح الأشر والبطر، ولكن احمدي الله تعالى، وأثني عليه بنعمه، وأكثري من شكره وحمده.
7- أنصفي من نفسك فإن الإنصاف من حسن الإسلام تصنعي لزوجك كما تحبين أن يتصنع لك، واكرهي لغيرك ما تكرهينه لنفسك، وأحبي لأهلك، وأقاربك، وسائر المؤمنين ما تحبين لنفسك، وفي الحديث الصحيح. " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب نفسه " (رواه البخاري ومسلم).
إن من الإنصاف المأمور به أن تعاملي غيرك بما تحبين أن يعاملوك به، فلا تري لنفسك الأثرة على غيرك، وكما تريدين أن يقال لك من جميل اللفظ وكريم القول فقولي أنت لغيرك ذلك، وكما تكرهين أن تؤذي في عرضك، أو بدنك، أو مالك فاكرهي ذلك لغيرك. وبذلك تظفرين بخلق الإنصاف من النفس، وهو من حسن الخلق، وكريم الشيم، وطيب النفس.
تلك أيتها المؤمنة جملة من الأخلاق الفاضلة فتحلي بها، وتجملي باكتسابها وعيشي عليها، تكملي وتسعدي، والله معك ولا يتركك فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.
"والقول الجامع في آداب المرأة، أن تكون قاعدة في قعر بيتها، لازمة لمنزلها، لا يكثر صعودها وإطلاعها، قليلة الكلام لجيرانها، لا تدخل عليهم، إلا في حال يوجب الدخول، تحفظ بعلها في غيبته، وتطلب مسرته في جميع أمورها، ولا تخونه في نفسها وماله، ولا تخرج من بيتها إلا بإذنه، فإن خرجت بإذنه فمختفية في هيئة رثة، تطلب المواضع الخالية دون الشوارع والأسواق، محترزة من أن يسمع صوتها، أو يعرفها بشخصها، لا تتعرف إلى صديق بعلها في حاجاتها، بل تتنكر على من تظن أنه يعرفها أو تعرفه، همها صلاح شأنها، وتدبير بيتها، مقبلة على صلاتها وصيامها، وإذا استأذن صديق لبعلها على الباب، وليس البعل حاضرا، لم تستفهم، ولم تعاوده في الكلام، غيرة على نفسها وبعلها، وتكون قانعة من زوجها بما رزق الله، وتقدم حقه على حق نفسها وحق سائر أقاربها، متنظفة في نفسها، مستعدة في الأحوال كلها للتمتع بها إن شاء، مشفقة على أولادها، حافظة للستر عليهم، وقصيرة اللسان عن سب الأولاد ومراجعة الزوج .
في ميزان حسناتج ان شاء الله
استغفر الله العظيم واتوب اليه