تخطى إلى المحتوى

في مستهل عام جديد اعمل لنفسك قبل الموت مجتهدًا

خليجية

يُروى عن صلة بن أشيم أنه كان يخرج إلى المسجد للصلاة، فيمر على شباب على لهو لهم، فيقول: أيْ قوم ! أخبروني عن قوم أرادوا سفرًا فجازوا بالنهار عن الطريق، وناموا الليل ، متى يقطعون سفرهم ؟ فانتبه منهم شاب فقال: إن هذا الشيخ إنما يعنيكم بقوله، إذا كنتم بالنهار في لهوكم، وبالليل تنامون، متى تريدون أن تقطعوا سفركم ؟ ثم لزم الشابُ صلةَ فتعبد معه حتى مات.

فإذا كنا نستقبل العام الهجري الجديد، فلابد لنا من وقفة مع أنفسنا؛ نتأمل ما مضى، ونأخذ العبر والعظات، ونقيل العثرات، ونستدرك ما فات، ونفكر فيما هو آت، ونحدد الآمال والطموحات، والأهداف والغايات التي يُرجى تحقيقها، ونضع الوسائل بما يعين على تحقيق ذلك .

ورد أن (النبي( صلى الله عليه وسلم، كان يقول : في خطبته يوم الجمعة: " يا أيها الناس إن لكم علما فانتهوا إلى علمكم، وإن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم، فإن المؤمن بين مخافتين: بين أجل قد مضى لا يدري كيف صنع الله فيه، وبين أجل قد بقي لا يدري كيف الله بصانع فيه؛ فليتزود المرء لنفسه، ومن دنياه لآخرته، ومن الشباب قبل الهرم، ومن الصحة قبل السقم، فإنكم خُلقتم للآخرة والدنيا خلقت لكم، والذي نفسي بيده ما بعد الموت من مستعتب، وما بعد الدنيا دار إلا الجنة والنار، وأستغفر الله لي و لكم" ( أورده السيوطي في الجامع الكبير، والبيهقي في شعب الإيمان برقم : 10581) .

ويقول الحسن البصري: "ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي ابن آدم: أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزود مني، فإني لا أعود إلى يوم القيامة، وإن من طبيعة الأيام أنها سريعة التقلب والتغير والتتابع، فالعاقل من انتفع بها ولم يضيع جزءًا من وقته في ما لا يفيد، يقول تعالى: " يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَار"ِ ( النور، الآية :44) ، ويقول : "وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ) ( آل عمران ، الآية :140) ويقول : " يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً " ( الأعراف، الآية : 54 ) .

يقول الإمام علي بن أبي طالب (رضي الله عنه): " ارتحلت الدنيا مدبرة وارتحلت الآخرة مقبلةً، ولكل واحدةٍ منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإنّ اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل " .

نسير إلى الآجال في كل لحظة وأعمارنا تطوى وهُنّ مراحـل

ولم أر مثل الموت حقاً كأنـه ما تـخطته الأمـاني بـاطـل

ترحل من الدنيا بزاد من التقى فعمـرك أيام وهـن قلائـل

ومـا هذه الأيـام إلا مراحلُ يحـث بها حادٍ إلى الموت قاصدُ

وأعجب شـيء لو تأملت أنها منازلُ تطوى والمسـافر قاعدالرغبات المتفاوتة
والناس يتفاوتون في رغباتهم وأهدافهم في الحياة بشكل عام، وفي كل عام على وجه الخصوص، فالطالب يريد لنفسه النجاح، والتاجر يعكف على حساب الأرباح، والموظف يسأل عن الزيادات والعلاوات والتنقلات والترقيات، حتى السجين يتمنى سرعة مرور الأيام وانقضاء الساعات:إنا لنـفرح بالأيـام نـقطعها وكل يوم مضـى يدني من الأجـل فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً فإنما الربـح والخسران فـي العمل

وصايا وواجبات

فالعاقل من اتعظ بأمسه، واجتهد في يومه، واستعد لغده، ومن أعظم الحكم في تعاقب السنين، وتغيّر الأحوال والأشخاص أن ذلك دليل على كمال عظمة اللّه تعالى وقيوميته.

وحتى نكون عمليين نقترح بعض التوصيات والواجبات، التي ينبغي ألا يغفل عنها المسلم عند استقباله للعام الجديد:

أولاً: أخلص العمل ..

فالإخلاص هو حقيقة الدين، ومفتاح دعوة المرسلين .. قال تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ﴾ (البينة ، الآية: 5).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : " قال تعالى : أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معيَ فيه غيري تركته وشركه " ( رواه مسلم ).

وتأمل معي- أخي – حديث البطاقة كما أخرجه الترمذي وحسنَّه النسائي وابن حبَّان والحاكم من حديث عبد الله بن عمرو، قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- : "يصاح برجل من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة .. يصاح برجل من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فيُنشر له تسعة وتسعين سجلاً كل سجِّلٍ منها مدَّ البصر، ثم يقال :أتنكر من هذا شيئاً !! أظلمك كتبتي الحافظون !! فيقول: لا يا ربي ، فيُقال : أفَلك عذر أو حسنة فيها ؟! فيقول الرجل: لا يا ربي ، فيُقال: بلى إنَّ لك عندنا حسنة . إنَّ لك عندنا حسنة، وإنه لا ظلم عليك اليوم ، فيُخرج له بطاقة فيها : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، فيقول: يا ربّي ما هذه البطاقة ! ما هذه البطاقة، وما تصنع مع هذه السجلات من الذنوب ! فيُقال: إنك لا تظلم اليوم.فتوضع السجلات في كفة، والبطاقة في كفة، فتطيش السجلات وتثقل البطاقة " (صححه الذهبي رحمه الله) .

قال ابن القيم رحمه الله : فالأعمال لا تتفاضل بصورها وعددها، وإنما تتفاضل بتفاضلها في القلوب، فتكون صورة العملين واحدة، وبينهما من التفاضل كما بين السماء والأرض .

ثانياً: تدارك أوقاتك ..

فالوقت هو الحياة، وإذا ضيعت القليل توشك أن تضيع الكثير، فكن محافظاً على وقتك شحيحاً به، ولا تفرط في شيء من لحظات عمرك، إلا بما يعود عليك بالنفع في الدنيا والآخرة، فأكثر ما يندم عليه الإنسان في الآخرة، وقت مضى عليه في الدنيا ولم يستفد منه.

فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ " . ( رواه البخاري )

وقد كان الصالحون يحرصون على إحصاء ساعات الليل والنهار، ويشفقون أن ترفع لهم أعمال سيئة، ومما يُروى في ذلك أن إبراهيم النخعي، كان يبكي إلى امرأته يوم الخميس وتبكي إليه ويقول: " اليوم تعرض أعمالنا على الله عز وجل ".

ويقول الحسن البصري رحمه الله: أدركت أقواماً كان أحدهم أشح على عمره منكم على دراهمكم ودنانيركم.

وكان الضحاك يبكي آخر النهار ويقول: " لا أدري ما رُفع من عملي، يا من عمله معروض على من يعلم السر وأخفى.. لا تبهرج؛ فإن الناقد بصير ".

وساعات العمر محسوبة، وكل يوم يمضي من حياتك ينقص به يوم من عمرك، ويكتب لك فيه ما قلته من قول أو فعلته من فعل، يقول تعالى : " مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ " ( ق، الآية : 18) ، قال ابن عباس رضي الله عنهما: " يكتب كل ما تكلم به من خير وشر حتى إنه ليكتب قوله: أكلتُ وشربتُ وذهبتُ وجئتُ ورأيتُ حتى إذا كان يوم (الخميس) عُرض قوله وعمله فأقر منه ما كان فيه من خير وشر وأُلقي سائره فذلك قوله تعالى: "يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ" ( الرعد، الآية : 39 ) ".

وقال الإمام ابن القيم (رحمه الله): "إضاعة الوقت أشد من الموت؛ لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها ".

وقال أيضاً: "أعظم الربح في الدنيا أن تشغل نفسك كل وقت، بما هو أولى بها وأنفع لها في معادها ".

قال الإمام ابن الجوزي: قد يكون الإنسان صحيحاً ولا يكون متفرغاً لشغله بالمعاش، وقد يكون مستغنياً ولا يكون صحيحاً، فإذا اجتمعا فغلب عليه الكسل عن الطاعة فهو المغبون، وتمام ذلك أن الدنيا مزرعة الآخرة وفيها التجارة، التي يظهر ربحها في الآخرة، فمن استعمل فراغه وصحته في طاعة الله فهو المغبوط، ومن استعملها في معصية الله فهو المغبون؛ لأن الفراغ يعقبه الشغل والصحة يعقبها السقم، ولو لم يكن إلا الهرم كما قيل:

يسـر الفتى طول السلامة والبقا فكيف ترى طول السلامة يَفعَلُ ؟

يُـرَدُّ الفتى بعد اعتـدال وصحة ينـوء إذا رام القيـام ويحمـل

ثالثاً: حاسب نفسك ..

يقول الله تعالى: " يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً…" ( آل عمران، الآية : 30 ).

ويروي الترمذي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- : " لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع، عن عمره فيم أفناه ؟ وعن علمه ما فعل فيه ؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ؟ وعن جسمه فيم أبلاه ".

فكم مضى عليك – أخي – من السنين؟ كم عمرت من العمر؟ عن أبي هريرة عن النبي قال: "اعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلغ ستين سنة " ( رواه البخاري ).

وعن وهيب بن الورد (رحمه الله) قال: " إن لله ملكاً ينادي في السماء كل يوم وليلة: أبناء الخمسين زرع دنا حصاده، أبناء الستين هلموا إلى الحساب، أبناء السبعين ماذا قدمتم ؟ وماذا أخرتم ؟ أبناء الثمانين لا عذر ".

وقال الفضيل بن عياض (رحمه الله) لرجل: " كم أتى عليك ؟ قال: ستون سنة، قال له: أنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك ؟! يوشك أن تبلغ! فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون ، فقال الفضيل: من علم أنه لله عبد وأنه إليه راجع فليعلم أنه موقوف، وإنه مسؤول فليعد للمسألة جواباً، فقال له الرجل: فما الحيلة ؟ قال: يسيرة، قال: وما هي ؟ قال: تُحسن فيما بَقِيَ ، فيُغْفر لك ما مَضَى، فإنك إن أسأتَ فيما بَقِيَ أُخذتَ بما مَضَى وما بَقِيَ .

وقال الحسن البصري: " اتق الله يا ابن آدم لا يجتمع عليك خصلتان سكرة الموت وحسرة الفوت".

تزود من معاشك للمعـاد وقم لله واعمل خيـر زاد

ولا تجمع مـن الدنيا كثيراً فإن المـال يجمـع للنفـاد

أترضى أن تكون رفيق قوم لهم زاد وأنـت بغيـر زادرابعاً: غير حياتك ..

فالتغيير مطلوب ليرتقي الإنسان بنفسه، ويسمو بها في المدارج العالية، ولا تقل لقد اعتدت على كذا وكذا ولا يمكنني تغييره، بل تستطيع، فإذا كانت البهائم تغير طباعها، أفلا يستطيع الإنسان العاقل ذلك ؟

يقول الإمام الغزالي رحمه الله: " لو كانت الأخلاق لا تقبل التغيير لبطلت الوصايا والمواعظ والتأديبات، ولما قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: " حَسِّنوا أخلاقكم " وكيف ينكر هذا في حق الآدمي وتغيير خلق البهيمة ممكن، إذ ينقل الصقر من الاستيحاش إلى الأنس، والكلب من شره الأكل إلى التأدب والإمساك، والفرس من الجماح إلى سلاسة الانقياد، وكل ذلك تغيير للأخلاق ".

وفي هذا المقام يحسن التنويه إلى الوصايا التالية:

1- كن إيجابيًا وخذ بزمام المبادرة، وقل: آن الأوان لأن أتغير وأكون خلقًا آخر.

2- حدد أهدافك حسب أهميتها، وقدم الأهم فالمهم .

3- الأهداف السامية تحتاج إلى قدرات عالية، فطوّر قدراتك باستمرار.

4- تفكر في خلق الله عز وجل، لتشعر نفسك بالراحة والهدوء والصفاء.

5- خير جليس في الأنام كتاب؛ فأكثر من القراءة والاطلاع.

6- صاحب المتفوقين والمبدعين والطائعين ليأخذوا بيدك.

7- اتخذ لك نموذجا من الصحابة والسلف الصالح ليكون قدوتك في الحياة.

8- تعرف على عيوبك ولكن لا تضخمها، وتغلب عليها بالتدريج.

9- تذكر أن ما لا يُدرك كله لا يُترك جُلُّه.

10- لا تيأس عند وجود العوائق .. قف قليلا مع نفسك .. اذكر ربك .. نظم أمورك، وعد من جديد.لا تنزعج من نقد الآخرين لك، أو تهكمهم عليك، فهذا دليل على أهمية عملك.

11- اشغل نفسك بتحقيق أهداف سامية تشعرك بالحماس .

12- امسح كلمة لا أقدر وامحها من عالمك، فقد أودع الله فيك قدرات اكتشفها وقم بتنميتها.13- استبدل الألفاظ السلبية التي تعبر بها عن نفسك بألفاظ إيجابية، على سبيل المثال: بدلا من قولك: أنا تعيس قل: أنا سعيد ، وبدلاً من قولك: ليس لدي إيجابيات قل: قل: إيجابياتي كثيرة.

14- تذكر أنك إذا لم تزد على الدنيا كنت زائداً عليها، وأنك إذا لم تتقدم فسوف تتقادم.

خامساً: انصر إخوانك ..

ونستقبل العام الهجري الجديد بمزيد من الأسى والحزن العميق، لما وصل إليه حال إخواننا المسلمين في أرض فلسطين المحتلة، والذين يسامون كل يوم القتل والهدم والتآمر من الصهاينة المحتلين، ويُفجعون بالظلم من أبناء عروبتهم وإخوانهم في الدين :

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند

يمضي هذا العام بمآسيه وأحزانه، وآلامه وجراحاته، وتمضي معه أرواح مئات الشهداء وآلاف المغيبين خلف القضبان، بغير ذنب إلا أنهم يدافعون عن دينهم وكرامتهم وأرضهم وعرضهم .

حتى الحجاج الذين ذهبوا لقضاء فريضة ربهم، احتجزوهم وأبوا أن يدخلوهم أرضهم إلا بشروطهم ، أكثر من ألفي حاج يمنعون من دخول غزة من معبر رفح، مع أنهم خرجوا منه وتنتصر إرادتهم في النهاية، ويدخلون من حيث أرادوا ويضيفون لأنفسهم نصرا آخر، نصر الإرادة التي تأبي أن تستكين، ولسان حالهم يخاطب مع الشاعر فاروق جويدة، كل مسلم في هذه الأمة من أقصاها إلى أقصاها:

اغضب..

فإنك إن ركعت اليوم

سوف تظل تركع بعد آلاف السنين

اغضب.. فإن الناس حولك نائمون

وكاذبون وعاهرون ومنتشون بسكرة العجز المهين

اغضب..

إذا صليت ..أو عانقت كعبتك الشريفة

مثل كل المؤمنين .. اغضب..

فإن الله لا يرضى الهوان لأمة

كانت – ورب الناس – خير العالمين

فالله لم يخلق شعوبا تستكين ..اغضب..

إذا ارتعدت عيونك والدماء السود تجرى

في مآقى الجائعين

اغضب..

إذا لاحت أمامك أمة مقهورة .. خرجت من التاريخ.. باعت كل شيء

كل أرض.. كل عِرض.. كل دين

اغضب..
فإنك إن تركت الأرض عارية

يُضاجعها المقامر.. والمخنث.. والعميل

سترى زمان العُـهر يغتصب الصغار

ويـُـفسد الأجيال جيلا.. بعد جيل

وترى النهاية أمة.. مغلوبة

مابين ليل البطش.. والقهر الطويل

ابصق على وجه الرجال .. فقد تراخى عزمُهم

واستبدلوا عز الشعوب .. بوصمة العجز الذليل

كيف استباح الشرُ أرضك .. واستباح العُهر عرضك

واستباح الذئبُ قبرك .. واستباحك في الورى

ظلمُ الطـُغاةِ الطامعين ..

فكن-أخي- مع إخوانك بقلبك وعاطفتك وفكرك ورأيك، وانصرهم في كل مجمع وصحيفة وموقع وقناة فضائية أو أرضية، وارفع يديك بالدعاء وابتهل إلى الله أن يجمع قواهم ويوحد صفوفهم وينصرهم على عدوهم، واجتهد أن ترسل رسائلك للكتاب والصحافيين؛ تحثهم على أن ينصروا إخوانهم في فلسطين، وأخيراً، لا تبخل عليهم بالمال ، أو بالوقت، أو بالجهد، أو بكل ما تملك من رصيد حقيقي، يعبر عن انتمائك لأمة خير العالمين..

إذا اشتكى مسلم في الصين أرّقني وإن بكى مسلم في الهنـد أبكاني

ومصر ريحانتي والجزيرة نَرْجستي وفـي الشام تاريخي وعنـواني

وحيثما ذكـر اسم الله فـي بلدٍ عـددت أرجاءه من لب أوطانيفهذه هي إخوة الدين وما سواها فهي أوهام زائفة.

والحمد لله رب العالمين.

ــــــــــــــــــــــــــــ

منقول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.