بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
—————-
**خواطر للشيخ د : عائض القرني **
الخاطرة الأولى :
لاتيأسي من عودة قلبك القاسي إلى الخشوع فعسى أن يلين مع مداومة الذكر ، وأن تصبحيه وتمسيه بالأوراد وأن تشني
عليه غارات من الدعاء في ميدان السحر وساعة الإستجابة يوم الجمعة وبين الأذانين وفي السجود وأدبار الصلوات ،
فأدمني اللهج بالإسم الأعظم وابتهل إلى مولاكي في إصلاح قلبك ، واستعيني بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة مع
تدبرالقرآن العظيم ، فلعل آية منه تقع موقعها فتداوي جراح هذا القلب وتخرج صدأه وتزيل علته وتذهب عاهته .
الخاطرة الثانية :
إنما جعل بين الصلوات الخمس أوقات وفصل بينها بأزمان لترتاح النفس وتستعيد نشاطها وقوتها ثم تقبل على العبادة
بنهم ورغبة وشوق ، وهذه عبرة للعبد في أموره فينبغي ان لايجهد نفسه ويواصل العمل طيلة الوقت فتنقطع به وتمل
العبادة وتكره الطاعة ، بل ينبغي له ان يكون ماهراً في قيادة نفسه لطيفا معها حتى يحيا حياةً طيبة مع طاعة مولاه ،
وكان بعض العباد يرتاح من الأوراد في بعض الوقت ليتقوى على أوراده فتكون الراحة في حقه عبادة .
الخاطرة الثالثة :
لاتثقي بمدح الناس ولاتخشى بذمهم ، فكل يوم لهم مذهب يرضون لأغراضهم ويغضبون لها ، فعاملي أنتي واحداً أحداً فرداً
صمداً واتركي غيره ، لأنه سوف يقبل لكي بقلوبهم على رغم أنوفهم .
الخاطرة الرابعة :
لاتنخدعي بكثرة الإخوان والأصدقاء وقت الرخاء فإنهم ذباب طمع ، ولن تجدي منهم وقت الأزمة إلا قليلاً ، فخالطيهم
بالمعروف ولا تثقي إلا بالله .
الخاطرة الخامسة :
لاتحتقري رأي أحد مهما كان ، فإني استفدتي من أناس ليس عندهم علم كثير ولايشار لهم بالبنان وليسوا في أماكن
مرموقة ، ولكن عندهم من سداد الرأي مايفوق كبار الناس ، ولله في خلقه أسرار .
مقتطفة من كتاب ( حدائق ذات بهجة )