(متى يجد العبد طعم الراحة وما هي عقوبات الذنوب تتكدر العبادة ويذهب صفاؤها بالهوى:
قال أحد السلف:"الهوى لا يترك العبودية تصفو، وما لم يشتغل السالك بأضعاف هذا العدو الذي بين جنبيه لا يصح له قدم، ولو أتى بأعمال تسد الخافقين. والرجل كل الرجل من داوى الأمراض من خارج، وشرع في قلع أصولها من الباطن، حتى يصفو وقته، ويطيب ذكره، ويدوم أنسه"
ولذلك كان السلف الصالح يجدون من لذة التعبد مالا يكافؤه لذة الدنيا بأسرها.
ضعف العبادة من العقوبات:
وقال مالك: (إن لله – تبارك و تعالى – عقوبات في القلوب والأبدان وضنكاً في المعيشية وسخطاً في الرزق ووهناً في العبادة).
أعبد أهل مصر:
أبو تميم الجَيشاني من أئمة التابعين بمصر ولد في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم – وقدم المدينة في خلافة عمر.
قال يزيد بن أبي حبيب: كان من أعبد أهل مصر.
التوازن في شخصية المسلم وإعطاء كل ذي حق حقه
التوازن صمام أمان في جميع الأحوال ومنها:
1ـ وقت المحن والمصائب، والشدائد العامة والخاصة.
2ـ وعندما تلوح الشهوات.
3ـ وحين ترد الشبهات.
4ـ وحين تأخر الثمار.
لتكن هممكم عالية:
عن مالك بن دينار قال: (إن صدور المؤمنين تغلي بأعمال البر وإن صدور الفجار تغلي بأعمال الفجور والله – تعالى – يرى همومكم فانظروا ما همومكم رحمكم الله)
هكذا كان جدهم وتيقظهم:
عن إبراهيم التيمي قال حدثني من صحب الربيع بن خيثم عشرين سنة قال فما سمعت منه كلمة تعاب).
روى منصور بن إبراهيم قال: قال فلان: ما أرى الربيع بن خثيم تكلم بكلام منذ عشرين سنة إلا بكلمة تصعد. وعن بعضهم قال: صحبت الربيع عشرين عاما ما سمعت منه كلمة تعاب"
تلك الهمم العالية والدأب الذي لا يهدأ
قال إبراهيم الحربي عن الإمام أحمد:
قال إبراهيم الحربي: (ولقد صحبته عشرين سنة صيفاً وشتاءً وحراً وبرداً وليلاً ونهاراً فما لقيته في يوم إلا وهو زائد عليه بالأمس)
الإمام أحمد يهتم بأهل الخير ويتفقدهم ويعقد الصلات معهم:
قالوا كان الإمام أحمد (إذا بلغه عن شخص صلاح، أو زهد، أو قيام بحق أو اتباع للأمر: سأل عنه، وأحب أن يجري بينه وبينه معرفة، وأحب أن يعرف أحواله)
سئل رجل ابن الجوزي: (أيجوز أن أفسح لنفس في مباح الملاهي)؟
فقال: (عند نفسك من الغفلة ما يكفيها)
قال ابن القيم – رحمه الله -: (لا بد من سنة الغفلة، ورقاد الغفلة ولكن كن خفيف النوم)
وانته من رقدة الغفلة فالعمر قليل واطرح سوف وحتى فهما داء دخيل
قال الإمام الشافعي: (طلب الراحة في الدنيا لا يصلح لأهل المروءات فإن أحدهم لم يزل تعبان في كل زمان)
سئل أحد الزهاد عن سبيل المسلم ليكون من صفوة الله، قال: (إذا خلع الراحة، وأعطى المجهود في الطاعة)
قيل للإمام أحمد: (متى يجد العبد طعم الراحة)؟ قال (عند أول قدم يضعها في الجنة)
أوقف نفسك على مصالح المسلمين:
قالت فاطمة بنت عبد الملك تصف زوجها عمر بن عبد العزيز: (كان قد فرغ للمسلمين نفسه، ولأمورهم ذهنه، فكان إذا أمسى مساءً لم يفرغ فيه من حوائج يومه: وصل يومه بليلته)
قال بعض أصحاب عمر القدامى لعمر: (لو تفرغت لنا) فقال: (وأين الفراغ؟ ذهب الفراغ فلا فراغ إلا عند الله)
استغرق أوقاته في الخير:
قالوا عن محمد بن أحمد الدباهي: (لازم العبادة، والعمل الدائم والجد، واستغرق أوقاته في الخير.. صلب في الدين، وينصح الإخوان، وإذا رآه إنسان: عرف الجد في وجهه)
ولما تعجب غافل من باذل وقال لهإلى كم تتعب نفسك؟).كان جواب الباذل سريعاً حاسماً:
(راحتها أريد)
ليس للفراغ عليهم سبيل:
قال ابن عقيل: إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مطالعة، أعملت فكري في حال راحتي، وأنا مستطرح، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره. وإني لأجد من حرصي على العلم وأنا في عشر الثمانين أشد مما كنت أجده وأنا ابن عشرين سنة"
وقال:"أنا أقصر بغاية جهدي أوقات أكلي، حتى أختار سف الكعك وتحسيه بالماء على الخبز، لأجل ما بينهم من تفاوت المضغ، توفرا على مطالعة، أو تسطير فائدة لم أدركها فيه"
المبادرة لا التسويف:
قال يحيى بن معاذ: (لا يزال العبد مقروناً بالتواني، مادام مقيماً على وعد الأماني)
حفت الجنة بالمكاره:
(وأتعب الناس من جلّت مطالبه)
لا تنال الدعوة بالكسل والهمم الدنيئة
قال أحد السلف لرويم الزاهد أوصني فقال:"هو بذل الروح وإلا فلا تشتغل بالترهات"
وقال ابن الجوزي:"أول قدم في الطريق بذل الروح… هذه الجادة فأين السالك؟ ?
وقال لسان الدين ابن الخطيب:"طريق القوم مبنية على الموت"
إن نفسا ترتضي الإسلام دينا *** ثم ترضى بعده أن تستكينا
أو ترى الإسلام في أرض مهينا *** ثم تهوى العيش نفس لن تكونا
في عداد المسلمين العظماء
نصر الدين ليس بالمجان
أعطوا ضريبتهم للدين من دمهم *** والناس تزعم نصر الدين مجانا
عاشوا على الحب أفواها وأفئدة *** باتوا على البؤس والنعماء إخوانا
الله يعرفهم أنصار دعوته *** والناس تعرفهم للخير أعوانا
أنت وقف في سبيل الله
"والنبي – صلى الله عليه وسلم – كانت ساعاته موقوفة على الجهاد بقلبه ولسانه ويده، ولهذا كان أرفع العالمين ذكرا، وأعظمهم عند الله قدرا"
(وطالب النفوذ إلى الله والدار الآخرة، بل وإلى كل علم وصناعة ورئاسة، بحيث يكون رأساً في ذلك مقتداً به فيه، يحتاج أن كون شجاعاً مقداماً، حاكماً على وهمه، غير مقهور تحت سلطان تخيله، زاهداً في كل ما سوى مطلوبه عاشقاً لما توجه إليه، عارفاً بطريق الوصول إليه، والطرق القواطع عنه، مقدام الهمة، ثابت الجأش، لا يثنيه عن مطلوبه لوم لائم ولا عذل عاذل، كثير السكون، دائم الفكر، غير مائل مع لذة المدح ولا ألم الذم، قائماً بما يحتاج إليه من أسباب معونته، لا تستفزه المعارضات، شعاره الصبر وراحته التعب)
همان يتطاردان:
حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا سيار حثنا جعفر قال سمعت مالكاً يقول: (بقدر ما تحزن للدنيا كذلك يخرج هم الآخرة من قلبك وبقدر ما تحزن للآخرة كذلك يخرج هم الدنيا من قلبك).
جهل غيرك لا يغلب علمك
قال خالد بن صفوان: (إن أقواماً غرهم ستر الله، وفتنهم حسن الثناء، فلا يغلبن جهل غيرك بك علمك بنفسك).
قال قتادة بن دعامة السدوسي:
(قد رأينا والله أقواماً يسرعون إلى الفتن وينزعون فيها، وأمسك أقواماً عن ذلك هيبة لله ومخافة منه، فلما انكشفت، إذا الذين امسكوا أطيب نفساً، وأثلج صدوراً، وأخف ظهوراً من الذين أسرعوا إليها وينزعون فيها، وصارت أعمال أولئك حزازات على قلوبهم كلما ذكروها. وأيم الله! لو أن الناس كانوا يعرفون منها إذ أقبلت ما عرفوا منها إذ أدبرت لعقل فيها جيل من الناس كثير).
صاحب القلب المريض ينكشف عند الغبرة
في وقت الرخاء والأمن تختلط الصفوف، ويصعب التمييز، فإذا وقعت الشدائد ونزلت الفتن اتضح الناس على حقيقتهم، كمثل المصدور عند صغاء الجو يختلط مع الأصحاء ولا ينكشف أمره إلا عند الغبرة. قال – تعالى – [ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله ما يشاء].
(تعرض الفتن على القلوب كالحصير، عوداً عوداً، فأي قلبٍ أشربها نكت فيه نكتت سوداء، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكت بيضاء، حتى تصير على قلبين، على أبيض مثل الصفا، لا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض، ولآخر أسود مرباداً، كالكوز مجخياً، لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً، إلا ما أشرب من هواه).
قال أحد السلف:"الهوى لا يترك العبودية تصفو، وما لم يشتغل السالك بأضعاف هذا العدو الذي بين جنبيه لا يصح له قدم، ولو أتى بأعمال تسد الخافقين. والرجل كل الرجل من داوى الأمراض من خارج، وشرع في قلع أصولها من الباطن، حتى يصفو وقته، ويطيب ذكره، ويدوم أنسه"
ولذلك كان السلف الصالح يجدون من لذة التعبد مالا يكافؤه لذة الدنيا بأسرها.
ضعف العبادة من العقوبات:
وقال مالك: (إن لله – تبارك و تعالى – عقوبات في القلوب والأبدان وضنكاً في المعيشية وسخطاً في الرزق ووهناً في العبادة).
أعبد أهل مصر:
أبو تميم الجَيشاني من أئمة التابعين بمصر ولد في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم – وقدم المدينة في خلافة عمر.
قال يزيد بن أبي حبيب: كان من أعبد أهل مصر.
التوازن في شخصية المسلم وإعطاء كل ذي حق حقه
التوازن صمام أمان في جميع الأحوال ومنها:
1ـ وقت المحن والمصائب، والشدائد العامة والخاصة.
2ـ وعندما تلوح الشهوات.
3ـ وحين ترد الشبهات.
4ـ وحين تأخر الثمار.
لتكن هممكم عالية:
عن مالك بن دينار قال: (إن صدور المؤمنين تغلي بأعمال البر وإن صدور الفجار تغلي بأعمال الفجور والله – تعالى – يرى همومكم فانظروا ما همومكم رحمكم الله)
هكذا كان جدهم وتيقظهم:
عن إبراهيم التيمي قال حدثني من صحب الربيع بن خيثم عشرين سنة قال فما سمعت منه كلمة تعاب).
روى منصور بن إبراهيم قال: قال فلان: ما أرى الربيع بن خثيم تكلم بكلام منذ عشرين سنة إلا بكلمة تصعد. وعن بعضهم قال: صحبت الربيع عشرين عاما ما سمعت منه كلمة تعاب"
تلك الهمم العالية والدأب الذي لا يهدأ
قال إبراهيم الحربي عن الإمام أحمد:
قال إبراهيم الحربي: (ولقد صحبته عشرين سنة صيفاً وشتاءً وحراً وبرداً وليلاً ونهاراً فما لقيته في يوم إلا وهو زائد عليه بالأمس)
الإمام أحمد يهتم بأهل الخير ويتفقدهم ويعقد الصلات معهم:
قالوا كان الإمام أحمد (إذا بلغه عن شخص صلاح، أو زهد، أو قيام بحق أو اتباع للأمر: سأل عنه، وأحب أن يجري بينه وبينه معرفة، وأحب أن يعرف أحواله)
سئل رجل ابن الجوزي: (أيجوز أن أفسح لنفس في مباح الملاهي)؟
فقال: (عند نفسك من الغفلة ما يكفيها)
قال ابن القيم – رحمه الله -: (لا بد من سنة الغفلة، ورقاد الغفلة ولكن كن خفيف النوم)
وانته من رقدة الغفلة فالعمر قليل واطرح سوف وحتى فهما داء دخيل
قال الإمام الشافعي: (طلب الراحة في الدنيا لا يصلح لأهل المروءات فإن أحدهم لم يزل تعبان في كل زمان)
سئل أحد الزهاد عن سبيل المسلم ليكون من صفوة الله، قال: (إذا خلع الراحة، وأعطى المجهود في الطاعة)
قيل للإمام أحمد: (متى يجد العبد طعم الراحة)؟ قال (عند أول قدم يضعها في الجنة)
أوقف نفسك على مصالح المسلمين:
قالت فاطمة بنت عبد الملك تصف زوجها عمر بن عبد العزيز: (كان قد فرغ للمسلمين نفسه، ولأمورهم ذهنه، فكان إذا أمسى مساءً لم يفرغ فيه من حوائج يومه: وصل يومه بليلته)
قال بعض أصحاب عمر القدامى لعمر: (لو تفرغت لنا) فقال: (وأين الفراغ؟ ذهب الفراغ فلا فراغ إلا عند الله)
استغرق أوقاته في الخير:
قالوا عن محمد بن أحمد الدباهي: (لازم العبادة، والعمل الدائم والجد، واستغرق أوقاته في الخير.. صلب في الدين، وينصح الإخوان، وإذا رآه إنسان: عرف الجد في وجهه)
ولما تعجب غافل من باذل وقال لهإلى كم تتعب نفسك؟).كان جواب الباذل سريعاً حاسماً:
(راحتها أريد)
ليس للفراغ عليهم سبيل:
قال ابن عقيل: إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مطالعة، أعملت فكري في حال راحتي، وأنا مستطرح، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره. وإني لأجد من حرصي على العلم وأنا في عشر الثمانين أشد مما كنت أجده وأنا ابن عشرين سنة"
وقال:"أنا أقصر بغاية جهدي أوقات أكلي، حتى أختار سف الكعك وتحسيه بالماء على الخبز، لأجل ما بينهم من تفاوت المضغ، توفرا على مطالعة، أو تسطير فائدة لم أدركها فيه"
المبادرة لا التسويف:
قال يحيى بن معاذ: (لا يزال العبد مقروناً بالتواني، مادام مقيماً على وعد الأماني)
حفت الجنة بالمكاره:
(وأتعب الناس من جلّت مطالبه)
لا تنال الدعوة بالكسل والهمم الدنيئة
قال أحد السلف لرويم الزاهد أوصني فقال:"هو بذل الروح وإلا فلا تشتغل بالترهات"
وقال ابن الجوزي:"أول قدم في الطريق بذل الروح… هذه الجادة فأين السالك؟ ?
وقال لسان الدين ابن الخطيب:"طريق القوم مبنية على الموت"
إن نفسا ترتضي الإسلام دينا *** ثم ترضى بعده أن تستكينا
أو ترى الإسلام في أرض مهينا *** ثم تهوى العيش نفس لن تكونا
في عداد المسلمين العظماء
نصر الدين ليس بالمجان
أعطوا ضريبتهم للدين من دمهم *** والناس تزعم نصر الدين مجانا
عاشوا على الحب أفواها وأفئدة *** باتوا على البؤس والنعماء إخوانا
الله يعرفهم أنصار دعوته *** والناس تعرفهم للخير أعوانا
أنت وقف في سبيل الله
"والنبي – صلى الله عليه وسلم – كانت ساعاته موقوفة على الجهاد بقلبه ولسانه ويده، ولهذا كان أرفع العالمين ذكرا، وأعظمهم عند الله قدرا"
(وطالب النفوذ إلى الله والدار الآخرة، بل وإلى كل علم وصناعة ورئاسة، بحيث يكون رأساً في ذلك مقتداً به فيه، يحتاج أن كون شجاعاً مقداماً، حاكماً على وهمه، غير مقهور تحت سلطان تخيله، زاهداً في كل ما سوى مطلوبه عاشقاً لما توجه إليه، عارفاً بطريق الوصول إليه، والطرق القواطع عنه، مقدام الهمة، ثابت الجأش، لا يثنيه عن مطلوبه لوم لائم ولا عذل عاذل، كثير السكون، دائم الفكر، غير مائل مع لذة المدح ولا ألم الذم، قائماً بما يحتاج إليه من أسباب معونته، لا تستفزه المعارضات، شعاره الصبر وراحته التعب)
همان يتطاردان:
حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا سيار حثنا جعفر قال سمعت مالكاً يقول: (بقدر ما تحزن للدنيا كذلك يخرج هم الآخرة من قلبك وبقدر ما تحزن للآخرة كذلك يخرج هم الدنيا من قلبك).
جهل غيرك لا يغلب علمك
قال خالد بن صفوان: (إن أقواماً غرهم ستر الله، وفتنهم حسن الثناء، فلا يغلبن جهل غيرك بك علمك بنفسك).
قال قتادة بن دعامة السدوسي:
(قد رأينا والله أقواماً يسرعون إلى الفتن وينزعون فيها، وأمسك أقواماً عن ذلك هيبة لله ومخافة منه، فلما انكشفت، إذا الذين امسكوا أطيب نفساً، وأثلج صدوراً، وأخف ظهوراً من الذين أسرعوا إليها وينزعون فيها، وصارت أعمال أولئك حزازات على قلوبهم كلما ذكروها. وأيم الله! لو أن الناس كانوا يعرفون منها إذ أقبلت ما عرفوا منها إذ أدبرت لعقل فيها جيل من الناس كثير).
صاحب القلب المريض ينكشف عند الغبرة
في وقت الرخاء والأمن تختلط الصفوف، ويصعب التمييز، فإذا وقعت الشدائد ونزلت الفتن اتضح الناس على حقيقتهم، كمثل المصدور عند صغاء الجو يختلط مع الأصحاء ولا ينكشف أمره إلا عند الغبرة. قال – تعالى – [ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله ما يشاء].
(تعرض الفتن على القلوب كالحصير، عوداً عوداً، فأي قلبٍ أشربها نكت فيه نكتت سوداء، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكت بيضاء، حتى تصير على قلبين، على أبيض مثل الصفا، لا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض، ولآخر أسود مرباداً، كالكوز مجخياً، لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً، إلا ما أشرب من هواه).