بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
أما بعد :
فان يوم الولادةهو من اجمل الايام التي تمر على الام ، خصوصا تجربة الولادة الاولى ، ولهذا اليوم ( اي يوم الولادة ) وقع خاص وذكرى مميزة للزوجة والزوج والاقارب والاحباب ،
يظل صداه محفورا في وجدانهم ودواخلهم وتظل له خصوصية مميزة له ، فهو من اسعد المناسبات التي تمر على الزوج والزوجة
ومن أسعد واجمل اللحظات التي يتذكرانها فيما بعد ،
وليس فقط لحظات الولادة ولكن ما يتبعها من بشائر وسعادة غامرة وسرور وحبور يعم الزوجة والزوج والاهل والاحباب ،
وما يلي ذلك مما يتعلق بالمولود من امور غاية في السعادة والتي تضفي جوا مرحا وسعيدا متجددا على البيت بإذن الله عز وجل .
ويعتبر تخوُّف بعض الامهات من آلام الولادة مبالغا فيه ، فالأصل والصحيح هو أن الام الحامل المؤمنة متوكلة على الله عز وجل ، وتعلم ان هذه الآلام الطبيعية المرافقة لهذه العملية الفسيولوجية الطبيعية ( اسمها ولادة طبيعية ) ، فهي تعلم ان هذا الالم المحتمل فيه إن شاء الله تكفير للسيئات وزيادة في الحسنات ورفعة في الدرجات بإذن الله عز وجل أرحم الراحمين رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ،
وتتذكر أن مولودها نسمة مؤمنة ستربيه إن شاء الله تربية صحيحة على الكتاب والسنة ليعبد الله لا يشرك به شيئا ويعمر الارض بالايمان والخير والاحسان بإذن الله العزيز الوهاب ، فينشرح حينئذ صدرها وتطمئن نفسها بإذن الله ربها .
واعلموا أن كل عسير يتيَّسر بالاستعانة بالله عز وجل ، وان كل همٍّ ينفرج عند التوكل على الله عز وجل ، وان كل كربة تُنفَّس عند اللجوء الى الله عز وجل وحده لا شريك له فان الامر لله وحده لا شريك له.
واقدم لكم اليوم نصائح غالية ليوم الولادة وما يليه مما يتعلق بالمولود ، أسأل الله عز وجل أن يجعل فيها الإخلاص والإتباع والقبول والنفع العميم .
اولا :
روى ابن السُّنِي عن فاطمة رضي الله عنها : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دنا ولادها ، أمر أم سلمة وزينب بنت جحش أن يأتيا فيقرآ عندها آية الكرسي ، وإنَّ ربكم الله الى آخر الآية" (الآية 54 من سورة الأعراف) " ويُعَوِّذاها بالمعوذتين " .
أما الآن وقد وضعتِ مولودك الرقيق الانيق الجميل الوديع بفضل الله عز وجل ، فأذكرك وأذكر زوجك واهلك الملتفون الآن حولك ومشاعر السعادة التي تغمركم لا تكاد تعبر عنها الكلمات ، أذكركم في هذه اللحظات السعيدة الطيبة الجميلة ببعض السنن العظيمة التي سنها لنا حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بما يتعلق بالمولود بعد ولادته والتي ينبغي لنا ان نتعلمها ونعلمها غيرنا وان نحرص عليها اشد الحرص ،
وإليكِ أيتها الأم الرؤوم وأيها الأب الكريم بعض هذه السنن العظيمة :
اولا : الأذان في أذن المولود اليمنى وإقامة الصلاة في أذنه اليسرى
: روى ابن السني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من وُلد له مولود فأذن في أذنه اليمنى ، وأقام الصلاة في أذنه اليسرى لم تضره أم الصبيان". أم الصبيان : هي تابعة الجان .
ثانيا : تسمية المولود :
يجوز تسميته عند ولادته ، أو في اليوم السابع من الولادة :
عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وُلد لي الليلة غلام فسميُّته باسم أبي إبراهيم صلى الله عليه وسلم " رواه مسلم.
وعن سَمُرة بن جندب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل غلام رهين بعقيقته تُذبح عنه يوم سابعه ويُحلق ويُسمَّى " رواه ابو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة .
ويُستحب أن يُختارَ للمولود احسن الأسماء ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنكم تُدعَون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم " رواه أبو داود ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" تَسَمَّوْا بأسماء الأنبياء وأحب الأسماء إلى الله تعالى عبد الله وعبد الرحمن ، وأصدقها : حارث وهَمَّام ، وأقبحها : حرب ومُرَّة " اخرجه ابوداود والنسائي من حديث ابي وهيب الجشمي رضي الله عنه .
ثالثا : العقيقة : وهي سنة متأكدة للقادر عليها من أولياء المولود وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم : " كل غلام رهين بعقيقته تُذبح عنه يوم سابعه ، ويُحلق ويُسمَّى".
وهي شاتان عن المولود الذكر ، وشاة واحدة عن الانثى ، وتُذبح يوم السابع من الولادة ، وشروط العقيقة من حيث السلامة والسن هي نفس شروط الأضحية ، وتقسم كذلك كما تقسم الأضحية لثلاثة اقسام ، فيأكلوا الثلث ويهدوا الثلث ويتصدقوا بالثلث الاخير منها ، وإذا فات اليوم السابع من الولادة ولم تُذبح فيه العقيقة صَحَّ ان تُذبح يوم الرابع عشر او يوم الواحد والعشرين .
رابعا : حلق رأس المولود الذكر ( فقط الذكر وليس الأنثى فانه يُكره حلق رأسها ) : يوم السابع من الولادة ويُتصدَّقُ بوزن شعره ذهبا او فضة او ما يقوم مقامهما من العملة ، قال صلى الله عليه وسلم : " كل غلام رهين بعقيقته تُذبح عنه يوم سابعه ويُحلق ويُسمَّى " .
وختاما أسأل الله تعالى أن يبارك لكم في اولادكم ، وأن يعينكم على تربيتهم على الكتاب والسُنة كما يُحب ربنا ويرضى ، وأن يُنبتهم نباتا حسنا وأن يرزقكم برَّهم وخيرهم ، وأن يكونوا قرة عين لكم في الدنيا والآخرة ، صالحين يعبدون الله لا يشركوا به شيئا ، فيكونوا واعمالهم في موازين اعمالكم بإذن الله عز وجل.
هذا والله تعالى أجَلُّ وأعلى وأعلم ، وصلِّ اللهم وسلم وبارك على النبي الأكرم ، والحمد لله رب العالمين .
منقول جزى الله الكاتبة خير الجزاء …
طرح قيم و متكامل اللهم بارك
نفع الله بكـِ
اختلف الفقهاء في حلق شعر المولود الأنثى فذهب المالكية والشافعية إلى أنه لا فرق بين الذكر والأنثى لما جاء عن محمد بن علي بن الحسين أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وزنت شعر الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم وتصدقت بزنة ذلك فضة .
والحديث رواه مالك في الموطأ (2/501) ورواه أبو داود في المراسيل ( ص279 ح 380) ورواه البيهقي في السنن الكبرى (9/304) والحديث مرسل والمرسل من أقسام الضعيف .
ولأن هذا حلق فيه مصلحة من حيث التصدق ومن حيث حسن الشعر بعده وعلة الكراهة من تشويه الخلق غير موجود .
وأما الحنابلة فيرون عدم حلق شعر المولود الأنثى لحديث سمرة بن جندب مرفوعا : كل غلام رهينة بعقيقته تذبح يوم السابع ويحلق رأسه . وهذا الحديث صححه الألباني – رحمه الله – في الإرواء (4/385ح1165) .
واستدلوا أيضا بما رواه أبو رافع قال : لما وَلَدَت فاطمة حسنا ، قالت : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أعُقُّ عن ابني بدم ؟ قال : لا ، ولكن احلقِي شعره ، وتصدقي بوزن شعره من فضة على المساكين والأوفاض . وكان الأوفاض ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم محتاجين في المسجد أو في الصُفة .
وهذا الحديث رواه أحمد (6/390 ،392) بإسنادين الأول فيه شريك القاضي وهو سيء الحفظ .
قال المرداوي في الإنصاف ، كتاب المناسك ، باب الهدي والأضاحي :
تنبيه :
الظاهر : أن مراده بالحلق : الذكر . وهو الصحيح من المذهب . وعليه الأكثر . وقدمه في الفروع . وقال الأزجي في نهايته : لا فرق في استحباب الحلق بين الذكور وللإناث . قال : ولعله يختص بالذكور إلا الإناث يكره في حقهن الحلق قال ابن حجر في شرح البخاري : وعن بعض الحنابلة يحلق .
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح ، كتاب العقيقة ، باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة :
وحكى الماوردي كراهة حلق رأس الجارية , وعن بعض الحنابلة يحلق .
هذا والله تعالى أجَلُّ وأعلى وأعلم ، وصلِّ اللهم وسلم وبارك على النبي الأكرم ، والحمد لله رب العالمين .
جزاك الله خيراً.
أختي الفاضلة :
اولا : الأذان في أذن المولود اليمنى وإقامة الصلاة في أذنه اليسرى
: روى ابن السني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من وُلد له مولود فأذن في أذنه اليمنى ، وأقام الصلاة في أذنه اليسرى لم تضره أم الصبيان". أم الصبيان : هي تابعة الجان .هذا الحديث لايصح وهو حديث في أحسن حالاته ضعيف .. لذلك فالأذان والإقامة ليست من السنن كما كنا نعتقد .( المرجع : ملتقى أهل الحديث ).
رابعا : حلق رأس المولود الذكر ( فقط الذكر وليس الأنثى فانه يُكره حلق رأسها ) : يوم السابع من الولادة ويُتصدَّقُ بوزن شعره ذهبا او فضة او ما يقوم مقامهما من العملة ، قال صلى الله عليه وسلم : " كل غلام رهين بعقيقته تُذبح عنه يوم سابعه ويُحلق ويُسمَّى " .
الراجح أنه لا فرق بين الذكر والأنثى , فكلاهما يعقق عنه ويسمى ويحلق رأسه .وكلمة الغلام أو المولود في حديث آخر هي للعموم تشمل المولود الذكر والأنثى . ( المرجع : مركز الإفتاء- دولة الإمارات العربية المتحدة ).