الحمد لله قضى ألا تعبدوا إلا إياه ، لامانع لما أعطاه ، ولاراد لما قضاه
ولامظهر لما أخفاه ، ولاساتر لما أبداه ، ولامضل لمن هداه ، ولاهادي
لمن أعماه ، والصلاة والسلام على من أرسله الله واصطفاه
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ
تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
آل عمران: 102
عباد الله ..
إن الناظر بعين البصر والبصيرة إلى
الخلق يجد عجباً ، يجدهم غادين
جادين .. جادين في بيع أنفسهم
ففائز رابح ومغبون خاسر ، رابح دان
نفسه وحاسبها وعمل لما بعد الموت فنجى
،خاف مقام ربه ونهى النفس
عن الهوى ، ، أعتق نفسه وزكاها وقد
أفلح من زكاها ، وخاسر نسي
مصيره ، فانغمس في المحرمات على غير بصيرة
باع دينه بعرض من
الدنيا ، أتبع نفسه هواها وتمنى على
الله الأماني حتى داهمته المنية ، دساها
وقد من خاب دساها
مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ
فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ
بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ
فصلت:46
بادر قبل أن تبادر ، بادر ولاتنظر إلا
صغر الخطيئة ولكن انظر إلا عظمة
من عصيت ، إنه الله الجليل ، إنه الله
العظيم ، إنه الله الكبير ، من نظر إلى
عظمة الله وجلاله عظم حرماته وقدره
قدره وأجلّ أمره ونهيه
ياعبد الله .. أسألك سؤالاً وأريد منك
اجابة شافية لنفسك لالي ، هل أنت الآن
على استعداد لو جاءك ملك الموت في هذه
اللحظة ، أعوذ بالله من الشيطان
الرجيم ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا
اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ
وَاتَّقُوا اللَّهَ
إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
(الحشر:18)
فتب وبادر قبل أن تبادر
فلنستنهض الهمم ولنقول بصوت واحد
لن يسبقنا إلى الله أحد هذا ما
ارجوه منكم إخواني المسارعه في الخيرات
حتى لاتفتر الهمه
ثم صلوا معاشر المسلمين على نبيّ الرحمة
النبي المصطفى
والرسول المجتبى، فقد أمركم بذلك المولى
جلّ وعلا فقال في محكم تنزيله
وهو الصادق في قيله: (إِنَّ اللَّهَ
وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىّ ياأَيُّهَا الَّذِينَ
ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا)
الأحزاب:56
اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك
ورسولك محمّد صاحب الوجه الأنور
والجبين الأزهر والخلق الكمل، وعلى آله
الطيبين الطاهرين وعلى أزواجه
أمهات المؤمنين، وارض اللهمَّ عن الخلفاء
الأربعة الراشدين
احبتي في الله الموضوع باذن الله سوف يكون متجدد كل مايخص امور ديننا
من اقوال الامام علي كرم الله وجهه
اللهم إنا نسألك توبةً نصوحاً, تُطِّهر بها قلوبنا، وتمحِّص بها ذنوبنا، اللهم اغفر ذنوبنا, وطهِّر قلوبنا, وحصّن فروجنا، اللهم أصلح أولادنا ونساءنا، اللهم أحينا مسلمين، وتوفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين
أليس يكفيك ما تعلم عن نفسك فتنشغل بستْرِها
"إياك نعبد وإياك نستعين".
اللهم اغفر لنا وارحمنا.. وعافنا.. واعف عنا.. وعلى طاعتك أعنا.. ومن شر خلقك سلمنا.. ولغيرك لا تكلنا.. واغفر لنا ما قدمنا.. وما أخرنا.. وما أسررنا.. وما أعلنا.. وما أسرفنا.. وما أنت أعلم به منا.. أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت
يقول ابن الجوزي
إذ صدق التائب أجبناه وأحييناه (وَجَعَلنا لَهُ نوراً يَمشي بِهِ في الناس) يا معاشر التائبين (أَوفوا بِالعُقُود) انظروا لمن عاهدتم (ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها) فإن زللتم من بعد التقويم، فارجعوا إلى دار المداراة (فإنّ الله لا يمل حتى تملوا)
اللهم اجعلنا من التوابين اللهم اجعلنا من التوابين المتطهرين وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
الرجاء يدفع إلى العمل
المشاهد في دنيا الناس أن كثيرا من المفرطين في الطاعات المجترئين على فعل المعاصي والسيئات يزعمون ثقتهم برحمة الله وعفوه، وهذا ولا شك فهم قاصر لمعنى الرجاء يصدق على أصحابه ذم الإمام الحسن البصري رحمه الله حين قال:إن قوما ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم، يقولون: نحسن الظن بالله ،وكذبوا فلو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل.
إن الله عز وجل هو الغفور الرحيم، لكن أرجو أن تنتبه معي أيها الحبيب إلى المعنى اللطيف الذي تضمنته هذه الآية التي يقول الله عز وجل فيها:إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم ).(البقرة:218).
فانظر كيف أنهم يرجون رحمة الله وهم يعملون هذه الأعمال الصالحة العظيمة.فهيا أيها الحبيب لعل الصالحات والتوبة مما سلف من المعاصي والسيئات ،وقد آن لنا قبل الختام أن نهتف كما هتف محمود الورَّاق رحمه الله:
حُسْنُ ظني بحسن عفـــوك يا.. … ..ربِّ جميـــــلٌ وأنت مالـك أمري
صُنْتُ سِرِّي عن القـــــرابة والــ.. … ..أهل جميعًا وكنتَ موضع سري
ثِقـــــةً بالذي لديك من الستْــر.. … ..فلا تخـــــزني يـــــــوم نشـري
يومَ هتك الستور عن حجب الــ.. … ..غيب فلا تهتكنَّ للناس ستـري
لَقِّنِّي حجتي وإن لم تكنْ يـــــا.. … ..ربِّ لي حجةٌ ولا وجْـــه عُـــــذْر