——————————————————————————–
قال لهم كبيرهم و هو يعلمهم : أتعرفون رجل المرور الذي أنزل الله على قلبه سكينة و أضاء وجهه بابتسامةٍ, و أعطاه الله بسطة في الجسم, يكلم المخالفين بالخير بعد أن يسلم عليهم حين يوقفهم و هو متيقن ؟
ذاك الذي لا يوقفهم إلا بعد أن يقطعوا إشارةً أو يركنوا مركباتهم في مكان ليس مكانهم. و يفرق عند خطابه بين صغير و كبير و كهلا ! و أنه حين يحدثهم أنهم قد أخطأوا لا يعبس في وجوههم ولا يرفع صوته فوق أصواتهم, حيث أنه على الحق و المصيب لا يرفع صوته أبدا ولا يغضب !!
و أنه حين يحاوره المخالف لا يتحجج بضغط عملٍ إذ أنه لا يجوز أن يتحجج و هو يتقاضى مالاً مقدرا إثر أزمات كهذه !
و أنه لا يوقف أحدا رجما بالغيبِ كي يملأ كتاب مخالفاته حتى يعجل بالرجوع إلى أهله !
و أنه لا يتهم أحد بشيءٍ لم يفعله, إلا أنه ابن فلانٍ من الناس يكرهه, فهو لا يزر وازرة وزر أخرى !
ولا يتهم فلاناً بسوء بعد أن أوحى له شكلهُ أنه غير سوي ولا مستقيم !
يا تابعيّ أنصتوا إليّ اليوم !
لا تتبعوا ما يفعل شرطيٌ مثل هذا و أنتم الأعلون فلا تخافون !
فقال له طالب عنده : أنى تظن بنا أن نفعل مثله و هذه أسماؤنا ؟ أوَ تظن أن شاربي هذين قد وضعتهما عبثا ؟ و الله ما وضعتهما إلا لأني فاعلٌ بالناس ما فعله إبليس, و لم أكُ أظن أنك تقول مثل هذا ! فشاربي و لكنتي و شهادتي و كرشي هذه تكفي و الله هو العليم !
فقال له معلمه : من أي القرى أنت يا ولدي و الله لأنت النجيب !
قاله له : إني من تلك القرية من هناك إني من بعيد !
فرد عليه أنه نعم أخو العشيرة أنت فتول أنت الباقين !
فقاطعهم مستضعف فيهم : كيف تريدنا أن نفعل مثل هذا, أما ظننت أن وراءهم سند كبير ؟
فرد عليه الأول أن كيف يكون لهم سند و نحن الأقوى و نحن عصبة و هم غثاء و ليس لهم نصير؟
فرد عليه أنه ما ظنك بمن كان الله نصيره, و الله لا يحب الظالمين ؟
فقال له أنى ينصر الله هؤلاء و هم مثلنا و لكننا لسنا مستضعفين