أولاً يجب أن نعى وندرك تماماً أن كل ما نطلب فى دعائنا هو موجود لدى الله سبحانه وتعالى بالفعل ، فقط كل ما علينا هو الدعاء ليحدث التغيير ، والتغيير لن يحدث إلا إذا كان الدعاء يوافق الفكر والمعتقدات العقلية لدينا حتى نحصل على الإجابة بإذن الله تعالى ونحقق أهدافنا المرغوبة.
فأنت مثلاً تطلب بيت جميل بينما تفكيرك ومعتقدك هو ( كيف لى؟! ومن أين؟! أوفر المال الذى سأحصل من خلاله على ما أطلب من الله تعالى!) ، ولو كنت أدركت ولو للحظة أن الله تعالى يعلم الغيب وعلمه أزلى وقد أبقى لديه طلبك حتى حين؛ لكان قد اختلف فكرك ، إنك برفضك تغيير فكرك وظنك فى الله تعالى قد أغلقت باب فيضه الكريم ونسيت أنك تسأل العظيم ، الذى يقل للشئ كن فيكون .. لو كان عندك هذا الإدراك والوعى بوجود طلبك عنده منذ الأزل لما أقفلت على استقبال منحِه سبحانه.
إنك عند الدعاء تفكر فى تدابيرك البشرية وهى محددودة ، وتنسى أن لله يداً فى كونه وله تدابيره التى يُعز بها من يشاء ويُذل بها من يشاء .. فما ظنك بربك القيوم ، (وما قدروا الله حق قدره) ، تذهب لملِك عنده خزائن الأرض والسموات والكون بكل ما فيه ، وتطلب منها بتدابيرك المحدودة ، ولديه لك الكثير ، وعنده من الكنوز ما لا ينقص وما لا يفنى.
أخى الكريم : أن كل فكر فى ذهنك يصدر ذبذبات من نفس نوع الفكر ، ويذهب فى الكون فى نفس المستوى من الوعى ، فإذا فكرت فى المعالى تصبح أفكارك فى ذبذبات ومستوى عالٍ فى الكون ، وهذا المستوى من الوعى يجعلك تقابل كل ما من شأنه أن يحقق ما تريد من نفس نوع أفكارك ، فتجد الفرص المناسبة لهذا المستوى تنهال عليك ، وكل ما يجب أن تفعله فى هذا الوقت هو إنتهاز هذه الفرص والفوز بجائزتك ، التى هى أيضاً من نفس مستوى طموحاتك وتفكيرك.
أن توجيه عقلك توجهياً سليماً "بالتفكير البناء والإيجابى" نحو ما تريده ، مع الإيمان الكامل والثقة بالله تعالى .. هو ما يجيب دعواتك .. أنك عندما تتوصل إلى قرار فى عقلك الواعى ويكون هذا القرار واضح المعالم بشأن ما تتطلع إليه أثناء دعائك ، فإنك ترسل لعقلك الباطن أمراً بالاتصال وإصدار الذبذبات الكونية اللازمة لتحقيق دعائك التى تذهب لنفس المستوى من الذبذبات فى الكون لتحصل على الاستجابة المطلوبة ، هذه الاستجابه تكون من خلال اتصالك الأعلى بخالق الكون الأوحد "الله تعالى" ، فأنت قد نظفت طريقك من كل الشكوك والتردد ، فأصبحت طريقك خالية للوصول له سبحانه وتعالى ، والحصول على الفيض الالهى الذى سيغمرك لتتلقى استجابة رائعة لدعائك ملؤها القوة والطاقة والحكمة.
لذا ينبغى عليك قبل أن تقوم بالدعاء لله ، أن تتوصل إلى هذا القرار العاقل الذى مؤداه أن هناك سبيلاً للخروج من هذا المأزق ، وأن استجابته سبحانه وتعالى أكيدة بإذن الله لمطلبى ، وستتحقق بما فيه خيرى ومصلحتى.
أن تواصلك الواعى مع الله سبحانه وتعالى ، يجعلك تدرك أنه بصرف النظر عن المشكلات التى تواجهها ومدى صعوبتها وتعقيدها فإنك يجب أن تؤمن إيماناً كاملاً بالاستجابة لدعائك ، وبقدرته سبحانه وتعالى على استحضار الحل لمشكلتك بما فيه خيرك وسعادتك.
إن الدعاء ما هو الا استعانة بالقوي وهو الله جلا وعلا فى اغاثة الضعيف الا وهو "الإنسان" ، اى استعانة بالقوي (مصدر جميع المصادر فى الكون) على نصرة الضعيف "الانسان" المحتاج اليه ،فهو تمنى على الله تعالى، والله لا يخذل عباده ابدا.
ولكن؛ يجب أن نعلم أننا لا نأخذ إلا ما نطلب .. فإذا لم نكن نطلب فكيف نتوقع الأخذ! .. لذا على كل من يريد شيئاً أن يطلب.. أن يدعو الله تعالى ، أن يسأله سبحانه من فضله العظيم ليجد إجابة مطلبه .. فكيف تتوقع أن تأخذ ما لم تطلب؟!.
إن الله سبحانه وتعالى يحثنا دوماً من خلال القرآن الكريم والأحاديث القدسية والأحاديث النبوية: يا عبدى سل تعطى .. وادعو يستجاب لك ، فالله تعالى وهبك كل شئ بالفعل ، وما عليك إلا أن تعبر عن رغباتك وأفكارك وخطتك وهدفك واللاوعى الذى وضع الله فيه كل ما يلزمك وسوف يحققها لك بإذن الله تعالى. كل ما عليك أن تكون متلقياً جيداً ، فإن نعم الله وعطاياه قد مُنحت لك منذ بدء الخليقة.
جميع الحقوق محفوظة للكاتبة أمانى سعد ، يمكن نسخ هذا المقال ونشره فى مواقع أخرى – فقط – إذا تم إلحاق مربع التعريف بالكاتبة أسفل المقال مع إدراج هذا التحذير ، وغير ذلك يعرض صاحبه للمسألة القانونية ، والتعويض عن الأضرار.
وان شاءالله الكل تتغير حياته للأفضل . . ولاعدمناج