تخطى إلى المحتوى

المرأة المسلمة مع مجتمعها 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المرأة المسلمة مع مجتمعها

متسامحة لاتحقد ولاتضطغن:

لا تحمل المرأة المسلمة الحقد،ولاتعرف الضغينة إلى قلبها سبيلاً؛ ذلك

أن الإسلام العظيم استل من قلبها سخيمة الحقد،وأطفأ نار الضغينة،

وطهر نفسها من الغل،وزرع فيها بذور الإخاء والود والتسامح والعفو

والمغفرة.

لقد أعلنها الإسلام حرباً لا هوادة فيها على الجهالة والعصبية والحقد

والثأر والعداوة والإنتقام، وحبب إلى نفوس المسلمين والمسلمات العفو

والصفح والتواد والإحسان، فقال الله تعالى:

(والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحبُ المحسنين(134))(2).

إنها الإشادة بالكاظمين الغيظ الذين لم يحقدوا ولم يضطغنوا،بل ارتفعوا إلى

أفق العفو والتسامح والغفران، وإنه لأفقٌ عالٍ وضيءٌ،ومرتقى سامٍ صعبٌ،

لايستطيع بلوغه إلاَمن صفت نفوسهم، ونبذت نزعة العدوان والإنتقام والكراهية

والحقد،فاستحقوا بذلك أن يبلغوا مرتبة الإحسان،والله يحب المحسنين.

إن المجتمع الرباني القائم على أخوة الإيمان لا تقوم المعاملة بين

أفراده على المحاسبة ورصد الأخطاء والتشفي والإنتقام والإنتصار للذات،

وإنما تقوم على التآخي والتغاضي والتسامح وتناسي الأخطاء، وهذا ما

دعا إليه الإسلام، وحضَت عليه أخوة الإيمان.

قال الله تعالى: ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن

فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنَه ولي ُحميم(34)ومايلقَاهآإلاَ الَذين

صبروا وما يلقَاهآ إلاَ ذو حظٍ عظيمٍ(35))(1).

ذلك أن السيئة إذا قوبلت دوماً بالسيئة أشعلت بين الناس نيران

العداوة والبغضاء والشحناء،وأرثت الأحقاد والضغائن والكراهية.

أما إذا قوبلت السيئة بالحسنة أطفأت نيران العداوة،وأسكتت صوت

الغضب، وفثأت ثورة النفس،وغسلت أدران الضغينة،وأخمدت نأمات

الكيد،فإذاالمتعاديتان تصبحان صديقتين حميمتين،بكلمة طيبة،أو

بسمة مشرقة من إحداهما،ولعمري إنه لفوز عظيم،أن تدفع

المرأة السيئة بالحسنة،فتقلب العداوة صداقة،والكراهية محبة،

ولاتنال هذا الفوز العظيم إلاَ صاحبة الحظ العظيم الذي أشارت

إليه الآية الكريمة،بشيء من الصبر وضبط الأعصاب،ومقابلة

السيئة بالتي هي أحسن.

هذا هو خلق المؤمنات الصادقات في المجتمع الرباني المسلم الذي

قام على المحبة والتواد والتسامح،تضافرت نصوص القرآن الكريم

والحديث الشريف على تأصيله في النفوس،وتدريبها دوماً على الصفح

الجميل الذي لايترك وراءه أثراً لضغينة أو حقد أو كراهية:

قال الله تعالى: (فاصفح الصَفح الجميل (85))(1).

(2) سورة آل عمران :134.

(1) سورة فصلت : (35،34).

(1)سورة الحجر: 85.

منقول من كتاب شخصيَة المرأة المسلمة كما يصوغها الإسلام

في الكتاب والسُنِة، بقلم الدكتور محمد علي الهاشمي.

يكفي ان حسن الخلق هو الطريق لصحبة
الحبيب فالجنه اللهم صل على
محمد وال محمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.