~¤§ المشيمة المتقدمة Placenta previa §¤~
ما هي المشيمة المتقدمة ؟
تعتبر المشيمة المتقدمة من المشاكل الغير منتشرة التي قد تحدث أثناء الحمل وتؤدي إلى نزيف مهبلي
شديد قبل أو بعد الولادة .
تتكون المشيمة خلال الحمل وهي بيضاوية الشكل وتوصل الأكسجين والمواد الغذائية للجنين وتقوم
بالتخلص من نفايات الجنين إلى دم الأم ليتخلص منها جسم الأم .
وترتبط المشيمة بجدار الرحم فتغطي الجزء العلوي من الجدار الداخلي للرحم حيث يخرج منها الحبل
السري مكوناً ترابط هام وحيوي بين الأم والجنين .
وتحدث المشيمة المتقدمة نتيجة ارتباط المشيمة للجزء السفلي من جدار الرحم سواء بالقرب من عنق
الرحم أو تغطي عنق الرحم كلياً أو جزئياً .
وعندما يبدأ عنق الرحم في الأتساع استعداداً للولادة تتمزق المشيمة متسببة في نزيف مهبلي شديد
يعرض حياة الأم والجنين للخطر .
أسباب المشيمة المتقدمة
في بداية الحمل قد تتواجد المشيمة وتنزرع في الجزء السفلي من الرحم بالقرب من عنق الرحم .
ومع زيادة حجم الرحم تدريجياً خلال الحمل تبدأ المشيمة تتحرك إلى أعلى الرحم مبتعدة عن عنق
الرحم .
لكن في بعض الحالات لا يحدث ذلك وتستقر المشيمة في أسفل الرحم مغطية عنق الرحم فتحدث المشيمة
المتقدمة .
وعادة تكون المشيمة المتقدمة مصاحبة لبعض الحالات مثل :
¤ وجود ندبات في بطانة الرحم .
¤ كبر حجم المشيمة مثل في حالات الحمل بتوأم .
¤ الأشكال الغير طبيعية للرحم .
عوامل الخطر Risk factors :
هناك بعض العوامل التي تزيد من احتمالية إصابة السيدة الحامل بالمشيمة المتقدمة ، وهي :
¤ الولادة من قبل لطفل واحد على الأقل .
¤ الولادة القيصرية السابقة .
¤ حدوث المشيمة المتقدمة سابقاً في حمل سابق .
¤ سن الحامل أكبر من 35 عام .
¤ التدخين .
¤ الحمل بتوأم .
¤ القيام سابقا بعملية جراحية في الرحم مثل عملية استئصال الورم الليفي أو عملية التوسيع والكحت
للرحم .
أعراض المشيمة المتقدمة
يعتبر العرض الرئيسي في حالة المشيمة المتقدمة وجود نزيف مهبلي لونه أحمر فاتح ولا يصاحبه
أي ألم .
ويحدث ذلك في النصف الثاني من الحمل .
فعادة يكون في نهاية الثلث الثاني من الحمل أو بداية الثلث الأخير من الحمل .
وتختلف كمية النزيف فقد يكون بسيط أو شديد .
وغالباً يتوقف هذا النزيف لكنه يعود مرة أخرى بعد عدة أيام أو أسابيع .
وبعض السيدات قد تشعر بانقباضات بالرحم تصاحب هذا النزيف .
أنواع المشيمة المتقدمة Types of placenta previa :
هناك ثلاث أشكال للمشيمة المتقدمة :
1. المشيمة المتقدمة الكاملة أو الكلية Total placenta previa :
حيث تغطي المشيمة عنق الرحم كلياً .
2. المشيمة المتقدمة جزئياً Partial placenta previa :
حيث تغطي المشيمة جزء من عنق الرحم .
3. المشيمة المتقدمة الحافية Marginal placenta previa :
حيث تكون المشيمة بالقرب من عنق الرحم .
وفي بعض الحالات تكون المشيمة عند أسفل جدار الرحم لكنها لا تغطي عنق الرحم أو تكون بالقرب
منه بدرجة كبيرة Low-lying placenta .
وهذه الحالة لا تسبب أعراض خلال الحمل ولكنها قد تتسبب في حدوث نزيف مهبلي للأم بعد الولادة .
متى يتم التوجه للطبيب :
يجب على السيدة الحامل التوجه للطبيب إذا لاحظت وجود نزيف مهبلي في الثلث الثاني أو الأخير من
الحمل كي يقوم الطبيب بعمل أشعة الموجات فوق الصوتية على الرحم للتأكد من وضع المشيمة .
وفي حالة تشخيص الحالة أنها المشيمة المتقدمة يجب الحرص من عدم التعرض للكشف المهبلي مع
التزام الراحة التامة والابتعاد عن العلاقة الزوجية حتى نهاية فترة الحمل .
مضاعفات المشيمة المتقدمة
تحتاج حالات المشيمة المتقدمة إلى المتابعة الطبية الحريصة للأم لتجنب المضاعفات التي تكون
الأم عرضة للإصابة بها .
وتتمثل تلك المضاعفات في الآتي :
النزيف Bleeding :
يعتبر النزيف المهبلي الشديد أثناء الولادة أو بعد ساعات قليلة من الولادة من أكبر المضاعفات
التي قد تحدث .
فقد يكون النزيف شديد بدرجة كبيرة تهدد حياة الأم .
الولادة المبكرة Premature birth :
قد يتسبب حدوث نزيف خلال الحمل إلى الاضطرار إلى الولادة القيصرية قبل أن تكتمل شهور الحمل
كلها مما يؤدي إلى الولادة المبكرة .
المشيمة الملتصقة Placenta accreta :
تعتبر من الحالات القليلة الحدوث التي تتسبب في نزيف شديد لا يتوقف قد يحتاج لاستئصال الرحم .
تشخيص المشيمة المتقدمة
في حالة شكوى السيدة الحامل من نزيف مهبلي في الثلث الثاني أو الثلث الأخير من الحمل يكون هناك
احتمال وجود المشيمة المتقدمة .
ويتم تشخيص المشيمة المتقدمة من خلال أشعة الموجات فوق الصوتية .
وعادة لا يتم تشخيص المشيمة المتقدمة قبل الأسبوع 20 من الحمل لأن أغلب الحالات ترتفع المشيمة
وتصبح في وضعها الطبيعي بعيدة عن عنق الرحم .
لذلك يتم التشخيص عادة بعد الأسبوع ال20 من الحمل .
وفي بعض الحالات النادرة قد يتم اللجوء لعمل أشعة الرنين المغناطيسي
magnetic resonance imaging – MRI لتأكيد التشخيص .
وهناك بعض الحالات الأخرى بخلاف المشيمة المتقدمة التي يحدث معها نزيف مهبلي في الثلث الثاني
والثلث الأخير من الحمل مثل :
انفصال المشيمة Placental abruption :
في بعض الحالات النادرة تنفصل المشيمة عن جدار الرحم قبل موعد الولادة .
ويؤدي ذلك إلى منع وصول الأكسجين والمواد المغذية للطفل وحدوث نزيف شديد جداً للأم .
ويهدد ذلك حياة الأم والجنين .
الأوعية المتقدمة على الجنين Vasa previa :
عادة يتكون الحبل السري للجنين من منتصف المشيمة .
وفي حالة تكون الحبل السري بطريقة غير طبيعية فيكون جزء من الأوعية الدموية الموجودة داخل
الحبل السري موجودة فوق عنق الرحم .
وإذا انفجرت تلك الأوعية الدموية فإنها تتسبب في نزيف مهبلي شديد وتعرض حياة الجنين للخطر .
علاج المشيمة المتقدمة
يعتمد علاج المشيمة المتقدمة على عدة عوامل منها :
¤ كمية دم النزيف المهبلي .
¤ توقف النزيف المهبلي أم لا .
¤ عمر الجنين .
¤ صحة الأم الحامل .
¤ وضع المشيمة والجنين .
في حالة النزيف البسيط :
¤ الالتزام بالراحة التامة في السرير، وعدم الوقوف أو الجلوس إلا للضرورة القصوى .
¤ الامتناع عن العلاقة الزوجية .
¤ تجنب الكشف المهبلي .
في حالة النزيف الشديد :
¤ الالتزام بالراحة التامة في المستشفى .
¤ قد تحتاج السيدة الحامل لنقل الدم لتعويض الدم المفقود نتيجة النزيف الشديد .
¤ تناول بعض الأدوية التي تمنع الولادة المبكرة .
¤ بعد بلوغ 36 أسبوع من الحمل يفضل إجراء الولادة القيصرية .
وفي تلك الحالة قد يتم إعطاء السيدة بعض أدوية الكورتيزون كي تساعد على اكتمال نمو الرئتين للجنين .
وبعد 48 ساعة من تناول تلك الأدوية تصبح رئتي الجنين مستعدة للحياة خارج الرحم .
في حالة النزيف الشديد المستمر دون توقف :
في تلك الحالة قد يتم اللجوء إلى إجراء الولادة القيصرية الطارئة حتى وإن لم يكتمل نمو الجنين .
أسعدني تواجدك العطر ، نورتي الصفحة ،
ودمتِ بحفظ الرحمن ورعايته .
مرورك العطر أسعدني ، نورتي الصفحة ،
ودمتِ بحفظ الرحمن ورعايته .