تخطى إلى المحتوى

أحب حفظ القرأن ولكن ( المشكلة أني أنسى ما حفظته بسرعة)) عندي لج الحل 2024.

السلام عليكم
بدأت بحفظ القرآن الكريم، ولا أجد صعوبة في عملية الحفظ، لكن المشكلة أني أنسى ما حفظته بسرعة، فكلما حفظت شيئا وأردت الانتقال إلى آيات جديدة أجد نفسي قد نسيت أو غير متمكنة مما حفظته سابقا، فهل من طريقة معينة لحفظ كتاب الله، وعدم نسيان، ما تم حفظه فإني أجد الأمر صعبا رغم قوة ذاكرتي واستثقاله؛ فإن كان الأمر كذلك وأنا الآن أحفظ صفحات قليلة، فكيف الحال لو حفظت أجزاء فهي ستحتاج وقتا أكبر للمراجعة، أحس أني غير قادرة على هذا. وجزاكم الله خيرا.

الجـــواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غادة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فهذه رغبة كريمة وهمة عالية سامية، فالحمد لله الذي شرح صدرك لهذا العمل العظيم وللعناية بكتاب الله الجليل، وتحصيل كتاب الله جل وعلا وتحصيل حفظه، وكذلك فهم معانيه وفهم تفسيره، وما يراد به من أعظم ما شمر إليه الساعون في رضوان الله جل وعلا، بل إن هذا هو دليل خيريتك – إن شاء الله تعالى – وخيرية كل من سعى في هذا الكتاب العظيم طالبًا وجه الله تعالى، فقد خرج البخاري في صحيحه عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: (خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه)، وهذا نصٌّ صريح صحيح عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أن أخير الأمة من سعى في كتاب الله جل وعلا حفظًا وفهمًا وعملاً ودعوةً إليه، فإن كتاب الله جل وعلا هو الهادي إلى الصراط المستقيم، الذي من أخذ به فقد أخذ بالحظ الوافر والنصيب الأعظم من خيري الدنيا والآخرة؛ قال تعالى: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى}.

مضافًا إلى ذلك ما تنالينه من الأجر العظيم العاجل والآجل، فقد ثبت في صحيح مسلم عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: (اقرؤا القرآن فإنه يأتي اليوم القيامة شفيعًا لأصحابه). بل ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين) أخرجه مسلم أيضًا في صحيحه.

والمقصود أن عنايتك بكتاب الله جل وعلا هي من أعظم ما تقومين به من الأعمال الصالحة، فعليك – يا أختي – بالحرص على المثابرة على كتاب الله جل وعلا، وأن تلتفتي دومًا إلى المعاني التي يراد بها من هذا الكتاب العظيم، مضافًا إلى ذلك الحفظ الذي تسعين فيه، وهذا يمكنك أن تحصليه من كتب التفسير الميسرة السهلة ولا يجب ذلك عليك شرعًا، ولكن ينبغي أن تحرصي عليه حتى تجمعي بين فهم المعنى وبين حفظه عن ظهر قلب، وبذلك تتم لك النعمة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها) خرجه أبو داود في سننه.

وأما عن سؤالك الكريم فإن هذا الأمر يحتاج منك إلى معرفة السبب الذي يجعل هذه الآيات تتفلت منك هذا التفلت، فالسبب ليس راجعًا إلى نقصٍ في حفظك أو ذاكرتك، فقد أشرت بحمد الله إلى أنك صاحبة قدرة على الحفظ وصاحبة ذاكرة حسنة، ولكن السبب فيما يظهر راجعٌ إلى طريقة الحفظ نفسها، فلا بد أن تعرفي أولاً كيف تحفظين ثم بعد ذلك تسعين في حفظ كتاب الله جل وعلا، فأول مقام تقومينه أن تعرفي الطريقة السليمة في معرفة الحفظ، وذلك يقتضي منك أولاً أن تتوكلي على الله وأن تسأليه المعونة، وأن تقدمي دومًا الاعتماد على الله جل وعلا بقلبك قبل كل شيء؛ قال تعالى: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه}.

والأمر الثاني: أن تحرصي على أن تجعلي القدر المحفوظ قدرًا مناسبًا، فمثلاً لا ينبغي أن يكون في بداية الحفظ القدر الذي تحفظينه مقدار صفحتين مثلاً في اليوم، أو صفحة كاملة في اليوم، ولكن إن كنت متفرغة شيئًا ما فليكن مقدار حفظك بمقدار نصف صفحة، وإن كنت ولا بد زائدة فاجعليها صفحة ولا تتعدين ذلك، وكلما نقص قدر المحفوظ كلما كان الحفظ أقوى، فتحديد القدر أول خطوة تقومين بها، وقد أشرنا إلى نصف صفحة وعلى أقصى تقدير صفحة كاملة، فإن قلت: فأنا أحفظ بسرعة؟ فالجواب: أن ما أتى بسرعة وحصل بسرعة يذهب أيضًا بسرعة، فعليك إذن أن تقللي من كمية المحفوظ ثم بعد ذلك أن تكرريه نظرًا من المصحف وأن تقرئي الآيات بعينيك، لا تقرئيها عن ظهر قلب، بحيث تكررينها قدرًا معينًا من الزمان حتى ترسخ في ذهنك.

فمثلاً يحسن بك أن تجلسي ساعة كاملة مثلاً وأنت تتلين هذه الصفحة أو نصف الصفحة باستمرار تمام الساعة، ثم بعد ذلك تحاولين بين الحين والحين استظهارها عن ظهر قلب، ثم تعودين إليها بعد مدة فتقرئين هذا القدر أو قريبًا منه فعنئذ يثبت – بإذن الله – وترين أنه قد صار سهل الاستحضار وعلامة ثبوته أنك عندما تقرئينه لا تحتاجين إلى أن تفكري في الكلمة قبل أن تنطقي بها، بل تندفع من لسانك اندفاعًا، ثم بعد ذلك في اليوم الثاني وقبل أن تبدئي بالحفظ الجديد تعودين إلى الدرس الماضي وتقرئينه بمقدار نصف ساعة أو قريبًا منها نظرًا من المصحف حتى يكون الحفظ سليمًا ولا تذهب كلمة أو حرفٌ من المحفوظ عند الاستذكار، ثم بعد ذلك تستمرين على هذا المنوال بحيث تبدئين بمراجعة المحفوظ القديم ثم بعد ذلك الحصة الجديدة، وكلما شعرت بتراكم الحفظ عليك فقللي كمية المحفوظ حتى لو كان في اليوم مقدار ثلاثة أسطر أو أربعة.

والمقصود ألا تتوقفي عن الحفظ وفي نفس الوقت أن تثبتي المحفوظ القديم، وهذا قائم على قاعدة عظيمة وهي العناية بالمحفوظ القديم، لا بد أن تكون أشد من العناية بتحصيل الجديد؛ لأن تحصيل الجديد يخف على النفس ومراعاة القديم يثقل عليها، فعليك بالانتباه إلى هذا، وقد أحسن من قال في آداب الطلب:
وقللن ذاكرًا تذكر *** وتستفد ما لم يكن قبل دري
أي أن تقليل كمية المذاكرة، أي كمية المحفوظ يعين على التذكر ويعين على الاستفادة والتحصيل الذي يثبت المعلومة في النفس.

مضافًا إلى ذلك أن تحرصي على تلاوة هذه المحفوظات في الأوقات التي تستطيعينها لاسيما في أوقات الصلوات كالصلوات المفروضة والنوافل المستحبة، لا سيما في قيام الليل؛ فإنها أدعى للثبوت وللاستقرار، ومن كلام أهل العلم النافع أنهم قالوا في هذا المقام: قليل قر خير من كثير فر.. أي أن المعلومات القليلة التي تستقر في النفس وتثبت فيها خير من كثير من المعلومات التي سرعان ما تزول وتتلاشى. وبهذا يحصل لك التوفيق بين التحصيل الجديد وبين تثبيت المحفوظ القديم.

وعليك أيضًا إن استطعت أن تتدارسي ذلك مع أخواتك في الله من الأخوات الصالحات اللاتي يعنّك على الحفظ والمذاكرة، فإن ذلك يشحذ الهمة ويقوي النفس.

ومما ينبغي لك أن تحرصي عليه وأن تراعيه أن تختاري الأوقات المناسبة للحفظ عند فراغ النفس وخلو البال واستعداده للتحصيل، لاسيما عند أوقات الصباح الباكر فقد قال صلى الله عليه وسلم: (بورك لأمتي في بكورها). وكذلك في الأوقات التي تجدين فيها إقبالاً على التحصيل فإن هذه أوقات الغنيمة التي ينبغي أن تحرصي على التحصيل فيها، فوقت إقبال النفس غير وقت إدبارها، فاحرصي على ذلك.

مضافًا إلى ذلك أن تحرصي عند التلاوة على تركيز الذهن وعدم شروده وسرحانه، لاسيما إن كان لديك بعض ما يقلقك أو ينغص عليك، فاطردي عنك الأفكار واستعيني بالهدى القرآني الذي قال الله تعالى فيه: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم}.

فيشرع لك أن تستعيذي قبل بدء التلاوة حتى تجمعي همك وتجمعي همَّتك في تحصيل المحفوظ.

مضافًا إلى ذلك: عدم تقطيع أوقات التلاوة، فمثلاً لا تقرئي بمقدار عشرة دقائق ثم بعد ذلك تقومين فتنشغلين بأمر ثم تعودين… وهكذا، بل المقصود أن تجلسي أطول وقت مستمر متوالٍ حتى يرسخ المحفوظ في نفسك.

ومما يعينك أيضًا على هذا المعنى أن يكون لك أيام راحة تستريحين فيها من عناء الحفظ، كأن يكون لك يومين أو ثلاثة في الأسبوع تسترحين فيه من عناء الحفظ، ولا مانع من مراجعة المحفوظ بهدوء وملاطفة، بحيث مثلاً تبدئين الدراسة في أيام الأسبوع كلها ما عدا الخميس والجمعة مثلاً فتأخذينه للراحة فإن الذهن يكل كما أن البدن يكل، فاعرفي ذلك واحرصي عليه وعليك بالدعاء فإن الدعاء سبيل لتحصيل الخيرات؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: (ليس شيء أكرم على الله من الدعاء). وقال تعالى معلِّمًا نبيه – صلوات الله وسلامه عليه -: {وقل رب زدني علمًا}.

ونسأل الله عز وجل برحمته التي وسعت كل شيء أن يجعلك من الحافظات لكتابه ومن الحافظات لدينه ومن الداعيات لرضوانه وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يقر عينك وأن يرزقك الذرية الطيبة.

منقول

يزاج الله خيييييير

جزاكي الله خيرا

ألا تتوقفي عن الحفظ وفي نفس الوقت أن تثبتي المحفوظ القديم، وهذا قائم على قاعدة عظيمة وهي العناية بالمحفوظ القديم، لا بد أن تكون أشد من العناية بتحصيل الجديد؛

هذا المفروض اللي يصير

جزيتي خيرا

بارك الله فيك وجعله الله في ميزان حسناتك

مشكوره اختي ع النصايح و يزاج الله الف خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.