تخطى إلى المحتوى

أقسام الناس في الصلاة 2024.

  • بواسطة

خليجية

خليجية

أخى الكريم .. أختى الكريمة كونوا معى فى هذا المثال :
تخيلوا لو ان رجلا وقف بين يدى ملك من الملوك فقال له الملك سأسجنك لمدة 50 عاما تجلس فيها فى السجن فأُبقيك فى هذا السجن .. ثم بعد انتهاء المدة ( بعد انتهاء 50 عاما ) سوف اُرجعك مرة اخرى بين يدى .. و سأسألك سؤالا واحدا فقط ،، سؤال واحد إن أجبت عليه إجابة صحيحة سأُطلقك واتركك براءة .. وإن لم تجب عليه إجابة صحيحة ( إعدام ) ،، ثم سجن الملك ذلك الرجل ..
تخيلوا اخوانى بالله عليكم في أي شئ يفكر ذلك السجين و هو في السجن ؟؟؟ طبعا هو سيفكر بالسؤال .. وهل هناك شئ آخر يفكر فيه ؟؟؟ ماهو السؤال ؟؟ ماذا يريد الملك ؟؟ ماذا يقصد ؟؟ ماهى الاجابة ؟؟؟
تخيلوا لو أن أحدهم ممن سُجن معه قال له أنا أعرف السؤال الذى سوف يسألك إياه هذا الملك .. كيف سيكون شعوره ؟؟ سيتلهف بلا شك لمعرفة السؤال .. أليس كذلك
؟

أتدرون ماهى المفاجأة ؟؟؟ المفاجأة أننا جميعا ذاك الرجل المسجون .. واسمحوا لى أن اكون المسجون الآخر الذى سوف يُخبركم بهذا السؤال .. نعم اخوانى ،، اخواتى نحن جميعا سوف نقف بين يدى الله عز وجل مالك الملك .. ملك الملوك سبحانه ،، نقف بين يديه يوم القيامة فيسألنا سؤالاً واحدا ، إن أجبنا عليه إجابة صحيحة فما بعد ذلك يكون هينا إن شاء الله ,, وإن لم نجب عليه إجابة صحيحة نسأل الله العون ، المسألة ليست سهلة ،، أنا سأخبركم بهذا السؤال ، وفى الحقيقة هو ليس مني ، بل إن النبى صلى الله عليه وسلم الذى أخبرنا بهذا السؤال العجيب ،،،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أول ما يُحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة ، فإن صلحت صلح سائر عمله ، وإن فسدت فسد سائر عمله " ،،، [صحيح الجامع (2573)]

وينقسم الناس في الصلاة إلى خمسة أقسام :
القسم الأول : الذى يُصلى فى المسجد خاشعا من الرجال ، او التي تصلى من النساء فى أول الوقت في البيت وهى خاشعة ،، هؤلاء فى أعلى المنازل .. وإذا كنت أنت ،، أو كنت ِ أنت ِ من هؤلاء فأدعوكم أثبتوا ،، لا تتغيروا ،، أبقوا على هذه الصورة على مكانكم ، بل أسأل الله أن يثبتكم ،، وأن يزيدكم ،، قال الله عز وجل عن الخاشعين : { وَالَّذِينَ هم عَلَى صَلَوَاتِهِم يحَافِظونَ* أولَئِكَ هم الوَارِثونَ * الَّذِينَ يَرِثونَ الفِردَوسَ هم فِيهَا خَالِدونَ} ،،، [المؤمنون : 9,11 ] ،،،
أما القسم الثانى : فهم الذين يصلون فى المسجد ولكنهم غير خاشعين ،،و قد رُوى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال وهو على المنبر : "إن الرجل ليشيب عارضاه في الإسلام وما أكمل الله تعالى صلاة"، قيل : وكيف ذلك ؟، قال : "لايتم ركوعها وسجودها وخشوعها وتواضعه وإقباله على الله فيها"… فينقص من أجره بقدر ما أنقص من خشوعه .

وقد ضرب لنا السابقون أروع الأمثلة في الخشوع ..
يقول سفيان الثورى : " لو رأيت منصور بن المعتمر يُصلى لقلتم يموت الساعة " أي سيموت الآن ،،،
يقول القاسم بن محمد : كنت إذا غدوت ( في الصباح ) أبدأ ببيت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أسلم عليها .فغدوت يوما فإذا هى قائمة تُصلى وتقرأ قوله تعالى من كلام أهل الجنة : " فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم " ،،، [الطور : 27] وتدعو وتبكي وتُرددها ، فقمت حتى مللت القيام ، قال فذهبت الى السوق لحاجتى ،، فرجعت فإذا هى قائمة كما هى ما تحركت رضى الله عنها رضى الله عنها وأرضاها ،،، تصلى وتبكى وتدعوا : {فمن ّالله علينا ووقانا عذاب السموم } ،، خشوع ،،،
يقول ثابت البنانى : " كنت أمر بعبد الله بن الزبير وهو يُصلى خلف المقام كأنه خشبه منصوبه لا يتحرك " ،،،
وقال ميمون بن مهران : " ما رأيت مسلم بن يسار مُلتفتاً فى صلاة قط ، ولقد انهدمت ناحية من المسجد ففزع أهل السوق لهدتها ، وإنه لفي المسجد يصلي فما التفت ، وكان أهل بيته إذا دخل المنزل سكتوا ، فإذا قام إلى الصلاة تكلموا وضحكوا‏ ". هكذا كان حال السلف في الصلاة .. أفلا يكون لنا فيهم أسوةٌ حسنة ؟

إذن النوع الأول : من يُصلي في المسجد و هو خاشع ,, والنوع الثانى : من يصلى فى المسجد وهو ليس بخاشع ،، ( و كلاهما يُصلي أول الوقت ) ,,أما النوع الثالث : فهو الذي يُصلى أول الوقت فى المنزل ،، وهذا لا يدري الوعيد الشديد الذي قد توَّعد النبي صلى الله عليه وسلم به من يتخلَّف عن صلاة الجماعة ..

عن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار" ،، [رواه البخاري ومسلم] ،، انظروا ماذا يحدث لمن يُصلى فى المنزل ؟؟ وهل النبى صلى الله عليه وسلم يُحرق بيتا ً بمن فيه لأمر ٍ مُستحب ؟؟ لابد أن يكون أمرا واجباً بلا شك ..صلاة الجماعة ..

فضل صلاة الجماعة
إن لصلاة الجماعة فضلٌ عظيم ، لا يُدركه من صلى بالمنزل .. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا أمَّن الإمام فأمِّنوا ، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غُفر له ما تقدم من ذنبه" ،، [متفق عليه] ،،،،تخيل أنك إذا قام الإمام وقال " ولا الضالين" ، وقلت : آمين .. فإن الملائكة تُؤمن فى السماء وأنت مع اخوانك تُؤمنون فى الأرض ،، وأنت إذا وافقت ملكا من الملائكة في تأمينه ،، فقط واحدا قال آمين بنفس اللحظة التى قلت بها آمين سيُغفر لك ما تقدم من ذنبك ،،، كرم من الكريم المنان سبحانه و تعالى ..
تأمَّل حرص سلفنا الصالح على صلاة الجماعة ..
"مقال سعيد ابن المسيب : ا أذن المؤذن إلا وأنا في المسجد ،، أربعين عاما " ،، و كان يقول :" ما نظرت في قفا مُصل في المسجد "
وقال ابن سُماعة: "ما فاتتني التكبيرة الأولى أربعين عاما ، إلا يوم ماتت أمي ، فصليت خمسا وعشرين صلاة ، أريد التضعيف"
وقال قاضى الشام سُليمان المقدسى : " لم أُصلي الفريضة مُنفردا الا مرتين ، وكأنى لم أصلي هاتين الصلاتين الى الآن " ،،
ويقول عبيد الله القواريري :"لم تكن تفوتني صلاة العتمة (أي صلاة العشاء) في جماعة ، فنزل بي ضيف ، فشُغِّلت به ، ففاتتني الصلاة فخرجت أطلب الصلاة في قبائل البصرة ، فإذا الناس قد صلوا ، فقلت في نفسي ،، يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة" ،، [متفق عليه] ،، سأُصلي 27 مرة ( طبعا هذا ليس من السُنة أن يفعل ذلك ، و لكنه فعل ) ؛ فانقلبت إلى منزلي ، فصليت العتمة سبعا وعشرين مرة ، ثم رقدت ، فرأيتني مع قوم راكبي أفراس ، وأنا راكب ، ونحن نتجارى وأفراسهم تسبق فرسي ، فجعلت أضربه لألحقهم ، فالتفت إلي آخرهم ، فقال : لا تُجهد فرسك ، فلست تلحقنا ،، قال : فقلت : ولِمَ؟ .. قال : لأنك صليت لوحدك ، و نحن صلينا العتمة في جماعة ،،، قال : فانتبهت ( أي : قُمت من النوم ) و أنا مغموم حزين " ،،
أحد السلف و هو عامر بن عبد الله .. قيل إنه سمع المؤذن وهو في النزع الأخير ، و منزله قريب من المسجد ، فقال : خُذوا بيدي ، فقيل له : إنك عليل ، قال : أسمع داعي الله فلا أجيبه؟؟، فأخذوا بيده ، فدخل مع الإمام في المغرب ، فركع ركعة ، ثم مـــــــــات .

إذن النوع الأول : من يُصلي في المسجد و هو خاشع ,, والنوع الثانى : من يصلى فى المسجد وهو ليس بخاشع ،، ( و كلاهما يُصلي أول الوقت ) ,, والنوع الثالث : من يُصلى في أول الوقت و لكنه يُصلي فى المنزل ,,, أما النوع الرابع : فهو الذى يُصلي في المنزل ولكن خارج الوقت .. يعنى يصلى الفجر بعد ما تطلع الشمس وصلاة الظهر بعد العصر .. وصلاة المغرب بعد آذان العشاء ،، فهو لا يهتم بوقت الصلاة ، ويُصليها بعد خروج وقتها ..

عن سمرة بن جندب رضى الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يُكثر أن يقول لأصحابه "هل رأى أحد منكم من رؤيا؟"، فيقص عليه ما شاء الله أن يقص ، وإنه قال لنا ذات غداة ( يعني : صباح ) "إنه أتاني الليلة آتيان ، وإنهما ابتعثاني ، وإنهما قالا لي انطلق ، وإني انطلقت معهما ، وإنا أتينا على رجل مُضطجع وإذا آخر قائم عليه بصخرة ، وإذا هو يهوى بالصخرة لرأسه ، فيثلغ رأسه فيتدده ( يتدحرج)الحجر ، فيأخذه ( هذا الذي كان واقفا ).. فلا يرجع إلى هذا المُضطجع حتى يصح رأسه كما كان ، ثم يعود عليه فيفعل به مثلما فعل في المرة الاولى ،، يقول النبي محمد صلى الله عليه و سلم : قلت لهم : سبحان الله ما هذان " قالا لى : إنطلق ..وفى اخر الحديث أخبراه ،، قال صلى الله عليه و سلم : قالا لي أما إنا سنخبرك ؛ أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة ، (اى المفروضه) ،

طبعا إذا اكلت اخر الليل حتى شبعت ، ونمت بعد سهر طويل ، ولم تضبط المنبه ، ولم تُوصِ احدا بإيقاظك ..طبعا لن تقوم للصلاة ،، لكن ماذا يفعل من كانت هذه حاله إذا كان مُسافرا ، وستُقلع الطائرة الساعة 3 صباحا هل ستفوته ؟؟ بالطبع لا لآن فيها أموال ،، لو كان عنده اختبار هل سيفوته ؟؟ لا أبدا ،،

أما النوع الخامس والاخير : فهو الذى لا يصلى ،،،
لا تصلي ، معقوله لا تصلى ؟!!! كيف لا تصلى ؟؟؟ اصلا آخر شئ تتركه الصلاة ،، لا ادرى كيف تتحمل الحياة دون صلاة ،، يعنى سبحان الله الصلاة الواحدة تأخذ من وقتك كم ؟؟ 5 دقائق .. أو 10 دقائق ،،، فى الخمس صلوات كم يعنى ؟؟ أي : 50 دقيقة ،،، أخى الكريم 50 دقيقه فى اليوم الواحد للصلاة ، ثم اكثر من 23ساعة لك ،، فقط 50 دقيقة لله عز و جل ،،، وكأن هذا الذي لا يُصلي يقول بلسان حاله : لابد أن ادخل النار ! حتى الـ 50 دقيقة ما أُعطيها لله !

الامر شديد اخوانى ،، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " العهد الذى بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر " ،،، رواه أحمد وأصحاب السنن ،، نعوذ بالله ،،
عن عبدالله بن شقيق العقيلى رضى الله عنه قال : كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة فقط ..
النبى صلى الله عليه وسلم يقول ": بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة "،،، رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة وأحمد .. . الأمر ليس بالسهل ..
هل يُعقل أن تصبر على أبنائك و هم لا يُصلون ،، ولا تصبر عليهم اذا لم يذهبوا للمدارس ،، انتبه الى نفسك ،، انتبه الى اهلك ،،،

هذه خمسة أقسام .. في أي قسم أنت ؟؟؟ أنت أدرى .. ولكني أُحب أن تكون من القسم الأول ،، أهل الخشوع ،، اجتهد ،،، وعلى قدر أهل العزم تأتى العزائم ..

الله المستعان

يزاج الله كل الخير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.