قريت هذا الدعاء وعيبني , واتمنى ما يكون موضوع مكرر
وروى الحافظ بإسناده عن الزهري، عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنهما قال: مر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم برجل ساجد وهو يقول فى سجوده: اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك من مظالم كثيرة لعبادك أو أى مظلمة ظلمتها لأحد في مال أو بدن أو عرض علمتُها أو لم أعلمها ولم أستطع أن أتحللها فأسألك أن ترضيه عني بما شئت وكيف شئت ثم تهبها لي من لدنك، إنك واسع المغفرة وبيدك الخير كله يارب ماتصنع بعذابي ورحمتك وسعت كل شئ فلتسعني رحمتك فإني شئ وأسألك يارب أن تكرمني برحمتك ولاتهني بذنوبي وما عليك ان تعطيني الذي سألتك يارب يا الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ارفع رأسك فقد غفر الله لك، إن هذا دعاء أخي شعيب عليه السلام
سبحانك اللهم اني كنت من الظالمين
آمين آمين آمين
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد قرأت هذا الدعاء في أحد الكتب، والذي أخبر بأنه دعاء مأثور، ولا أدري ما مدى صحته، يقول الدعاء: (اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك من مظالم كثيرة لعبادك قِبَلي، فأيما عبد من عبادك أو أَمَة من إمائك كانت له قبلي مظلمة ظلمتُها إياه من مال أو بدن أو عرض، علِمتُها أو لم أعلمها، ولم أستطع أن أتحللها، فأسألك أن ترضى عني بما شئت وكيف شئت، ثم تهبها لي من لدنك، إنك واسع المغفرة ولديك الخير كله يا رب). فما مدى صحة هذا الحديث؟ وهل يجوز الدعاء به؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب
بسم لله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فالجواب: لم أقف على هذا الحديث بهذا اللفظ، وهناك حديثان لفظهما قريب من لفظ هذا الحديث، أحدهما: ضعيف – وهو الأقرب لفظاً – والثاني: صحيح.
أما الحديث الضعيف فهو ما أخرجه ابن الجوزي في (العلل المتناهية 2/ 845) بسنده عن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال : "كنا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ دخل غلام فدعا بهذه الدعوات، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: لقد دعوت بدعوات ما دعا بهن أحد إلا استجيب له، وهو أن يقول: إني استغفرت وأسألك التوبة من مظالم كثيرة لعبادك قبلي، اللهم إنا خلق من خلقك، فمن كانت له قبلي مظلمة ظلمتها إياه في ماله، أو بدنه، أو عرضه، أو دمه، قد غاب، أو مات، نسيت أو حفظت عمدًا أو خطأ، قديماً أو حديثاً لا أستطيع أداءها إليه .."، وقال ابن الجوزي عقب هذا الحديث: (فذكر
حديثاً طويلاً. وهذا الحديث ليس بصحيح).
وأما الحديث الصحيح فهو ما جاء عن أبي هريرة وجابر بن عبد الله – رضي الله عنهم- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : " اللهم إني أتخذ عندك عهدا لن تخلفنيه، فإنما أنا بشر، فأي المؤمنين آذيته شتمته لعنته جلدته فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة ". أخرجه مسلم ح (2601).
وعن عائشة- رضي الله عنها- قالت: (قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أو ما علمت ما شارطت عليه ربي؟ قلت: اللهم إنما أنا بشر، فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة"). أخرجه مسلم (2600) .
عن سلمان- رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطب، فقال: "أيما رجل من أمتي سببته سبة أو لعنته لعنة في غضبي؛ فإنما أنا من ولد آدم أغضب كما يغضبون وإنما بعثني رحمة للعالمين فاجعلها عليهم صلاة يوم القيامة ". أخرجه أبو داود
(4659).
وعن عائشة-رضي الله عنها- قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه، يدعو حتى إني لأسأم له مما يرفعهما يدعو: اللهم فإنما أنا بشر، فلا تعذبني بشتم رجل شتمته أو آذيته". أخرجه أحمد (6/ 225). وفي سنده ضعف. والله –تعالى- أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
الله يغفر لما جميعا ياااااارب