تخطى إلى المحتوى

اسباب الزكام المزمن 2024.

الحساسية والتهاب اللوزتين المتكرر من أبرز أمراض الأطفال

الغد : د. مجدي عبد الكريم – استشاري الأنف والاذن – والحنجرة وتجميل الأنف- مع تطور وتقدم التكنولوجيا والأبحاث تغيرت كثيرا المفاهيم الحديثة لأمراض وجراحة الأنف والأذن والحنجرة للأطفال بسبب العديد من المكتشفات الحديثة.

عمّان

سنقوم في هذا الموضوع بعرض موجز للمفاهيم الحديثة للأمراض الشائعة والتطور في طرق علاجها.

انسداد الأنف والشخير

عند الاطفال توجد عدة اسباب لانسداد الانف والشخير وهي:

1- اللحميات خلف الأنفية: تتواجد في كافة الأطفال لكن عادة تعطي اعراضا على عمر 3-7 سنوات، مثل الرشح والزكام المستمر مع افرازات أنفية، الشخير والاختناق الليلي، التنفس من الفم، صعوبة التنفس والاختناق. في بعض الحالات تظهر اعراض صعوبة التنفس من الاشهر الاولى للولادة.

عادة تختفي اللحميات وحدها بعد عمر التسع سنوات في اغلب الحالات.

عادة ينصح بإزالة اللحميات اذا كانت هذه الاعراض مزعجة للطفل والاهل ولتجنب المضاعفات المحتملة عن نقص الاكسجين المزمن خاصة في حالات الاختناق المزمن وتوقف التنفس.

عادة ما تتم ازالة اللحميات اعتبارا من عمر السنتين، لكن اذا استدعت الضرورة فتتم ازالتها حاليا اعتبارا من عمر الستة أشهر.

2- انحراف الحاجز الأنفي: لا ينصح بإجراء أي تدخل جراحي قبل عمر 13 سنة للاناث وعمر 15 سنة للذكور (في السابق كان الحد الأدنى 18 سنة). والسبب أن نمو الأنف يعتمد على نمو الحاجز الأنفي وهذا يتوقف على الأعمار السابق ذكرها لكل جنس.

3- التهاب الجيوب الأنفية: عادة يكتمل نمو الجيوب في أعمار مختلفة، حيث أن أهمها لدى الأطفال هي الجيوب الغربالية التي تتواجد بين العينين وتنمو مبكرا على خلال السنوات الأولى من العمر. عادة التهاب هذه الجيوب ينتقل مباشرة الى العين وينصح بالتدخل المبكر قبل حدوث المضاعفات.

الجيوب الوجهية تكون نامية بوضوح اعتبارا من عمر 5-12 سنة، والتهابها يسبب افرازات أنفية مزمنة.

عادة يعالج الالتهاب الحاد بالطرق التحفظية، لكن اذا تكررت التهابات الجيوب فينصح بالعملية.

ظهرت حديثا تقنية عملية الجيوب الأنفية بالمنظار، وهي شكلت حلا جذريا لالتهابات الجيوب للاطفال، حيث يمكن الوصول الى كافة الجيوب من داخل فتحة الأنف الطبيعية دون الحاجة الى أي شق خارجي.

حاليا يتم اجراء هذه العملية اعتبارا من عمر الست سنوات والدخول الى الجيوب المصابة وتنظيفها.

التهاب اللوزتين المتكرر

تحتوي اللوزتان على خلايا لمفاوية لها دور في مناعة الطفل أثناء الحمل أول ستة أشهر من العمر. بعد عمر الستة أشهر لا يوجد لها أي دور في مناعة الطفل على عكس ما يتوهم عليه الناس.

أصبحت التهابات اللوزتين في ازدياد مع الزمن وتصيب خاصة الاعمار من 3-6 سنوات.

التهاب اللوزتين يؤدي الى ارتفاع الحرارة، صعوبة البلع وفقدان الشهية، تضخم غدد العنق وصعوبة التنفس. عادة من تدوم عدة أيام وتستجيب للمضاد الحيوي.

للأسف فإنه مع كثرة استعمال المضادات الحيوية أصبحت لدى أغلب الاطفال مقاومة لهذه المضادات والاستجابة ضعيفة، لذا فإنه في حالة تكرار هذه الالتهابات فينصح بإزالة اللوزتين.

من المضاعفات السيئة لالتهاب اللوزتين المتكرر:

أ- روماتيزم في القلب ومشاكل في صمامات القلب.

بي روماتيزم الكلى واحتمال تلفها.

ج- التهابات الاذن الوسطى.

ينصح بإزالة اللوزتين في الحالات التالية:

تكرار الالتهابات عدة مرات في السنة.

صعوبة التنفس والاختناق أثناء النوم.

التهابات الاذن الوسطى المتكررة.

والآن يتم اجراء استئصال اللوزتين اعتبارا من عمر السنتين، وإذا استدعت ضرورة ملحة كحالات الاختناق فيمكن ازالتها على عمر الستة أشهر.

تتنوع حاليا طرق ازالة اللوزتين وهي:

1- الطريقة العادية.

2- الكيّ.

3- الكوبليشن.

4- الليزر.

باختصار فإن كافة الابحاث العلمية والدراسات أثبتت أنه لا يوجد فرق كبير وجوهري بين بين كافة الطرق السابقة، والفروقات بسيطة لكن تقوم شركات الأجهزة بتضخيمها للدعاية من ناحية تجارية والنتيجة واحدة، وما تزال الطريقة العادية هي الأكثر شيوعا لدى دول الشرق الأوسط، وطريقة الكيّ هي الاكثر شيوعا في الدول الغربية.

التهابات الأذن الوسطى

يحدث التهاب الأذن الوسطى بكثرة عند الأطفال وخاصة في موسم الشتاء وذلك بسبب انتقال الالتهاب مباشرة الى الأذن عبر قناة أستاكيوس، التي تربط بين الأذن والأنف.

والأعراض هي: ألم شديد في الأذن وصداع مع حرارة عالية، لكن الطفل الصغير عادة يعبر عن ذلك بـ: البكاء الشديد والهياج، اضرابات النوم، ضعف الرضاعة، حكة في الأذن، قلة شهية الأكل وقلة النوم.

عادة يدوم الالتهاب عدة أيام وينتهي بخروج الصديد بعد انثقاب طبلة الأذن.

في حالة تكرار هذه الالتهابات، ينصح بعلاجها لتجنب المضاعفات وهي: ضعف السمع، تأخرالنطق، ثقب دائم في طبلة الأذن وبقاء السوائل في الأذن الوسطى.

عندما يكبر الطفل وفي حالة تكرار الالتهابات وعدم علاجها بالشكل الصحيح، ينتج ثقب دائم في طبلة الأذن مسببا نقصا في السمع وتكرار دخول المياه من الخارج إلى الأذن الوسطى مما يسبب التهاب الأذن الوسطى المزمن.

العلاج: في حالة الالتهاب الحاد يعطى الطفل مضادا حيويا مناسبا لمدة اسبوع الى عشرة أيام.

في حالة تكرار الالتهابات أو بقاء السوائل لفترة طويلة أو حصول أية مضاعفات، ينصح بوضع انابيب تهوية في غشاء الاذن الوسطى لشفط السوائل للتهوية ولمنع تكرار الالتهابات وتحسين السمع.

هذه الأنابيب تبقى عدة أشهر وتخرج وحدها من الأذن.

في حالة وجود ثقب في طبلة الأذن، فيتم حاليا اجراء عملية لرقعه اعتبارا من عمر الست سنوات (بينما سابقا كانت لا تتم الا بعد عمر 18 سنة) لمنع تكرار الالتهابات وتحسين السمع.

في حالة تشخيص تسوس الأذن، فلا بد من التدخل الجراحي وتنظيف العظام الصدغية بغض النظر عن العمر لتجنب المضاعفات الخطيرة للتسوس.

ضعف السمع

عند الولادة: أصبح الآن روتينيا اجراء تقييم مبدئي للسمع لكافة المواليد بواسطة جهاز قياس ذبذبات القوقعة. اذا أظهر الفحص أي خلل في السمع فيتم مباشرة اجراء الفحص السمعي الدماغي لتحديد مقدار نقص السمع وبدء مرحلة التأهيل.

خلال السنوات الأولى من العمر وعند ملاحظة أي نقص في السمع، يتم تقييم السمع بواسطة أجهزة خاصة ولتحديد مقدار النقص بالضبط يتم عمل الفحص السمعي الدماغي.

عادة اذا كان نقص السمع توصيليا (خلل في الاذن الوسطى)، فإن الطفل حتما يستفيد من التدخل الجراحي. أما اذا كان فقدان السمع عصبيا (خلل في الأذن الداخلية أو العصب السمعي) فيتم في هذه الحالة تركيب سماعات طبية. توجد حاليا سماعات صغيرة وقوية ذات تكنولوجيا ديجتال عالية الجودة.

حاليا يتم اجراء عملية زراعة القوقعة لحالات فقدان السمع الكلي أو الشديد غير المستجيب للسماعات.

ملاحظات عن زراعة القوقعة: يتم اجراء هذه العملية اعتبارا من عمر السنة ولغاية العشر سنوات، وهي مكلفة وبحاجة الى تأهيل مدة 6-12 شهرا. في الحالات المنتقاة تعطي نتائج قوية وتجعل الطفل المعاق سمعيا ينخرط في المجتمع.

حساسية الأنف

تظهر كأعراض مترابطة كرشح وزكام وعطاس مستمر مع افرازات أنفية وحكة مستمرة. تسبب أيضا انسدادا للأنف وشخيرا في بعض الحالات الشديدة.

من أهم المضاعفات المحتملة التهاب الجيوب الأنفية المزمن والتهاب الأذن الوسطى.

في عشرين بالمائة من الحالات يصاحبها التحسس الجلدي والازمة الصدرية.

تظهر عادة في مختلف اعمار الطفل. عادة يكون العامل الوراثي واضحا جدا به حيث يعاني احد أو كلا الوالدين من الحساسية ايضا. يصيب الاولاد اكثر من البنات وخاصة المولود الاول وكذلك يكثر في العائلات التي تربي الكلاب والقطط. حوالي سبعين بالمائة من المواد التي يتحسس منها الاطفال هي مواد غذائية.

عادة ما تختفي الاعراض مع الزمن، لكن تبقى بعض الحالات كحساسية مزمنة الى الكبر.

العلاج يكون عادة تحفظيا عند الأطفال بتجنب المحسسات المحتملة، ويعطى الطفل شرابا وبخاخات خاصة مضادة للحساسية ولا ينصح بالتدخل الجراحي.

في بعض الحالات، يتم اجراء فحص للحساسية عن طريق الجلد لمعرفة نوعية المحسسات لتجنبها.

هنالك علاج للحساسية عن طريق الأجسام المضادة وتعطى شهريا تحت اللسان بالفم، ولكنها مكلفة ماديا وفترة العلاج قد تمتد الى ثلاث سنوات.

العلاج بالأجسام المضادة يمكن اعطاؤه اعتبارا من عمر الخمس سنوات لحالات الحساسية والأزمة الصدرية وهنالك العديد من الدراسات التي تظهر فاعليته.

تسلمين اختي على الموضوع المفيد

شكرا جزيلا اختي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.