وقد يكون مُحقا بعض الشيء …فالنفس أمارة بالسوء ..
والشيطان يبكي كلما سجدنا , ويبذل قُصارى جهده لكي يلهينا عن الصلاة ويبعدنا عنها ,
أو يُفسدها علينا بالوسوسة .
إلا أن هذا القائل :
• ربما نسي أنها كانت خمسين ثم خففها الله تعالى بفضله إلى خمس ، ومع ذلك فهو – جل جلاله- يعطينا ثواب الخمسين صلاة .
• كما أن عمر الإنسان ليس أبدي ، فمن يدري متى ينتهي عمره ، وإلى متى سيظل يصلي؟
إن الملل والسأم ينتجان عن الشعور بأن الإنسان سيقوم بنفس العمل إلى الأبد .
• وهل أداء هذه العبادة يتم بدون نفع أو جدوى؟
إن الصلاة لقاء مع صانعك الذي ينقيك ويصونك خمس مرات على الأقل لتظل سليماً من الناحية البدنية والنفسية .
كما أنها غذاء وضياء لمنزلك الذي لابد أن تصير إليه وهو القبر
وهي نور على الصراط المستقيم الذي لابد وأنك سائر عليه
كما أنها مفتاح دخولك الجنة ، لأنها الوعاء الذي يحوي حسناتك وأعمالك الصالحة ،
وهي الفرق بينك وبين الكافر….فهل هي زهيدة الأجر؟
إذا وعدك أحد بمبلغ ألف دولار مقابل عمل تؤديه ،
ألا تقضي الوقت الطويل بكل جد واجتهاد لكي تنجزه ، رغم أن هذا الذي وعدك قد يُخلف وعده؟!!!
فكيف فمن لا يُخلف الميعاد الذي وعدك برضوانه وجنة عرضها السماوات والأرض ، ونعيم أبدي خالد ، مقابل هذه الوظيفة اللطيفة التي تريح روحك وجسدك في الدنيا والآخرة ؟!!!
• كما أن هذا الفتور قد ينتج عن كثرة المشاغل الدنيوية ، والسعي وراء الرزق …. فهل خُلقنا للدنيا فقط حتى نبذل كل جهدنا لها؟؟
ألم يقل ربنا عز وجل:" فإذا قُضيَتِ الصلاةُ فانتَشِروا في الأرضِ وابتغوا من فضلِ الله "؟!!
ثم ألم يقل ربنا جل جلاله : " وَأمُر أهلك بالصلاة واصطبِر عليها ، لا نسألُك َرِزقا ًنحن نرزقك"؟!!!
إن هذا الملل نقطعه بالخشوع في الصلاة والشعور بأننا في لقاء حقيقي مع الخالق الرازق الحنَّان المنَّان ، وأنه مُقبل علينا بوجهه الكريم ما لم نلتفت ، وأنها فُرصة عظيمة لكي نشكوإليه همنا ،ونستعين به على أمورنا، ونطلب منه ما نريد في السجود .
أو نتخيل أننا نصلي أمام الكعبة ، أو في حِجر إسماعيل ، أو في الروضة الشريفة بالمسجد النبوي ،
كما يمكننا – من وقت لآخر – ان نغير مكان الصلاة ، وملابس الصلاة ،وسجادة الصلاة ، والسور التي نقرؤها بعد الفاتحة ، ونتعطر بعطر قريب إلى نفوسنا ،ونعتبر فترة الصلاة وقت استراحة من الدنيا وشواغلها ، ومشاكلها …. فإن هذا مما يبعث في النفس السرور والراحة .
وأخيراً
فلتعلم أن الأمس قد فات ،
وأن الغد لم يأتِ بعد ،
وليس لديكَ عهد بأنك تملكه ،
لذا فإن عمرك الحقيقي هو اليوم ،
وأقل القليل أن تُنفق أقل من ساعة في اتصال برب السماوات والأرض،
الملِك ، الرزاق ذو القوة المتين ؛ تضمن بها- إن شاء الله- السعادة في الدنيا والآخرة ….. ولك الساعات الثلاث والعشرون الباقية تفعل فيها ما تشاء ،
فهل هذا قليل؟!!!!!
إذن ، فاستعِن بربك بدعاء حبيبك صلى الله عليه وسلم : " اللهم أعِنِّي على ذِكركَ وشُكركَ وحُسنِ عبادتك" ،
والدعاء:
"اللهم يا قوي قوِّى قلبي ، وبدني على طاعتك "
ولتعلم أن الصلاة عماد الدين ، فمن أقامها أقام الدين ، ومن هدمها هدم الدين والعياذ بالله.
أعاننا الله وإياك على إقامة الدين ونُصرته ، إنه على كل شيء قدير.
جزاك الله خير إختي
جزاك الله كل خير