إن الإمساك أو أعراض الإمساك تصيب الأطفال وكبار السن بنسب عالية، فمعظم الذين يعانون من الإمساك يهملون ذلك أو يداوون أنفسهم بأنفسهم عن طريق الصيدليات أو الوصفات الشعبية. قلة قلبلة من هؤلاء يتم تحويلهم إلى اختصاصي الجهاز الهضمي في حال تفاقم حالتهم الصحية وحصول المضاعفات الكثيرة. أسباب منهجية وعضوية هضمية يجب توضيحها.
كما للأسباب العضوية هناك الأسباب النفسية التي تلعب دورا في نشوء الإمساك أيضا.قسم لا يستهان به من المشاكل العلاجية مثل علاج حالات الإمساك عند الأطفال المصحوبة بتبرز غير إرادي.
الإمساك التدريجي عند الصبايا، صعوبات التبرز كنتيجة لخلل في عمل فتحة الشرج والمستقيم، الإدمان على المسهلات والإمساك عند كبار السن.
عندما يقول الشخص " أنا أعاني من الإمساك " فإما أن يكون قلقا أو أن لديه شعور بعدم الرضا من ناحية عمل أمعائه أو أنه يعتقد بأن هناك خللا في عمل قولونه كما أن مصطلح الإمساك هو مختلف بين الشعوب. فمن الضروري معرفة ما يعني كل مريض من أقواله. عادة يستعمل المصطلح ليشمل عدة أعراض ومعظم الأعراض الموصوفة هي صعوبة الإخراج وعدم الإنتظام.
انتشار أعراض المرض:
إن نسبة الشكوى من آلام البطن التي تختفي مع تبرز صلب والشعور بعدم التفريغ الكامل تصل نسبتها من 5% – 30%. التبرز بمعدل أقل من 3 مرات في الأسبوع 4% والتبرز مرتين أسبوعيا من 1% إلى 2% . في الولايات المتحدة الأمريكية 3.4% من السكان يتناولون المسهلات على الأقل مرة واحدة شهريا بينما الذين يبلغون سن 65 سنة فما فوق 6.8% يتناولون أدوية المسهلات 10 مرات في الأسبوع وكذلك الحقن الشرجية. أما في بريطانيا 22.6% من النساء و 11.6% البالغين من العمر 60- 69 سنة من الرجال يستعملون مسهلات ضد الإمساك أكثر من 25% منهم يتناولون أكثر من مرة أسبوعيا.
التعريف العلمي الطبي لمصطلح الإمساك:
إن توفرت صفتين أو أكثر من الصفات التالية:
1- التبرز بصعوبة في 25% من الحالات.
2- تيبس البراز في أكثر من 25% من الحلات.
3- عدم اكتمال التبرز في أكثر من 25% من الحالات.
4- التبرز مرتين في الأسبوع أو أقل من ذلك.
الأسباب المرضية:
1- عوامل عامة
2- عوامل تشريحية للقولون تؤثر على الوظائف
3- خلل في عملية التفريغ
4- عوامل نفسية
عند التحدث عن المسببات العامة، يتبادر للذهن العادات الدراجة في تناول الطعام عند الشعوب طباع أمور التغذية مثل فقر الطعام للألياف الطبيعية وقلة تناول الطعام والكسل العام وعدم الإهتمام في الذهاب إلى الحمام في مواعيد ثابتة.
ومن العوامل الخارجية التي تسبب الإمساك هو تناول بعض الأدوية التي تسبب الإمساك.
بعض العوامل المرضية التي تسبب الإمساك أيضا كسل إفراز الغدة الدرقية وزيادة الكالسيوم في الدم ومرض البورفيريا ومرض السكري والسمنة وارتخاء القولون والزيادة في طوله.
من الأسباب العصبية مرض الباركنسون، ملتيبل سكلروزز أو التصلب المتعدد ، تلف في الحبل الشوكي، تلف أعصاب الحبل الشوكي لأسفل العمود الفقري، أمراض ضعف الأعصاب.
ومن المسببات النفسية تعرض المريض للإكتئاب أو فقدان الشهية والتقيؤ المستمر، مرض الخوف من
الإصابة بأمراض خطيرة (Phobia).
الأسباب المنسوبة لخلل في الجهاز الهضمي:
1- انسداد في الأمعاء بسبب بعض الأطعمة الغير مهضومة أو أورام خبيثة أو غير خبيثة داخل القولون أو خارجه.
2- نقص خلقي في عدم تكون أعصاب في جزء من القولون.
3- مرض في عضلات جدار الأمعاء ومرض خلل عصبي.
4- ميجاكولون.
5- تضيق خلقي في فتحة الشرج وخلل في عضلة الشرج.
6- تضيق شرجي وقرحة شرجية وغيرها كثير.
وظائف القولون:
يحتوي القولون في الغالب بقايا الطعام الغير قابلة للهضم، ماء، أملاح، بكتيريا وغازات.
فالأطعمة التي لم يتم امتصاص مهضومها والتي تعبر من المعي الدقيق إلى القولون عبر صمام الأعور تحتوي مواد كربوهيدراتية مقاومة للهضم والإمتصاص بواسطة المعي الدقيق.
احتواء القولون لكمية وافرة من الألياف يساعد على امتصاصها للماء ويمنع التخمرات ويساعد على تقصير مدة عبور هذه الفضلات (البراز) إلى الشرج. إن مكوث هذه الفضلات ولمدة أطول داخل القولون يسهل على القولون امتصاص الماء والأملاح وبالتالي يؤدي إلى صلابة البراز، كما أن قطر القولون له دور وكلما كان أكبر كلما زادت فترة مكوثه وبالتالي مروره عبر المستقيم، والوضع كذلك كلما زاد طول القولون كلما زادت فترة مرور الفضلات إلى الخارج.
لقد تم قياس عرض القولون الطبيعي وتبين أنه يساوي 6.5 سم في الظروف الطبيعية، هذا ويمكن تقسيم مرض الإمساك إلى فريقين ، فريق بقولون طبيعي ويعانون من الإمساك وفريق بقولون عريض في منطقة القولون الأسفل والمستقيم.
حركة القولون:
وظائف عضلات القولون:
1- تباطؤ مرور محتويات القولون لإفساح المجال لإمتصاص الماء.
2- إفساح المجال للقولون لأن يكون عضوا حافظا للفضلات لفترة ما بين كل تبرز وآخر.
3- دفع الفضلات باتجاه فتحة الشرج.
خلل عمل صمام الشرج:
في حالة العمل الطبيعي لعملية الخروج من فتحة الشرج يتم ارتخاء عضلات فتحة الشرج والتي تتم بطريقة أمواج حركية لعضلات القولون حتى تصل إلى عضلات الشرج عبر القولون الأيسر والمستقيم وتتم هذه العملية بواسطة ارتفاع ضغط الدفع داخل القولون في حالة الجلوس بمساعدة الضغط الإرادي للشخص.
الإمساك عرض لأمراض أخرى:
1- كسل افرازات الغدة الدرقية.
2- مضاعفات مرض السكري.
3- زيادة مستوى الكالسيوم في الدم.
4- انسداد في مواقع مختلفة في الأمعاء.
5- مرض ضمور العضلات وخاصة في الجهاز الهضمي.
6- فقدان الوعي.
7- مرض الباركنسون (الرعاشي).
8- التصلب المتعدد Multi Sclerosis .
9- أورام أو مسببات أخرى على النخاع الشوكي.
10- نقص خلقي عصبي في إحدى أقسام القولون.
11- استعمال بعض العلاجات التي تؤدي للإمساك مثل المسكنات وبعض أدوية الأمراض النفسية وأدوية معادلة الحموضة المحتوية الكالسيوم والألمنيوم.
من هنا نرى أن مسببات الإمساك كثيرة وعلى الطبيب المعالج إيجاد السبب المباشر الذي أدى إلى نشوء الإمساك عند مريضه وهناك بالطبع وسيلة تشخيصية لكل مسبب من هذه المسببات حتى يتمكن الطبيب من علاج هذه الحالة المرضية.
العلاج الطبي:
الغالبية العظمى من الناس تعلموا منذ الصغر على أن التخلص من الفضلات في الأمعاء أمر ضروري للمحافظة على الصحة وتجنب نشوء الأمراض ومضاعفاتها، كما أن المحافظة على الصحة ولتجنب نشوء الأمراض ومضاعفاتها. كما أن المحافظة على الإلتزام بمواعيد الإخراج أمر ضروري لذلك.
والعامل الرئيسي في التخلص من الإمساك المتسبب من العادات السيئة في تناول الطعام أي الوجبات الخالية من الألياف الطبيعية وعدم تناول كمية وافرة من السوائل، هو نصح هؤلاء المرضى بالإكثار من تناول الألياف الطبيعية الموجودة في خبز القمح الكامل والحبوب الأخرى وكذلك تناول كمية وافرة من الخضراوات الغنية بالألياف والفواكه الطازجة. إن تناول 20 غم من الألياف الطبيعية تزيد من سرعة مرور الفضلات في الأمعاء وتقلص مدة مكوثها داخله وتزيد من وزن البراز على الأقل 30 – 60 غرام وتزيد من عدد مرات الإخراج اليومي مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيا.
أما بالنسبة للمرضى الذين يتعذر عليهم تناول هذه الكميات من خلال الأطعمة فينصح لهم بتناول الملينات ذات المنشأ الطبيعي مع الأخذ بعين الإعتبار أن هذه المواد لها فعالية محدودة في علاج الإمساك المزمن لذلك يجب تشجيع المرضى لتناول الألياف من خلال الغذاء. وهناك مواد فعالة في علاج الإمساك مثل السكريات الغير قابلة للإمتصاص وهي سكريات مصنعة لا يتم امتصاصها في الأمعاء الدقيقة ولكن يتم معالجتها في القولون وتحويلها إلى أحماض دهنية، هيدروجين وثاني أكسيد الكربون حيث يتم خفض قلوية البراز.
ملح المغنيسيوم: لا يتم الامتصاص في الأمعاء ويحافظ على كمية السوائل في الأمعاء الغليظة وبالتالي الإسهال، يجب الحذر من تناوله عند الأطفال وعند مرضى الكلى، أما بالنسبة لتناول المسهلات الأخرى والتي تحتوي على الكسكارا والِسنا وفرنجلا فهي مستحضرات لا ينصح باستعمالها يوميا وإنما على الأكثر مرة أسبوعيا لأن لها مضاعفات مؤذية لخلايا الأمعاء الغليظة.
الحقن الشرجية والتحاميل الشرجية: لا بأس باستعمال التحاميل الشرجية في علاج بعض حالات الإمساك التي بدورها تؤدي إلى ارتخاء عضلات الشرج وبالتالي إلى الإخراج. أما الحقن الشرجية فيجب الحد من استعمالها لأنها تشكل خطرا على خلايا المستقيم وقد تؤدي إلى خرق جدار الأمعاء وبالتالي تعريض حياة المريض للخطر.
العلاج بواسطة تحسين فلورا الأمعاء: ثبت في الوجه القاطع أن هذا الأسلوب هو من أنجح الأساليب العلاجية من خلال تحسين وضع البكتيريا النافعة.
تنظيف القولون مع علاج الفلورا آخر الأبحاث في هذا المجال بينت نجاعة هذه الأساليب في علاج الإمساك المزمن والغازات الزائدة والقولون العصبي.
د. فيصل عودة
استشاري أول أمراض باطنية
وجهاز هضمي وكبد