الاستيقاظ إلى ما بعد منتصف الليل يساعد على التفكير الجيد
لندن – خاص:
جاء في الأمثال أن النوم باكراً والنهوض باكراً يكسبان المرء صحة وثراء وحكمة. وعليه فقد يكون من المفيد أن تحرص على أن تأوي إلى الفراش مبكراً لتنهض من النوم مبكراً فتصبح قوياً غنياً ذكياً – أو "باكر تسعد" كما يقول المثل العربي.
بيد أن ثمة دراسات تشير إلى أنه إذا أردت أن تتحلى بمزيد من الحكمة يلزمك حقاً أن تظل مستيقظاً حتى العاشرة ليلاً على أقل تقدير! حيث يفترض أن يكون هذا هو الوقت الأمثل للنوم وفقاً لما ورد في تلك الأبحاث.
وتوصل المسح الذي شمل 1445 فرداً من البالغين إلى أن حوالي ثلث المشمولين في المسح يشعرون بأنهم يضعون أروع خططهم بعد منتصف الليل.
وبالمقابل وبرغم ما يسود من اعتقادات لدى العديد من المديرين فإن إمضاء وقت النهار في المكتب لا يفضي إلى التوصل إلى أفكار ضئيلة القيمة أو عديمتها. أما فترة ما بعد الظهيرة والتي يمضيها معظم الناس في مواقع العمل فهي الفترة التي يشعر فيها 98% ممن تم استطلاع آرائهم بأنهم يكونون في أسوأ حالاتهم من حيث الدافعية للعمل واستلهام الرؤى والأفكار.
ويزداد "الجفاف الفكري" وانطفاء جذوة الإبداع سوءاً خلال فترة الدوام العادي التي تمتد من الساعة التاسعة صباحاً حتى الخامسة عصراً ويصل السوء إلى أبعد مدى له في الساعة 4:33 عصراً.
ورداً على سؤال عن الأساليب المستخدمة لتجديد روح الإبداع والابتكار أجاب 44% من المشمولين في المسح بأنها تتمثل في الاستحمام.
ولعل من سوء طالع البشرية أنه حتى عندما تخطر لدينا بالفعل تجليات نبوغ ونباهة فإن الضياع الأبدي يكون مصيراً لأكثر من نصف أفكارنا. وعندما تحين لحظة الإلهام فإن 58% منا يخفقون في تدوين أفكارهم والمبادرة إلى تسجيلها فتتسرب على الفور وتتسلل إلى عالم النسيان وفقاً لما ورد في الاستطلاع.
وكانت النساء أفضل حالاً من الرجال فيما يتعلق بتدوين الأفكار بحيث تصبح ذخراً للأنجال والقادم من الأجيال.
مشكورة فديتج على المعلومات اليديدة علي ^^
والله كلامك ما زادني إلا إجلالا لسنن الرسول محمد صلً الله عليه وسلم ومنها قيام الليل والقيلولة في الظهيرة سبحان الله وهو ما استخلصته من موضوعك اللي أتى من دراسات غربية نحن نعرفها من 1400 سنة…
أظهرت البحوث العلمية الحديثة أن مواقيت صلاة المسلمين تتوافق تماما مع أوقات النشاط الفسيولوجي للجسم، مما يجعلها وكأنها هي القائد الذي يضبط إيقاع عمل الجسم كله.
وقد جاء في كتاب " الاستشفاء بالصلاة للدكتور " زهير رابح: " إن الكورتيزون الذي هو هرمون النشاط في جسم الإنسان يبدأ في الازدياد وبحدة مع دخول وقت صلاة الفجر، ويتلازم معه ارتفاع منسوب ضغط الدم، ولهذا يشعر الإنسان بنشاط كبير بعد صلاة الفجر بين السادسة والتاسعة صباحا، لذا نجد هذا الوقت بعد الصلاة هو وقت الجـد والتشمير للعمل وكسب الرزق، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي وابن ماجة والإمام أحمد: " اللهم بارك لأمتي في بكورها"، كذلك تكون في هذا الوقت أعلى نسبة لغاز الأوزون في الجو، ولهذا الغاز تأثير منشط للجهاز العصبي وللأعمال الذهنية والعضلية، ونجد العكس من ذلك عند وقت الضحى، فيقل إفراز الكورتيزون ويصل لحده الأدنى، فيشعر الإنسان بالإرهاق مع ضغط العمل ويكون في حاجة إلى راحة، ويكون هذا بالتقريب بعد سبع ساعات من الاستيقاظ المبكر، وهنا يدخل وقت صلاة الظهر فتؤدي دورها كأحسن ما يكون من بث الهدوء والسكينة في القلب والجسد المتعبين.
بعدها يسعى المسلم إلى طلب ساعة من النوم تريحه وتجدد نشاطه، وذلك بعد صلاة الظهر وقبل صلاة العصر، وهو ما نسميه "القيلولة" وقد قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن ماجة عن ابن عباس " استعينوا بطعام السحر على الصيام، وبالقيلولة على قيام الليل" وقال صلى الله عليه وسلم: " أقيلوا فإن الشياطين لا تقيل " وقد ثبت علميا أن جسم الإنسان يمر بشكل عام في هذه الفترة بصعوبة بالغة، حيث يرتفع معدل مادة كيميائية مخدرة يفرزها الجسم فتحرضه على النـوم، ويكون هذا تقريبا بعد سبع ساعات من الاستيقاظ المبكر، فيكون الجـسم في أقل حالات تركيزه ونشاطه، وإذا ما استغنى الإنسان عن نوم هذه الفترة فإن التوافق العضلي العصبي يتناقص كثيرا طوال هذا اليوم،
ثم تأتي صلاة العصر ليعاود الجسم بعدها نشاطه مرة أخرى ويرتفع معدل "الأدرينالين" في الدم، فيحدث نشاط ملموس في وظائف الجسم خاصة النشاط القلبي، ويكون هنا لصلاة العصر دور خطير في تهيئة الجسم والقلب بصفة خاصة لاستقبال هذا النشاط المفاجئ، والذي كثيرا ما يتسبب في متاعب خطيرة لمرضى القلب للتحول المفاجئ للقلب من الخمول إلى الحركة النشطة.
وهنا يتجلى لنا السر البديع في توصية مؤكدة في القرآن الكريم بالمحافظة على صلاة العصر حين يقول تعالى [ حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين ] (البقرة 238)، وقد ذهب جمهور المفسرين إلى أن الصلاة الوسطى هنا هي صلاة العصر، ومع الكشف الذي ذكرناه من ازدياد إفراز هرمون " الأدرينالين" في هذا الـوقت يتضح لنا السر في التأكيد على أداء الصلاة الوسطى، فأداؤها مع ما يؤدي معها من سنن ينشط القلب تدريجيا، ويجعله يعمل بكفاءة أعلى بعد حالة من الخمول الشديد ودون مستوى الإرهاق، فتنصرف باقي أجهزة الجسم وحواسه إلى الاستغراق في الصلاة، فيسهل على القلب مع الهرمون تأمين إيقاعهما الطبيعي الذي يصل إلى أعلاه مع مرور الوقت.
ثم تأتي صلاة المغرب فيقل إفراز "الكورتيزون" ويبدأ نشاط الجسم في التناقص، وذلك مع التحول من الضوء إلى الظلام، وهو عكس ما يحدث في صلاة الصبح تماما، فيزداد إفراز مادة "الميلاتونين" المشجعة على الاسترخاء والنوم، فيحدث تكاسل للجسم وتكون الصلاة بمثابة محطة انتقالية.
وتأتي صلاة العشاء لتكون هي المحطة الأخيرة في مسار اليوم، والتي ينتقل فيها الجسم من حالة النشاط والحركة إلى حالة الرغبة التامة في النوم مع شيوع الظلام وزيادة إفراز "الميلاتونين"، لذا يستحب للمسلمين أن يؤخروا صلاة العشاء إلى قبيل النوم للانتهاء من كل ما يشغلهم، ويكون النوم بعدها مباشرة، وقد جاء في مسند الإمام أحمـد عن معاذ بن جبل لما تأخر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة العشاء في أحد الأيام وظن الناس أنه صلى ولن يخرج" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعتموا بهذه الصلاة ـ أي أخروها إلى العتمة ـ فقد فضلتم بها على سائر الأمم ولم تصلها أمة قبلكم"
ولا ننسى أن لإفراز الميلاتونين بانتظام صلة وثيقة بالنضوج العقلي للإنسان، ويكون هذا الانتظام باتباع الجسم لبرنامج ونظام حياة ثابت، و لذا نجد أن الالتزام بأداء الصلوات في أوقاتها هو أدق أسلوب يضمن للإنسان توافقا كاملا مع أنشطته اليومية، مما يؤدي إلى أعلى كفاءة لوظائف أجهزة الجسم البشري.
فسبحان الله العلي العظيم