الحمى القرمزية أحد الأمراض التي تصيب الأطفال والمراهقين نتيجة الإصابة ببكتيريا ستربتوككس في الحلق أو الجلد، وهو من الأمراض المعدية سريعة الانتشار، ويتميز بظهور طفح جلدي واسع يبدأ في الرقبة والوجه دون أن يشمل ما حول الفم، وينتقل إلى الصدر والبطن ومن ثم باقي أجزاء الجلد في الجسم.
المرض والمعاناة
* تبدأ إصابة الطفل بارتفاع عال في درجة حرارة الجسم وباحمرار الحلق وانتفاخ الغدد اللمفاوية في الرقبة. ويبدو الطفح الجلدي أشبه ما يكون بحروق التعرض للشمس كانتفاخ صغير ذي طبقة رقيقة يحوي سائلاً أصفر اللون شفاف القوام، وهي تثير لدى الطفل الرغبة في حكها وتقشيرها. كما أن بعض المناطق كالإبط وباطن مفصل المرفق تظهر فيها خطوط حمراء، والأماكن التي يبدو فيها الطفح الجلدي تتميز بأن اللون الأحمر فيها يزول مؤقتاً بفعل الضغط عليها بالأصبع مثلاً. والطفح بالوصف المتقدم هو أهم ما يميز المرض ويساعد في التشخيص إضافة إلى علامات أخرى كاحمرار الحلق وارتفاع درجة الحرارة وانتفاخ الغدد اللمفاوية.
وتبدو على الطفل المصاب آثار المرض والتعب والإجهاد وتتدنى شهيته للأكل وربما عانى من التقيؤ أو الغثيان، وبفحص الحلق تبدو اللوزتان ومناطق الحلق الخلفية كلها شديدة الحمرة مع ظهور بقع بيضاء أو حتى صفراء اللون، أو أنها تكون مغطاة بالكامل بطبقة بيضاء. كما يتغير لون اللسان حينما تغطيه طبقة بيضاء تزول مع الوقت ليغدو لونه شديد الحمرة ثم تتقشر هذه الطبقة. ويظهر الطفح في اليوم التالي لانتقال البكتيريا إلى الشخص السليم وقد تصل فترة حضانة المكروب في الجسم إلى سبعة أيام يظل المصاب فيها قادراً على التسبب في عدوى من حوله. وتبقى الحرارة ترتفع وتنخفض مدة تتراوح ما بين 3 إلى 5 أيام، كما أن الطفح يختفي حوالي اليوم السابع من الإصابة، اما تقشير بعض مناطق الجلد المصابة فقد يستغرق عشرة أيام، بينما لو تناول المصاب المضاد الحيوي المناسب فإن الأمر برمته يزول في غضون أسبوع.
السبب والوقاية
* تتسبب بكتيريا ستربتوككس من نوع إيه في هذا المرض من خلال إفرازها لبعض المواد السمية أثناء نموها في الحلق أو نادراً أثناء نموها في الجلد، وتؤدى هذه السموم حال انتشارها في الدم إلى ظهور الطفح الجلدي كردة فعل من أنواع الحساسية. والغريب أن بعض الأطفال لديهم هذه الحساسية وبعضهم لا، لذا ربما أُصيب أخوان بنفس البكتيريا في الحلق لكن واحداً يظهر عليه الطفح أما الآخر فلا. تصعب الوقاية من بكتيريا هذه الحمى، لكن تجنب من أُصيب بها هي أفضل الوسائل، فالمريض عليه أن لا يستخدم نفس أدوات الأكل أو الشرب التي يستخدمها باقي أفراد الأسرة، ويجب غسل ما يستخدمه من ملاعق أو أطباق بعناية شديدة عبر استخدام الماء الساخن والصابون، ولو كان الصابون مما يحوي مواد معقمة للبكتيريا كان أفضل، ونفس الصابون المعقم يفضل استخدامه من باقي أفراد الأسرة حتى يتم شفاء المصاب في المنزل لأن المريض سريع العدوى والانتشار. كما أن هناك حالات يكون فيها الطفل ناقلاً للبكتيريا دون أن تظهر عليه أعراض، وهو ما يكون في ما بين 15 إلى 20% من الأطفال في المدارس مثلاً. النظافة اذن هي أساس الوقاية.
العناية المنزلية والطبية
* حينما يصاب الطفل بالحمى القرمزية نتيجة التهاب الحلق بالبكتيريا فإن من الحكمة عزل الطفل عن باقي أفراد الأسرة خاصة لو كان المصاب رضيعاً، وعدم مشاركته باقي أفراد الأسرة في الأدوات الشخصية والمستخدمة في الأكل أو الاستحمام أو اللعب وغيرها من وسائل الوقاية.
شكراً لطارحة الموضوع