للشيخ / سالم بن سعد الطويل حفظه الله
الحمد لله وكفى والصلاة على رسوله الذي اصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد، فما ابتليتْ به الأمة اليوم من البلاء العظيم أن تصدر وسائل الإعلام دعاة لا حظ لهم في العلم الشرعي ولا رغبة لهم في تعلمه وتعليمه بل سرهم ما هم عليه وحاربوا العلم وأهله بلسان المقال تارة وبلسان الحال تارات.
وإن من أوجب الواجبات على كل مسلم أن يكون ناصحاً لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.
ورأيت أن أساهم بسهم في التحذير من بعض من تسلق الدعوة إلى الله على حين غفلة من الناس وتصدر مجالس الوعظ والتعليم والتدريس وهو قد يحسن كل شيء إلا العلم فهو في غاية الجهل والضلال وهو بحق مفلس من العلم لا يضبط أوضح المسائل ولا يدرك أصول الدين والإيمان وإليك أخي القارئ -سلمك الله من شرور هؤلاء- بعضاً من مقاطع وأقوال لأحد المشاهير لتقف على بعض الحقائق ومنها تدرك أن هذا المفلس لا يصلح لمقام قد دخله زوراً وبهتاناً فلقب نفسه «الداعية الإسلامي».
وقبل البدء أحب أن أنبه بأني سأنقل كلامه نصاً وبلهجته العامية «المصرية» التي تعمد أن يتكلم بها معرضا عن اللغة العربية الفصحى، (لغة القرآن والسنة) لأنه لا يحسنها هذا من وجه ومن وجه آخر استطاع أن يكسب أكبر قدر من المعجبين والمستفيدين ممن هم على شاكلته الذين اعتبروا كلامه باللهجة العامية من أسباب نجاحه لأنه يتكلم بلغة مبسطة أسهل للفهم.
وفي الحقيقة أن في هذا إعراضا عن لغة القرآن وصداً للناس عن سماعها واستبدالها باللهجة العامية التي سيؤول الأمر إلى نسيان لغة القرآن واستثقالها، وهذا أمر خطير جدا وعاقبته سيئة.
وأيضا هذا الداعية –المزعوم- وهو في الحقيقة داعية الباطل يظهر للناس بمظهر بعيد كل البعد عن الاستقامة فهو بمظهره مخالف للسنة فقد حلق لحيته وارتدى الزي الغربي وأيضا يجتمع حوله مجموعة من النساء المتبرجات ثم ينطلق بسمومه المبطنة،
وحتى يتسنى له أن ينشر الباطل تجده يخلطه بكثير من الحق وهنا تكمن الخطورة وتعظم البلية إذ لو تكلم بالباطل الصريح المجرد عن الحق لسقط سريعاً وظهر أمره مبكراً ولكن يخلط الباطل مع الحق ويمزجه بالنصيحة مع ما فيها من الفضيحة مما جعل أمره ملتبسا على كثير من الناس ومازال هناك من يحسن فيه الظن، فإلى هؤلاء وغيرهم هذه المقاطع من كلامه للحذر منه ومن أمثاله
1. إبليس بريء من الكفر لأنه يُقر أن له خالقاً.
قال في شريط له في موقعه على «الانترنت» قال: «إبليس ما كفرش» ثم واصل فقال: «في هنا معنى ثاني جميل إن إحنا نقوله خلي بالكو يا جماعة، إبليس كفر بربنا وإلا ما كفرش؟ لا ما كفرش، إبليس ما كفرش، بص إبليس بيقول إيه: «خلقتني يبقى هو اعترف بالله إن هو خلق والا لأ؟ مش كده؟» قال.. «خلقتني من نار» وإيه؟ «وخلقته من طين» فأنت خلقتني وأنت اللي خلقته، وفي آية ثانية بيقول إيه «قال فبعزتك» يبقى مدرك عزة الله عز وجل؟» أ. هـ
قلت: هكذا يصل الجهل بهذا أن ينكر كفر إبليس مع أن الله تعالى قال (إًلاَّ إًبْلًيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مًنَ الْكَافًرًينَ)سورة البقرة الآية (34.)
2. الرسول صلى الله عليه وسلم «كان بيداعب الستات بيهزر معهم» قال: في شريط آخر له في تعليقه على حديث (ما رأيت من ناقصات عقل ودين).
قال: «هو دا الحديث كان متى؟ بعد صلاة العيد عارفين أوصل لإية معقول يا جماعة بالعقل يعني كده النبي الحكيم النبي العربي، وهو طالع من صلاة العيد اللي هي الأصل فيها الراحة والبهجة ينكت (لعل قصده ينكد) على الستات؟! هو أنا باتكلم بالعقل يعني: تعالوا نحسبها كده طالع من صلاة العيد وهم مش راحت عليهم نومه وهم صلوا معه العيد يقوم يقابلهم وهو طالع من صلاة العيد يا ناقصات العقل والدين روحوا، بالفعل ما تنفعش يا جماعة يبقى مش كده أمال يبقي إيه؟ يبقي الحديث اللي ضحكوا علينا به سنين طويلة حاجة ثانية خالص دا النبي كان بيداعب الستات بيهزر معاهم»أ. هـ
قلت: الله أكبر كم في كلام هذا الشخص من الطعن بالرسول صلى الله عليه وسلم وسنته والتي هي واجب من الله تعالى والعجيب في الأمر أنه هو ممن تزعم قضية الدنمارك» وقصة الرسومات التي أساءت للنبي صلى الله عليه وسلم وهذا حاله وتعليقه على الوحي الذي أوحى الله تعالى به فهو ينكر على النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال هذا الحديث في صلاة العيد ثم حمله على المزاح والحقيقة.
3. «لا تخافوا من الفن الصحابة كانوا متعطشين للكوميديا».
قال كما في مجلة الكواكب «الفن من معتقداتنا وعاداتنا وقيمنا ما فيش نهضة من غير الفن والثقافة يا شباب الفنانين انهضوا بالأمة ولا تخافوا من الفن، الصحابة كانوا متعطشين للكوميديا مفيش عندنا إبداع.. عشان كده ما بنحصلش على جوائز في السينما».
وقال: «أرجوكم يا شباب الفنانين اللي يا اللي بتقولوا خايفين ندخل الفن لأنه حرام باقولكم أرجوكم ده انتو اللي هترسموا ملامح الأمة إحنا عايزينكم تدخلوا بس تحطوا ملامحنا الأصلية مش تستوردوا لينا ملامح من بره».
وقال: «يا ترى الإسلام وضعه إيه من الفنون والثقافة، وهل اهتم بهذه القضية وإلا هية حرام وعيب وممنوعة على الإطلاق علشان كدة لازم نعرف ازاي الإسلام اهتم بالشعور بالجمال، والمعروف إن الشعور بالجمال أساس الفن». ا.هـ.
قلت: فتأمل أخي القارئ الكريم عافانا الله تعالى من هذا الطرح الإباحي والحث على الفن ووصفه للصحابة رضي الله عنهم بأنهم متعطشون للكوميديا والتي يقصد منها التمثيل الفكاهي المضحك، فلا إله إلا الله ما أجرأ هذا في افترائه على الدين وأهله من غير أن يسند ما يقوله إلى مرجع أو مصدر لأنه لا يحسن ذلك أصلاً. بل أكثر مصادره من رأسه.. نسأل الله تعالى أن يحفظ للمسلمين دينهم ويكفيهم شر هؤلاء المتعالمين الصادين عن الحق وأهله باسم الإسلام العصري.
والحمد لله أولاً وآخراً وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الشيخ/ سالم بن سعد الطويل – حفظه الله
الاثنين 18 جمادى الأولى1428، الموافق 4 يونيـو2007
جريدة الوطن الكويتية، العدد 11267/5713، صفحة36
المصدر:( https://www.alwatan.com.kw/Default.as…551&pageId=310 )
لاحول ولاقوة الا بالله
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابة