نشرت على الموقع بتاريخ: 20/07/2006
الأخوات الفاضلات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
يعلم الآباء أوجه النفع والميزات المتعددة للرضاعة الطبيعية، فهي تقوي المناعة، وتحمى صحة الطفل من العديد من الأمراض التي ربما يتعرض لها، وغيرها من الجوانب التي تفاجئنا بها الأبحاث يوماً بعد يوم والتي يتحدث فيها السادة الأطباء الأفاضل بصورة أفضل منى بكثير وبصورة متخصصة، ولكن ما يعنيني هنا هو الدور النفسي للرضاعة الطبيعية على الطفل، ولنسترجع سوياً مشهد الرضاعة والذي فيه تحمل الأم صغيرها لتمنحه ليس فقط الأمان بل أيضاً الدفء والحب والأمان فهو بين يديها وفى أحضانها إنها الأم التي تستجيب للبكاء وتلبى النداء لتجعله يشعر بأن العالم تحت إشارة منه، فيبكى فتظهر له تحنو عليه وتطعمه، وترسل له رسالة في كل مرة مفادها هاأنذا يا حبيبي بقلبي وجسدي ملكاً لك.
ويقول مصطفى زيور رحمه الله (وهو أشهر محلل نفسي عربي) إن لبن الرضاعة الذي تمنح الأم لطفلها إنما هو بمثابة الحبر الذي تكتب به الأم أول كلمة في حياة ابنها. ويبدو أن هذا الحبر هو ما يؤثر على مدى تقبل الطفل لذاته، فنحن نتقبل أنفسنا من خلال رؤيتنا لتقبل الآخرين لنا، وحينما تستجيب الأم لطفلها بالرضاعة فهي تقول له أنه شخص مرغوب فيه، وأنها على استعداد لتوفير متطلباته، وهو ما ينعكس على تقبله لذاته لاحقاً.
ليس ذلك فقط…. فالأم حين ترضع صغيرها فهي أيضاً تتلمسه وتضع يديها أو خدها على جسمه وهى بذلك تؤهله للاستثارة اللمسية التي تساعده على إدراك الأجسام الأخرى فيهدأ حينما يربت عليه الآخرون، أو يضحك حينما يداعب أحد جسمه، وبالتالي فالاستثارة اللمسية أمر هام لنموه. ألا يكفى ذلك للاهتمام بالرضاعة الطبيعية، حماكم الله وأبنائكم من كل سوء.