تخطى إلى المحتوى

الذاهبات الى الاسواق لحظة . 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركانه

موضوع يهم كل مسلمة حريصة على طاعة الله ورسوله وخصوصاً ونحن في فصل الصيف ، فصل العطل والخروج من البيت إلى الأسواق لحاجة ولغير حاجة ، فأردت أضع بين يدَّي أختي المسلمة بعض النصائح ، وها أنا أنقل إليكم بعض النصائح التي أوردها مشكوراً الشيخ يوسف الحاج أحمد في كتاب ( ضحايا الحب ) فأسأل الله تعالى أن ينفعنا بما قدَّم لنا من نصائح قد غفلت عنها كثير من الأخوات .

أختي المسلمة :

يا دُرَّةً حُـفـِظـت بالأمـسِ غـالـيـــةً = والـيـومَ يُـبـقُـونَـهَا لـلَّهـوِ والـلَّعِـبِ
وأيـن مَـن كانـت الـزَّهـراءُ أسوتَـها = مـِمّـَن تَـقَـفَّـت خُـطى حَمَّالةِ الحَطَبِ

أيتها الدُّرة المكنونةُ :

تأملي فيمن يذهبُ لملاقاةِ عدوٍّ له ، يُقاتلهُ في أرضهِ ، عدوُّهُ لديهِ من العدَّةِ والعتَادِ والجُند والأعوان ، ها هو ذا قد ذهبَ واتجَه الى أرضِ عدوِّه دونَ أن يحمل السلاحَ والعتادَ ….. فاقداً لجميعِ مقوماتِ النَّصرِ منَ التوكلِ على اللهِ والأخذِ بالأسبابِ .
أليس هذا يا أُخيةُ ضرباً من الجنونِ والكِبرِ والغرورِ ! .

إذاً … أيتُها الأختُ الكريمةُ :

اعلمي أنكِ ذلكَ المقاتِل الذي ذهبَ لملاقاةِ عَدُوِّه ، وأن العدو هو الشَّيطانُ نعوذُ باللهِ منه .. فهو متربِّصٌ بكِ هو وأعوانُهُ وجُندُه ، ينظرونَ قدومَكِ إلى أرضِهِم على أحرِّ من الجمرِ لينقضُّوا عليكِ ويقتُلوك ، نعم يقتُلُوكِ .

أوما تأملتي قولَ الشاعرِ وهو يُحذِّرُكِ فيقول :

فتلكَ يا أختُ في سلبِ حيائكِ = ليسَ بالسيفِ ولا بالبُندُقيَّة
أختي في الله :

نظراً لأنكِ قد تضطرينَ لدخولِ أرضهم كانَ واجباً عليَّ من بابِ الأخوةِ والمحبَّةِ والشفقةِ عليكِ أن أضعَ بين يديكِ الطاهِرةِ المتَوضِّئةِ ما يكونُ عوناً لكِ بعدَ الله عزَّ وجل في أن تخرجي من أرضهم مرفُوعةَ الرأسِ معتزَّةً بدينِكِ وإيمانكِ ، محافِظةً على شرفكِ وحيائِك .
بعكسِ من دخلت أرضهُم وخرجت وقد هُزِمت وطأطأت رأسَها بعدَ أن فقدت جزءاً من دينها وإيمانِها ، وهُتِكَ عرضُها .
فقتَلَت حياءهَا ، ودنَّست شَرَفَها ، ولطَّخت سُمعَتَها … كلُّ ذلك على عتَبَةِ الأسواق … وهي أكثر الأماكن فساداً في الأرض .. حيث يوجد الاختلاطُ ..

عن جُبَيرِ بنِ مُطعِمٍ رضيَ اللهُ عنهُ أنَّ رجُلاً قال : يا رسولَ اللهِ أيُّ البلدانِ أحبُّ إلى اللهِ ، وأَيُّ البلدانِ أبغَضُ إلى اللهِ ؟ قالَ : (( لا أدرِي حتَّى أسأَلَ جبريل صلى الله عليه وسلم )) فأتاهُ فأخبَرَهُ جبريل : (( أنَّ أحسنَ البِقاعِ إلى اللهِ المساجدُ ، وأبغضَ البِقاعِ إلى اللهِ الأسواقُ )) . [ رواه أحمد ، والبزاز ، وأبو يعلى ] .

أختي الكريمة :

يقولُ الرسولُ صلى الله عليهِ وسلم : (( المَرأةُ عَورةٌ ، فإذا خَرَجَت استَشرَفها الشَّيطانُ )) . [ صحيح ، رواه الترمذي ] .

فيا من تريدين الجنَّةَ ، ما هو هدفكِ من الذهاِب إلى السُّوق ؟
أهو لشراء حاجةٍ ضروريةٍ ؟
أم لمعرفةِ آخرِ ما توَصَّلت إليهِ المُوضة العصرية ؟
أم للنُّزهةِ وعرضِ المفاتن المُغرية لِجذبِ الذئابِ البشَريَّة ؟
ولكن قبل أن تُحَدِّدي الهدفَ يا أُخَيَّة تذكري وتأملي قولَ رَبِّ البريةِ : { وَقِفُوهُم إِنَّهُم مَّسؤولُونَ } [ الصافات:24 ] .

أختاهُ : وأنتِ تقِفينَ وتنظُرينَ إلى المرآةِ لتَستَعدِّي للخروج ضعي هذا السُّؤالَ نُصبَ عينيكِ :

هل مظهرُكِ الخارجي من لباسٍ وحجابٍ موافق لشرعِ ربِّك وخالقك الذي وهبَكِ الصَّحةَ والعافيةَ والحُسنَ والجمال ؟

أم أنَّهُ موافقٌ لموضةِ العصرِ ؟ والذي يُريدُهُ أعداؤك الذينَ يَنتَظِرُنَكِ بفارغِ الصَّبر ؟
فهلا تَذكرتي يا أُخيَّةُ قولِ اللهِ عزَّ وجلَّ :
{ واللهُ يُرِيدُ أن يَتُوبَ عليكُم ويُرِيدُ الذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَواتِ أن تَمِيلوا مَيلاً عظِيماً } [ النساء:27] .

أختي يا رعاك الله :

إن العاقلَ هو الذي يسعى جاهداً لزيادةِ رصيدِهِ من الحسناتِ ، ويبذلُ ما استطاعَ لمحوِ الذُّنوب والسيئات .
فاحرصي على ذلك ولا تكوني من هواة جمع السيئات … وخُذي بكلِّ قُوَّةٍ بعضاً من النَّصائح والتَّوجيهات حتى لا تسقطي ، عندها لا تُسمَع الآهاتُ ، ولا تُغني العَبَراتُ , ولا تُجدي الحَسَراتُ ..

فنصيحتي اليكِ أُخيَّتي قبلَ فوات الأوان :

1- الاستئذان من وليِّ أمرك وإخباره بالجهةِ التي ترغبينَ الذهاب إليها .

2- احرصي على أن يصحَبَكِ أحدُ محارمك .. فإن تعذَّرَ ذلك فلتَصحَبي امرأةً صالحةً عاقِلةً .

3- احذري أن تَصحَبي امرأةً لا تُبالي بالسِّتر والحياءِ والحِشمَةِ والوقار حتَّى وإن كانت قريبةً أو صديقةً . فقد يُساءُ بك الظنُّ وتكونين عُرضةً للذِّئاب والفِتَن .

4- تجَنَّبي وَضعَ العُطور أو البَخور . فالرسول الكريم عليهِ الصلاةُ والسلام يقول : (( إذا استعطَرتِ المَرأةُ فَمَّرت على القومِ ليَجِدوا رِيحها فهي زانيةٌ )) [ رواه النسائي ، والترمذي ، وأبو داود ، وهو حديث صحيح ] .

5- لا تلبسي حذاء له صوت أو كعب عال . واختاري الأحذية الخفيفة حفاظاً على دينك وسلامة لصحتك . قال تعالى : { ولا يَضرِبنَ بِأَرجُلهِنَّ ليُعلَمَ ما يُخفِينَ مِن زِينَتِهن } [ النور:31] .

6- احذري من لبس البنطال أو العباءاتِ والحجابِ المُزركشِ أو المطَرَّزِ بشكلٍ يلفتُ الانتباه …

7- لا تنسي – حفظكِ اللهُ تعالى – دعاء الخروج منَ المنزلِ وهو كما أخبرنا رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم : (( بسمِ اللهِ ، توكَّلتُ على اللهِ ، لا حولَ ولا قوَّةَ إلا بِاللهِ ، اللَّهمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ أن أضِلَ أو أُضَلَّ ، أو أزِلَّ أو أُزَلَّ ، أو أَظلِمَ أو أُظلَمَ ، أو أجهَلَ أو يُجهَلَ علَيَّ ، أو أَبغِي أو يُبغى علَيَّ )) . [ رواه الطبري ، وهو حديث صحيح لغيره ] .

8- ليكن لسَانُكِ يا أُختاه رطباً بِذِكر الله تعالى ، ولا تنسي دعاءَ الدُّخول إلى أرض المعركةِ ( السوق ) وهو : (( من دخلَ السُّوق فقالَ : لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شرِيكَ لهُ , لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ ، يُحيِي ويُميت ، وهو حيُّ لا يموتُ بيدهِ الخيرُ ، وهو على كُلِّ شَيءٍ قديرٌ كتبَ اللهُ لهُ الفَ ألفَ حسَنَةٍ , ومحا عنهُ ألفَ ألفَ سَيِّئةٍ ، ورفعَ لهُ ألفَ ألفَ درجةٍ وبنى لهُ بيتاً في الجنَّة )) [ رواه أحمد , والترمذي ، وقال الالباني : حسن ] .

9- اذهبي مباشرةً للأماكنِ التي حدَّدتيها من قبلُ ، وتعلمينَ أنَّ حاجتَكِ فيها ولا تُحاولي الدُّخول إلى كلِّ محلٍّ ، والنظر في كل معروضٍ .

10- لا تُحاولي الحديث مع البائع ما دامَ معكِ مَحرَم ، فإن تّعذَّرَ وُجُوده فليكُن حديثٌُكِ حديثاً ظاهِرهُ الجِدُّ خالياً من ترقيقِ الكلام وتكسير العباراتِ ، وتذكري قول الله جلَّ وعلا وهو يخاطب أمهَّات المؤمنينَ الشَّريفات العَفِيفَات رضي الله عنهنَّ وهنَّ في أفضل القرون ، فيقول سبحانهُ : { فَلا تَخضَعنَ بالقَولِ فَيَطمَعَ الَّذي في قلبهِ مَرَضٌ } [ الأحزاب:32] .
اللهُ أكبر ، ماذا نقولُ في هذا العَصرِ الذي يعجُّ بالفتن ؟ .

11- أختاهُ .. التَزمي بالحجابِ الشرعيِّ الكاملِ وتَفَقَّديهِ ، فرُبمَّا ظهَرَ منهُ شيءٌ من شعرك … أو جزءٌ من بدَنِكِ فتطاردكِ النَّظراتِ المسمومةُ .

12- احذري أن يَمَسَّكِ رجلٌ إذا دخلت السُّوق أو دخلتِ مكاناً مليئاً بالمُتسَوِّقين ، وتَجَنَّبي الممرَّات والطُّرق الضَّيقَة .

13- انتبهي أن تُلقي بالاً لِمن يُلقي إليكِ كلِمةَ إعجابٍ ، أو طُرفَةً ، أو ورقةً فيها رقمُ جواله أو مكانُ عملهِ ..

14- احرصي على عدمِ الوقوف في مَمَرَّاتِ المحلِّ أو الانحِناء على طاولاتِ العرضِ لِتَفَقُّد سلعَةٍ ، أو النَّظر إليها .

15- احذَري قِيَاس الملابسِ ، أو وَضعهَا على الصَّدر أو أسفل الجِسم حتَّى وإن كانَ ذلكَ فوقَ العباءةِ .

16- احرصي دائماً على تغطية اليدين بلبس القفازين وستر القدمين بلبس الجوربين فهي أبلغُ في السِّتر .

17- إذا أردتِ مُناولةَ البائع النُّقُودَ فضعيهَا على الطاولةِ واحذري أن يَمَسَّ يَدَكِ .

18- لا تجعلي يَدَكِ المتَوضِّئة أو أُصبعك ألعوبةً في يدِ البائعِ بأن يَقِيسَ لكِ أسورةً أو يُلبِسَكِ خاتماً .

19- تَنَبَّهي بعَدَم فتح العباءةِ أمام البائع وظُهُور الصَّدر وخاصة عند تفقدِ البِضاعة .

20- اجعلي مسافةً بينكِ وبين البائع ، ولا تسمحي لهُ بالاقتِراب منكِ ، وإذا كان المكانُ ضيقاً فاطلبي من البائعِ الابتعادَ ، وخاصةً عندَ الدخولِ والخروج وداخلِ ممرات المحَل .

21- تذَكري أختي المسلمة أنَّ جمالَ وجهك وبريقَ عينيكِ نِعمةٌ من اللهِ ، فاحذري أن تُظهِري شيئاً من ذلِكَ أمامَ غيرِ المحارمِ ، فربَّما عاقَبَكِ اللهُ تعالى بعاهةٍ أو بلاءٍ أو تَسَلَّطَ عليكِ شيطانٌ من الإنسِ أو الجانِّ .

فيا من تريدينَ السَّعادةَ والنَّجاة اعلمي :
أنَّ غالبَ الانحرافاتِ تبدأُ من الأسواقِ … وكثرة الخروجِ لغير حاجةٍ إلى هنا وهناك … فاحذري مِنَ الزَّلل والانزِلاق خلفَ ابتسامةٍ صفراء .. أو كلمة إعجاب .. فهي واللهِ مواطن خِداع والحرَّةُ تأبى أن تُشتَرى أو تُباع .

فالله الله ..
أن تدخُلي السُّوق بدِينك وعفافِك وحياءكِ ، وتخرُجي وقد سقَطَ الحياءُ وثُلِمَ الدِّينُ ودُنِّسَ العَفافُ ، وعندها ينطبق عليك قولُ الشَّاعر :

انــظــر فـــتــاة الـيـوم أي تـلـكَ الـتي = قـد رافـقـت إبلـيـس في تجوالهِ
خَـلَـعَـت حجابَ السِّـتر والصَّـون الذي = قـد أوجـبَ الباري على إسدالِهِ
خَـلَعـت حجابَ السِّـتر ثـمَّ تبـجّـحــــت = عـصـراً قـديماً بَـاركُـوا لِـزَوالهِ
لَـبـِسـت قَـصِـيـرَ الـثَّــوبِ ثـمَّ تَـزَيَّـنَـت = أبـدَت مَفَـاتـِن جِـسمِـها لِجَـمالِهِ
حَـمَـلَـت ردَاءَ الكِـبـرِ ثـمَّ تَـعَـطَّـــــــرَت = عِـطـراً يَفُـوحُ شَذاهُ حَالَ وصالِهِ
جَـعَـلَـت من الـوجـهِ الـبـريء شَـنَـاعـةً = مـن كَـثـرَةِ المـكـياج في أشكالِهِ
وتـَزَخـرَفَـــــت فـإذا بِهــا كَـعَـروُسَــــةٍ = فـي انـتِـظـار الـزَّوج واستـِقـبالِهِ
خَـرَجـت بـدُونِ مُـرَافِـقٍ فـإذا بــــــــهِ = إبـلـيـسُ فـي استِـقـبـالِهَا بِرِجالِهِ
فَـتَـنَـت عِـبـادَ اللهِ بَـل لَـم تَـرعَـــــــوي = مِـن نِـقـمَـةِ الجَـبَّـار أو إذلالِــــهِ
فَـإذا بَـها بـيـنَ الـذِّئـاب فـريـسَــــــــةً = والـذِّئـبُ يَـهـجُـم لافـتِرَاس غَزَالِهِ

وختاماً : أستودِعُكِ اللهَ تعالى سَائلاً المولى أن يَحفَظَكِ ويرعَاكِ ، ويُثَبِّتَنَا وإياكِ في الحياةِ وعندَ الممَاتِ . وأن يجعلَ من هذهِ الورَقاتِ ، وتلك الكلمات .. عظةً لنا ولِمَن جاءَ بعدنا .. عظةً وعبرةً بِما أصابَ إخواننا من المسلمين .. وأخواتنا من العُقُوبةِ والخِزي في الدنيا .. لعَلَّنا نَمتَنِعُ من طريق مخزٍ موحلٍ مُضنٍ لا تُحمد خاتمتهُ ولا عاقبتهُ …

والسَّعيدُ من وُعِظَ بغيرهِ … أي من تَصَفَّحَ أفعالَ غيرهِ فاقتَدى بأحسَنِها وانتهى عن سيِّئها ، قال الشاعر :

إنَّ السَّـعـيـدَ لـهُ من غـيـرِهِ عِـظَـة = وفي التجارب تحــكِـم مُعـتَـبــــر
وصلى الله على سيدنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبِهِ وسلّم تسليماً كثيراً ، وآخر دعوانا أن الحمد للهِ ربِّ العالمين .

منقول

يزاج الله خير عالموضوع

ما شاء الله…….بارك الله فيج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.