تخطى إلى المحتوى

الــــــ|بنتي|ــــــــ وــــــدورة الشهرية .1 2024.

هذا الكلام موجه للأم عن طريقة شرح الدورة الشهرية للبنت الصغيرة

خليجية

سيناريو الدورة الشهرية عند البنت هو سيناريو ينتمى إلى عالم التراجيديا، وتعامل الأسرة معها للأسف ينتمى إلى عالم الكوميديا، فالطفلة البريئة ذات التسع أو العشر سنوات دائماً ما تقابل هذه الحادثة فجأة وبلا سابق إنذار، من الممكن أن تكون مستغرقة فى لعبة، أو مستيقظة من نوم، أو تحاول حل مسالة حسابية فى واجب المدرسة، وفجأة تباغتها نقط الدماء النازفة من مكان حساس وهى وحيدة لا تملك أى سند معرفى أو دعم عاطفى أو حتى مجرد تفسير، فهى متأكدة أنها لم تجرح، وهي متأكدة أيضاً أن هذا النزف لا بد له من سبب خطير، أحياناً تصرخ، وأحياناً تصرح، وغالباً ما يجبرها مكان النزف المحاط بالأسرار على أن تدفن مأساتها وتكتم فضولها وتنتظر المجهول والصدفة.

كلنا يعرف مدى خوف الأطفال من منظر الدم، وكلنا يعرف أيضاً كم الممنوعات والمحظورات والتابوهات التى خلقتها الأسرة العربية حول أى حديث عن البلوغ الجنسى لأطفالهم، وهنا تكمن المأساة فالطفلة تقع أسيرة صراع نفسى رهيب بين مطرقة خوفها وفزعها من هذه الدماء وسندان الخجل من مصارحة الأهل الذين يرفعون راية العيب فى وجه أى فضول مشروع من الطفل حول جسده الذى يجهل تضاريسه،

وتضطر الطفلة للجوء لصديقتها الأكبر سناً والأكثر جهلاً، وتظل المعلومة تتناسل من رحم جاهل لأجهل منه حتى يتكلس العقل على هذه المعلومة المغلوطة والخبرة المشوهة التى تظل مع البنت حتى تتزوج، وتمارس الخطأ نفسه مع إبنتها، وهكذا يظل الخرس والصمت والجهل تتوارثه الأجيال فى أكبر عملية تواطؤ جاهلة فى التاريخ ضد البنت التى لا تملك إلا السكوت وقبول الأمر الواقع.

"عيب يا بنت" هى الجملة اللحنية الخالدة التى تعزفها أور****ترا الأسرة عند سماعها لأى سؤال مشروع عن مظاهر البلوغ عند الفتاة خاصة، والبنت مظلومة لأن بلوغها له صورة دراماتيكية وسريعة وحاسمة ومباغتة، أما الولد فمظاهر بلوغه تتم على مهل وبدون ضجة وبصورة تخلو من بقع الدم التى تلطخ لوحة المراهقة، فالولد يخطو إلى عتبات المراهقة بصوت أجش وشعيرات تنبت فى الذقن وتكوين عضلى مميز، أما البنت فهى تطرق باب المراهقة بدقات الصراخ، وتدلف إلى عالمه على بساط من الدماء، ولذلك يجب علي كل أم أن تأخذ بيد إبنتها كى تدخل إلى هذا العالم بهدوء ورباطة جأش وثقة بل والأهم بفرح حقيقى،

ويجب عليها ألاتخجل أو تناور أو تهرب، وعليها أن تعرف أنها تبنى أهم لبنة فى صرح بناء طفلتها النفسى والعقلى والوجدانى، وألا تعتمد على المقولة الشائعة "ما كلنا كنا بنات ومرينا بالمرحلة دى، كان إيه اللى حصل يعنى"، وعلى كل أم أن تعرف وتتأكد من أن المسكوت عنه ليس معناه أنه ليس مهماً بل فى أغلب الأحيان يكون المسكوت عنه بالغ الأهمية، وإهماله وتجاهله و"طناشه" ليس هو الحل، ويجب أن تتدرب الأمهات على هذه المهمة.

كيف تتحدث مع طفلتها عن الدورة الشهرية؟، وما يجب أن يقال، وما يجب ألا يقال.؟؟؟؟؟؟

توقيت الحديث عن الدورة الشهرية قضية بالغة الأهمية، فمعظم الفتيات تداهمهن الدورة فى سن الثانية عشرة أو الثالثة عشرة، وأحياناً تبدأ فى التاسعة وأحياناً أخرى بعد الخامسة عشرة، وإنتظار حدوثها حتى تبدئين حديثك مع إبنتك إنتظار بلا طائل وتوقيت متأخر جداً، ولذلك ينصح أحد أخصائيى البلوغ وهو ريتشارد ليفين بأن سن العاشرة هو سن مناسب جداً للحديث مع طفلتك عن الدورة الشهرية،

وحتى من منطلق الخوف على البنت وليس من منطلق المعرفة فقط يوجد سبب آخر للحديث عن الدورة الشهرية قبل وقوعها، فالفتاة من الممكن أن تكون ناشطة جنسياً وقابلة للحمل حتى قبل الدورة!، فأحياناً وقبل الدورة الشهرية العادية الملحوظة مباشرة يكون عند الفتاة التبويض القابل للتحول إلى حمل كامل وهنا يطول الحديث عن الإستغلال الجنسى للأطفال وهو موضوع من الممكن مناقشته فى مقال آخر، ولا بد أن تكون الفتاة مسلحة بمعرفة ضد هذه الأشياء.

وكما لا بد أن تعرف الفتاة مبكراً، عليها أيضاً أن تعرف بصورة طبيعية وغير مفتعلة، وبجانب هذا وذاك لا بد أن تكون المعرفة أمينة وغير مشوهة، واضعين فى الإعتبار ونحن ننقل لأطفالنا المعلومة سن البنت وسعة إدراكها، وعلى الأم أن تعرف أن البلوغ عملية ديناميكية مستمرة وليست وظيفة مؤقتة لها توقيت معاش وتقاعد،

والمدهش فى مسألة البلوغ أنه ليس للبلوغ توقيت محدد بالثانية قبله طفولة وبعده شباب، ومن الممكن لهذا السبب أن يكون فى الفصل الدراسى الواحد الذى يضم نفس المرحلة العمرية بنت قد دخلت مرحلة البلوغ وأخرى ما زالت تتعثر وأخرى لم تدخل بعد، وهنا تكمن الخطورة فى إنتقال المعرفة من الأنضج جسداً والأجهل عقلاً إلى من هى فى سنها ولكن جسدها لم يعلن عن ثورته بعد.

لأن الدورة الشهرية من التابوهات المرعبة فى حياتنا فقد إخترعنا لها أسماء عجيبة وطرق غريبة ولغة معقدة فى التعبير عنها، فتارة نعطيها الحرف الرمزى للمجهول "x"، وتارة تنطقها النساء بالإنجليزية Period خجلاً وكنوع من الهروب من التلفظ بإسمها الحقيقى..الخ، وكأنها عار أو مصيبة، وهذا بالطبع يرجع للتعامل معها كنوع من الكوارث الطبيعية التى تسقط فوق رؤوسنا، ولكن ماذا يقال عن الدورة الشهرية وكيف يقال؟

، إن الصورة الطبيعية وغير المفتعلة للحديث عنها هو ألا تعطى محاضرة أكاديمية مفصلة عنها بل إجعليها تتسلل إلى حديثك بصورة مجزأة ومتناثرة وعلى فترات، وعليكى بداية كأم إستغلال أن الأطفال عندهم فضول دائم للسؤال عن أجسادهم وتغيراتها، وهنا يجب ألا تعلنى عن تذمرك وضيقك من هذه الأسئلة حتى ولو كانت تافهة من وجهة نظرك، فهى وإن كانت تحمل قدراً من السذاجة فى مفهومك فإنها من الأهمية عند طفلتك بمكان أنها تعتبرها شيئاً أساسياً وحيوياً ومثيراً للفضول والتساؤل وضاغط بشدة على أعصابها وتفكيرها، ويجب عليك إحترام هذا الفضول، وتحقيق النجاح والتوازن فى المعادلة الصعبة ما بين إحترام السن والتوائم معه وبين حق الطفل فى معرفة الحقيقة، وحتى لو أحسستى كأم أن إبنتك تخجل من الكلام فعليكى بكسر الجليد وإصطياد طرف الحديث حتى ولو كان مستمداً من إعلانات عن " الفوط الصحية" التى تملأ شاشات التليفزيون حالياً!!

، ولو حدث وتكلمت عرضاً عن الدورة إسأليها عن معلوماتها عن الموضوع حتى تعرفى مخزونها المعرفى لكى تبنى فوقه أو تصلحيه أو تهدميه وتبنيه من جديد.

من المهم جداً أن نتحدث عن هذا الأمر بفرح حقيقى ونستقبله على أنه حدث جميل فى حياة البنت وليس على أنه مأساة عصيبة، وأن ننقل هذا الإحساس للبنت ونحن نتحدث عن الدورة، فالإحساس السلبى من الأمراض المعدية، لا بد من القول بأنها أمر طبيعى وجزء مكمل للأنوثة وببساطة من غيرها "مش حنبقى أمهات "، وكلنا نعرف إحساس الأمومة الطاغى عند البنت واللعب مع العروسة وأدوات المطبخ..الخ،

لا بد من أن تعرف البنت أن بطانة رحمها تمتلئ بالدم للتهيؤ لتغذية البويضة التى إذا لم تخصب ستنفصل وتسقط هذه البطانة المليئة بالدم وتحدث الدورة، وبالطبع تساهم المدرسة وحظائر الدواجن التى من المفروض أن توجد فى كل مدرسة فى تعميق هذا الإحساس وهذه المعرفة وأيضاً بالإضافة إلى ذلك مدرسة فاهمة وواعية!، وبالطبع لا بد أن تعرف البنت أن هناك بعض التقلصات المصاحبة لهذه العملية والتى يصحبها بعض الألم الخفيف، ومن خلال كل هذه المعرفة تتسرب الإيجابية من بين ثنايا الحديث وتترسخ فى ثنايا العقل، وينتفى إحساس الخوف والسلبية من قلب وعقل البنت.

على الأم أن تستعد لكل الأسئلة التى تتكرر من البنت بعد حديثها الصريح الأمين أو بالأصح أحاديثها الصريحة الأمينة عن الدورة الشهرية، وهذه الأسئلة على سبيل المثال..
هل البنت يا ماما هى اللى عندها دورة وإشمعنى الولد ماعندوش؟، والإجابة هى أن الولد "بيكبر ويبلغ بس بطريقة تانية ومختلفة"،

وهل الدورة ستظل عندى طول العمر؟، والإجابة أنها تتوقف ما بين الخامسة والأربعين والخمسين،

أما ما هى مدتها وكميتها؟، فالإجابة من ثلاثة أيام لإسبوع والكمية تختلف من بنت إلى أخرى من مجرد ملء ملاعق صغيرة إلى فنجان وهى كمية لا تؤثر ولا داعى للإنزعاج من مقدارها،

وعلى الأم أن تعلم إبنتها كيفية التعامل الصحى مع الدورة الشهرية عبر المتوافر ليس فى الأجزاخانات فقط ولكنه صار الآن فى محلات البقالة أيضاً!!!، وعلى الأم أن تفهم إبنتها أن هذه الفوط الصحية لن تعوقها عن أداء أى نشاط حتى الرياضة، وذلك لكى لا تحس البنت أنها معوقة لمدة ثلاثة أيام أو أكثر بسبب هذه الدورة،

أما سؤال المغص والتقلصات؟ فإجابته أنها شئ طبيعى تضيع بحمام ساخن أو بمسكن بسيط أو بممارسة بعض الرياضة وتناول غذاء متوازن لا يمكن أن تتخلص البنت من عقدة الدورة الشهرية بدون أن تتخلص الأم قبلها من هذه العقدة!،

فالأم للأسف تسيطر عليها عقدة الإشمئزاز من الدورة الشهرية وتتجنب الخوض فى الحديث عنها، وإذا تحدثت فهى بالإشارة، وهى أيضاً معذورة لأن تراثنا يتعامل مع الحائض بريبة ويتعمد تجنبها، ولذلك تحولت من شئ طبيعى لشئ مشين ومخجل ولا أبالغ حين أقول "مقرف"!!،

وهذا خطأ بالغ وشديد الخطورة ويبث الخوف فى قلب البنت ويفقدها الثقة فى نفسها ويشعرها بالدونية،

وهذه هى بعض النصائح السريعة للتخلص من هذا الإحساس ومساعدة إبنتك فى عبور هذه الأزمة العارضة إعرفى وإتقنى مادتك أولاً، فللأسف كثير من الأمهات لا يعرفن ما هو ميكانيزم الدورة الشهرية، هن لا يعرفن إلا نزع أوراق النتيجة كل ثمانية وعشرين يوماً، أما كيف تحدث؟ وما هو سبب نزول الدم؟ وما هو الإيقاع الهورمونى الذى يتحكم فى ذلك؟ وكيفية ضبط الألم وعلاج أعراض ما قبل الطمث؟
كل هذه طلاسم لا تعرفها حتى الأم المثقفة للأسف.

إفتحى قنوات إتصال بينك وبين بنتك، وعرفيها أن الدورة هى إشارات من جسمها لإكتمال أنوثتها. أنظرى للدورة الشهرية من الناحية العاطفية وليس من الناحية البيولوجية والفيزيقية فقط، فموجة المزاج العاطفى التى تهبط وتعلو أثناء هذه الدورة لا بد من أخذها فى الإعتبار.

إخلعى وإنزعى قناعاتك السابقة عن الدورة الشهرية، وتدربى على الحديث عنها مع صديقاتك أولاً، فليس معنى معرفة شئ أنكى تجيدين التعبير عنه.

راجعى وغيرى الإطار الذى وضعتى فيه مفهومك السلبى السابق عن الدورة الشهرية، وضعيه فى إطار إيجابى جديد، فعدم الراحة والخجل والرهبة عند الحديث عنها سينتقل بالتالى إلى إبنتك، لا بد أن تتخلصى من أشواكك أولاً وحشائشك الضارة حتى تستطيعين بذر أفكارك الجديدة.

إسألى نفسك وأجيبى بصدق، هل هذا الحادث يمثل لك وجع قلب أم فرحة؟ وهل أنتى سعيدة لأن خراط البنات قد نجح فى مهمته السحرية؟ أم أن المسألة تعب فى تعب؟!!.

إرسلى معلومتك واضحة ومختصرة، ولا تحاولى أن تلتفى حول الحقيقة، فأقصر الطرق هى الخط المستقيم.

أعرف أنها مهمة صعبة ولكنها تستحق، فأن تخلقى إبنتك واثقة من نفسها، تتباهى بأنوثتها ولا تخجل منها، تقول بصوت عالى "لو لم أكن إمرأة لوددت أن أكون إمرأة"، ترى نفسها مدعاة للفخر وليس للإشمئزاز، ثقى أيتها الأم أنها تستاهل المغامرة، وصدقينى لن تندمى.

يسلمووووووو على الموضوع الهادف والرائع واتريا بنتي ادش عشر سنيين واقوولها وافتك من اسالتهاا ماما انتي ما صليتي اذن وانتي قااعده وانا صااده جني ما سمعت بس احيانا اجاوبها واقووللها بعديين بقوولج ليش

تسلمين

جزاج الله خير

موضوعج روعه

من اسبووووووووووووووع تقريبا بنتي كملت 10 سنين وانا هب قادرة اقولها شي وااااااااااااااااااااااايد مازمني هالموضوع هب عارفة شقايل اارمسها فية خخخخخخخخخ

امممممممممممممممم

موضوع روعه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.