سؤال: كيف يأتي القرآن شفيعاً لنا يوم القيامة؟
* يجيب الدكتور عبدالمهدي عبدالقادر أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر يقول،بحسب مجلة حرينى، :
في يوم العرض علي الله والوقوف بين يديه نقرأ صحائف أعمالنا. وتوزن حسناتنا وسيئاتنا. سنجد أنفسنا نلهث وراء مثقال ذرة خير تثقل كفة الصالح من أعمالنا.. فما بالنا بأن نجد في هذه اللحظات الرهيبة من يشفع لنا ويخفف عنا وطأة ذنوبنا وأخطائنا.. إنه القرآن الكريم الذي يرد لنا في الآخرة جزاء تذكرنا له في الدنيا. الانكباب علي صفحاته وآياته. أو يعاقبنا علي هجرانه ونسيانه..
وفي هذا الصدد نجد توجيه نبينا الكريم للمسلمين حيث يقول صلي الله عليه وسلم "اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه".
روي عبدالله بن عمرو أنه صلي الله عليه وسلم قال: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة. يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه. ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال: "فيشفعان".
كما قال صلي الله عليه وسلم "القرآن شافع مشفع. ما حل مصدق. من جعله إمامه قاده إلي الجنة. ومن جعله خلف ظهره ساقه إلي النار".
معني ما حل مصدق: أي خصم مجادل. ويوضح أن قدرة الله سبحانه وتعالي تجعل من العبادات والمعاني كالقرآن والصيام. وصلة الرحم أشياء ذات وجود فعلي يوم القيامة. تتكلم وتشهد وتدافع.
والقرآن الكريم يقف أيضاً بين يدي الله في هذا اليوم ليدافع بإصرار عمن قرأه قراءة فهم وعلم والتزام فامتثل لأوامره. واجتنب نواهيه ومحرماته فصام وبر والديه ووصل رحمه. واتقي ربه وصلي وزكي. وحفظ نفسه وجسده عن الحرام والفاحشة. ويظل القرآن الكريم مستمراً في دفاعه عن صاحبه أمام رب العالمين حتي يأذن له بدخول الجنة.
وبالعكس نجده يقف موقف الخصم من المسلم الذي ضيعه وهجر قراءته وغرق في المعاصي التي حذره منها فيظل يهاجمه ويدين إهماله واستهتاره بالقرآن حتي يدخله الله النار فيتحقق وعد الرسول صلي الله عليه وسلم: "والقرآن شاهد لك أو عليك".
والله أعلم .
اللهم اجعلنا ممن قرأه وعمل به اللهم اجعلنا من اهله وخاصته يا رب العالمين
اللهم آمين
اللهم اغفر لذنبي و ذنب جميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات
اللهم اجعلنا مما يأتهم القران شفيعا يوم القيامة
جزاج الله خيرا