(التوبة 54)
مشاهد تتكرر بكثرة أمامنا ، ان لم يكن ما نراه ينطبق علينا.
هناك من لا يقوم الى الصلاة إلا قرب نهاية وقتها، وقد يأتيه شخص او يستوقفه موضوع فتفوته الصلاة.. وهو يقوم الى الصلاة دوما متكاسلا متثاقلا ، وينتهي منها في سرعة الصاروخ و لمح البصر !! .
هناك من يصوم ويقضي أيام صيامه مكتئبا متوترا. وتجده عصبيا، رغم ان المفروض بالصائم هو العكس.!!.
وهناك من يخرج زكاة ماله وهو كاره.!!.
أمثلة كثيرة…. تبين ان هؤلاء يقومون بالعبادات على اعتبارها واجب وعبء ثقيل !!!!!!!!!!
أما الذي يشعر بلذة الوقوف بين يديه تبارك وتعالى، فسوف يقوم الى الصلاة نشيطا ، وسوف يستوعب ما يتلوه من القرآن، وسوف يؤديها في خشوع يملك عليه حواسه،
ويستشعر في الصيام حلاوة الدقائق والثواني ، ويتمنى الرحمة والمغفرة.
وهكذا ، تجد الانسان الذي يستمتع بعمل الخير مبتغيا وجه الله ومرضاته ، يبحث عن كل أوجه الخير التي من الممكن أن يقدمها لغيره.. سواء بالمساعدة المادية أو المعنوية أو بالتضحية.. أو برفع المعنويات لمن أصابه مكروه والوقوف إلى جانبه..
مجالات لا حصر لها من طرق الخير التي يسلكها الأخيار من الناس، بما يجعل الحياة محتملة للآخرين الذين نقدم لهم الخير على أي صورة من الصور.
أما اذا اعتبرنا كل ما نقوم به واجبا مفروضا وحسب ،
فإننا و لو اتفقنا جميعا على أننا نشعر بمتعة أو على ا لأقل براحة نفسية لدى الانتهاء من أداء الواجب..
فما لا يتفق عليه الجميع ،،،،،،، أن أداء الواجب في حد ذاته متعة، أو هكذا ينبغي أن يكون ،
فهناك من يمارس مهنته بالطول أو بالعرض، ولا تكاد تنتهي ساعات العمل حتي يطلق زفرة، يخرج فيها ما يكابده ، في أدائه لعمله أو مهنته من مشقة.
فلو كان هذا الشخص يقوم بعمله بمتعة وأمانة واتقان ، فسوف يخف شعوره بالتعب والارهاق والمشقة ، وسوف يقوده هذا الى الاخلاص في عمله والابداع والاتقان ، ثم الى التطور والتقدم .
إن أداء العمل ـ أي عمل ـ تحت وطأة كونه واجبا ،
يترتب عليه ، ان هذا الشخص ، لن يتفوق في عمله أو ينبغ في مهنته .
وكذلك فهو سوف يكابد ويعاني أكثر من غيره الذي يستمتع بعمله.
ان الطبيعة البشرية تستمع بما تفعله ، لانها ترضى عن نفسها حين تؤدي ما عليها ، و تنظر الى نتيجة ما تقوم به.
والعبادات هي تلك الاعمال التي من المفروض ان يقوم بها المسلم ، و هو يشعر برضى عن نفسه و بسعادة لا توصف عند القيام بها ، ثم يفكر في ثوابه عند الله فتزيد سعادته ويسعى الى المزيد من الاتقان .
وكل عمل يؤديه الإنسان ابتغاء وجه الله وطمعا في مرضاته، سوف يكون له فيه ثواب.
قال تعالى :
( وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم ) ( المزمل20).
فإن الله جعل الأعمال الصالحة سبباً لسعادة الدنيا والآخرة،
قال تعالى "ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا" [الطلاق:4].
وبيّن تعالى ان من يقوم بالطاعات والاعمال الصالحة ينبغي ان يريد بها رضا الله تعالى والنجاة في الآخرة،
قال تعالى
"تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة" [الأنفال:67].
وقال تعالى: "من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة وكان الله سميعاً بصيراً" [النساء:134]
وقال تعالى "من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموماً مدحوراً * ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً" [الإسراء:18-19].
اخوة الايمان :
إن للمعصية – للغافل – لذة و لسقيم القلب متعة..
و لكن إذا استشعرت لذة العبادة.. لذة القرب من الله
واستشعرت لطف الله تعالى بعباده.. و كرمه وجوده..
إذا استشعرت لذة تلاوة القرآن….
فاض قلبك بالإيمان و زاد..
ان لذة العبادة هي سور يحميك من لذة المعصية ،
لانك ستحتقر لذة المعصية و تستقذرها..
ثم ان استشعارك للذة العبادة ومتعة القيام بها….. سيقودك الى الاخلاص لله.
إنّ الإخلاص شرطا لقبول الأعمال الصالحة، والإخلاص هو العمل بالطاعة لله تعالى وحده
والمخلص هو الذي يقوم بأعمال الطاعة من صلاة وصيام وحج وزكاة وصدقة وقراءة للقرءان وغيرها ابتغاء الثواب من الله .
وهكذا بقية اعماله اذا كان هذا العمل موافقا للشريعة الاسلامية
وسيحميك هذا الاخلاص – اخي المؤمن – من الوقوع في ذنب الرياء.
والرياء هو العمل بالطاعة طلبا لمحمدة الناس، فمن عمِل عمَل الطاعة وكانت نيته أن يمدحه الناس وأن يذكروه بأفعاله فليس له ثواب على عمله هذا.
تأمل احوال الصالحين……
وانزع مسمار الذنب من قلبك ………
انزعه و لا تدعه في قلبك يغدو عليك الشيطان و يروح..
و اشغل قلبك بحب الله
منقول للفائده