رقـم الفتوى : 51127
عنوان الفتوى : بدع الأعراس
تاريخ الفتوى : 30 جمادي الأولى 1445 / 18-07-2004
فضيلة الشيخ: ظهرت علينا منذ فترة ابتداعات في صالات الأفراح لم تكن موجوده منذ عدة سنوات قريبة، أريد من فضيلتكم حكم الشرع فيها كي يطلع عليها الناس ويعرفوا الحكم الشرعي في عملها:
1- ما حكم عمل ما تسمى الكوشه التي توضع على المسرح خلف مقعدي العروس والتي تجلس أمامها العروس لمدة ساعة أو أقل والتي تكلف مبالغ كبيرة قد تصل إلى أكثر من عشرة آلاف ريال؟
2- ما حكم وضع طاولات مستديرة يوضع عليها القهوة والشاي والمكسرات والحلويات وعليها شمعة تضاء يتحلقن حولها النسوة أثناء حضورهن الزواج كما هو معمول به في المراقص؟
3- ما حكم وضع واستعمال ممر في وسط صالة النساء مرتفع يوازي ارتفاع المسرح ممتد من آخر صالة النساء إلى المسرح تمشي عليه العروس أثناء دخولها إلى الصالة أمام النساء وفي أثناء ذلك تطفأ الأنوار ويضاء هذا الممر يضيء على العروس كما هو مشاهد في عروض الأزياء العالمية، أرجو التفضل بإفادتي بالحكم الشرعي في عمل مثل هذه الأشياء كي نبينها للناس؟
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذه الأمور تدخل في الأعراف والعادات، وهي تنقسم إلى قسمين: صحيح وفاسد، فالصحيح هو ما تعارفه الناس واعتادوه وليس فيه مخالفة للشرع، ولا تفويت لمصلحة ولا جلب لمفسدة.
وأما العرف الفاسد فهو ما كانت فيه مخالفة لنصوص الشرع أو بعض قواعده أو فوت مصلحة معتبرة أو جلب مفسدة.
ولا شك أن المتأمل في هذه المسائل المذكورة يجد فيها مخالفات كثيرة للشرع منها: (1)أن صرف المال بهذه الطريقة فيه تبذير وإسراف واضحين، وقد قال الله تعالى: وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [الأعراف:31]، وإذا كان الله تعالى قد نهى عن الإسراف في الأكل والشرب اللذين بهما قوام حياة الإنسان فمن باب أولى أن ينهى عن الإسراف والتبذير فيما لا فائدة فيه معتبرة، وقد ذم الله تعالى المبذرين أشد الذم فقال: وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا* إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا [الإسراء:27]، قال القرطبي في تفسيره: قال الشافعي التبذير إنفاق المال في غير حقه، ولا تبذير في عمل خير، وهذا قول الجمهور، وقال أشهب عن مالك: التبذير هو أخذ المال في حقه ووضعه في غير حقه وهو الإسراف، وهو حرام. انتهى.
وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله كره لكم ثلاثا: قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال. وأخرجه ابن حبان في صحيحه وقال في آخره: قال ابن علية: إضاعة المال إنفاقه في غير حقه.
وإذا كان أهل العلم نصوا على حرمة الإسراف في استعمال الماء للطهارة فهو في المال من باب أولى.
إن إقامة الأعراس بهذه الصورة تدعو إلى عزوف كثير من الناس عن الإقدام إلى الزواج بحجة أنهم لا يستطيعون فعل عرس على هذا النحو، وبالتالي تنتشر العنوسة بين شباب المسلمين، ولا يخفى ما في هذا من الفساد المؤدي إلى ارتكاب المحرمات.
إن الغالب على أهل هذه الأعراس التباهي والتفاخر بما يفعلون، وعلى العموم فالواجب على المسلمين أن يتقوا الله تعالى ويبعدوا عن الإقدام على هذه الأمور أو نحوها؛ بل يجعلوا الزواج ميسوراً وسهلاً ليتسنى لكل من أراد العفاف بالزواج أن يتزوج، وليعلم أولياء الأمور وغيرهم أنه كلما كان الزواج أقل مؤونة كان أعظم بركة وأدعى لدوامه واستمراريته وسعادة طرفيه.
ومما ينبغي أن ينبه له عدم جواز كشف العروس عن شيء من عورتها أمام النساء كما يحصل في كثير من الأعراس حيث تلبس العروس في بعض الأحيان الملابس الشفافة أو الكاشفة تماماً عن العورة، ولمعرفة عورة المرأة بالنسبة للمرأة راجع الفتوى رقم: 284، والفتوى رقم: 1265.
هذا فضلاً عما تشتمل عليه الأعراس من موسيقى وغناء محرمين، زيادة على التشبه بالكفار في كثير من عاداتهم التي لا صلة لها بالإسلام.
والله أعلم.
———————————–
رقـم الفتوى : 9661
عنوان الفتوى : دخول العريس على النساء وقت الزفاف
تاريخ الفتوى : 23 جمادي الأولى 1445 / 13-08-2001
انتشرت هذه الأيام بعض العادات في الأفراح و منها دخول العريس في يوم الزواج على النساء
للجلوس مع العروس في ما يسمى بالكوشه فإذا كانت النساء يتحجبن فهل يجوز دخول العريس(الزوج) أم لا ؟ جزاكم الله خيرا .
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن جلوس العريس في يوم زفافه مع زوجته وسط النساء لا يخلو من مفاسد، ولو كنَّ متحجبات، وليعلم أن هذه العادة دخيلة على المجتمعات الإسلامية، وهي ثمرة من ثمرات التغريب، والتقليد الأعمى لغير المسلمين، ومتى كان المسلمون الجادون في التزامهم بمنهج الله يجلسون وسط النساء في ما يسمى (بالكوشة) أو غيرها؟! لا شك أن المكان اللائق بالعريس غير ذلك، فالنساء مع النساء، والرجال مع الرجال.
ومن تأمل الأفراح التي تحدث فيها مثل هذه العادة الممقوتة وجد أنه توجد تجاوزات كثيرة فيها، حيث يجلس النسوة – إلا من رحم الله – يرقبن العريس، ويصفنه وصفاً دقيقاً فيما بعد، وربما مدحنه مدحاً مبالغاً فيه، أو ذممنه ذماً شنيعاً، وربما أعجبت به بعض الفتيات، وربما وقع نظره على بعض النسوة لكشف بعضهن عن الحجاب، أو سقوطه عنها في غمرة الفرح واللهو، فأعجب بهنّ أو بإحداهن…. إلخ.
وأخيراً نؤكد على أن هذه العادة ليست موافقة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولا لهدي أصحابه، فلا يجوز التمسك بها، وينبغي التحذير منها، ومن عواقبها.
والله أعلم.
———————————–
رقـم الفتوى : 17307
عنوان الفتوى : حكم الزفاف في الفندق
تاريخ الفتوى : 24 ربيع الأول 1445 / 05-06-2002
هل تجوز ليلة الدخلة في الفندق؟
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقضاء ليلة الدخول في الفندق الأصل فيها أنها جائزة، لكن لابد من مراعاة أن يكون هذا الفندق المعني ليس فيه منكرات ظاهرة، وليس هنالك شبهة في دخول هذا الفندق، خاصة للمسلم الديِّن المستقيم، قال تعالى: (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) [الأنعام:68].
وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن حضور الوليمة -مع أن إجابة الدعوة واجبة- وذلك إذا كان في مكان الدعوة خمر. روى أحمد والترمذي بسند صحيح عن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر".
أما إذا لم يشتمل على ذلك فلا بأس، وإن كان الأولى لصاحب الدين والاستقامة الابتعاد عن مثل هذه الأماكن التي هي في الغالب مثار للشبهات.
والله أعلم.
———————————–
المصدر: إسلام ويب