فإن المفترض في شوارع المسلمين وطرقاتهم ومستشفياتهم أن تتحلى بالمظاهر الطيبة والخلو من المظاهر السيئة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان"، وفي رواية: "وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل"، وذلك ليظهر الحق ويختفي المنكر بين المسلمين. وقال صلى الله عليه وسلم: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين"، وذلك لأن المنكر إذا خفي لم يضر إلا صاحبه فإذا ظهر ولم ينكر عمت العقوبة للجميع. وإنها بدأت تظهر في شوارعنا بعض المظاهر السيئة التي لا يجوز السكوت عليها ومن ذلك:
ظهور الصور المحرمة لذوات الأرواح في الدعايات التجارية والإعلانات عن المسابقات أو المعروضات أو الإشادة بالفنانين من رياضيين وغيرهم. ولا شك أن التصوير في حد ذاته محرم شديد التحريم ومتوعد عليه بأشد الوعيد في الأحاديث الصحيحة. وإذا نصبت الصور وعلقت في الشوارع وغيرها كان الوعيد أشد. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: "لا تدع صورة إلا طمستها"، وامتنع صلى الله عليه وسلم من الدخول إلى بيت عائشة رضي الله عنها لما رأى فيه قراماً معلقاً فيها تصاوير حتى أزيلت تلك التصاوير. ورفع الصور في الشوارع قد يكون أشد تحريماً من رفعها في البيوت. لأن الناس حينئذ يتساهلون في شأنها.
من المظاهر السيئة في الشوارع تعليق لوحات فيها عناوين بلغات أجنبية وكتابات بحروف أجنبية حتى إنك في بعض المواضع تشك أنك في بلاد عربية وليس لذلك سبب إلا محبة اللغة الأجنبية عند بعض الناس فإن قيل إن الوافدين من غير العرب يحتاجون إلى ذلك لأنهم لا يعرفون اللغة العربية. فالجواب: أن نقول تكون الكتابة أصلا باللغة العربية ثم تترجم بالكتابة تحتها باللغة الأجنبية.
من المظاهر السيئة في الأسواق والمستشفيات والمتاجر تبرج النساء بالزينة والتساهل بالحجاب مما يشجع الفسقة والذين في قلوبهم مرض إلى متابعتهن ومغازلتهن مما يسبب الوقوع فيما لا تحمد عقباه ويصعب معه العلاج إذا لم يتدارك الأمر ويحسم في بدايته. فالمرجو من ولاة الأمور أعزهم الله بطاعته وهم الحريصون على أمن البلاد والغيورون على دين الله أن يبادروا بعلاج هذه المظاهر بما يدرأ شرها عن المسلمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء