تخطى إلى المحتوى

تائب يسجد في عمق البحر 2024.


كلنا نعرف ما حدث ليونس عليه السلام وهو في بطن الحوت أما يونس اليوم فيقول
:

كنت شابا أظن أن الحياة .. مال وفير .. و فراش وثير.. و مركب وطيء .. وكان يوم جمعة .. جلست مع مجموعة من رفقاء الدرب على الشاطئ.. وهم كالعادة مجموعة من القلوب الغافلة..سمعت النداء حي على الصلاة .. حي على الفلاح..
أقسم أني سمعت الإذان طوال حياتي .. ولكني لم أفقه يوما معنى كلمة فلاح..
طبع الشيطان على قلبي.. حتى صارت كلمات الأذان كأنها تقال بلغة لا أفهمها .. كان الناس حولنا يفرشون سجاداتهم .. و يجتمعون للصلاة..ونحن كنا نجهز عدة الغوص وأنابيب الهواء..
استعدادا لرحلة تحت الماء .. لبسنا عدة الغوص … ودخلنا البحر.. بعدنا عن الشاطئ.. حتى صرنا في بطن البحر..كان كل شيء على مايرام .. الرحلة جميلة..
و في غمرة المتعة .. فجأة تمزقت القطعة المطاطية التي يطبق عليها الغواص بأسنانه وشفتيه لتحول دون دخول الماء إلى الفم .. ولتمده بالهوء من الأنبوب.. وتمزقت أثناء دخول الهواء إلى رئتي. وفجأة أغلقت قطرات الماء المالح المجرى التنفسي.. و بدأت أموت..
بدأت رئتي تستتغيث و تنتفض .. تريد هواء.. أي هواء..أخذت اضطرب .. البحر مظلم .. رفاقي بعيدون عني ..
بدأت أدرك خطورة الموقف .. إنني أموت .. بدأت أشهق .. و أشرق بالماء المالح.. بدأ شريط حياتي بالمرور أمام عيني .. مع أول شهقة .. عرفت كم أنا ضعيف..
بضع قطرات مالحة سلطها الله علي ليريني أنه هو القوي الجبار..
آمنت أنه لا ملجأ من الله إلا إليه .. حاولت التحرك بسرعة للخروج من الماء .. إلا أني كنت على عمق كبير .. ليست المشكلة أن أموت .. المشكلة كيف سألقى الله ؟!إذا سألني عن عملي .. ماذا سأقول ؟
أما أول ما أحاسب عنه .. الصلاة .. و قد ضيعتها .. تذكرت الشهادتين . فأردت أن يختم لي بهما . فقلت أشهـ.. فغص حلقي.. و كأن يدا خفية تطبق على رقبتي لتمنعني من نطقها.. حاولت جاهدا.. أشهـ… أشهــ…
بدأ قلبي يصرخ : رب ارجعون .. رب ارجعون..ساعة .. دقيقة … لحظة.. و لكن هيهات..
بدأت أفقد الشعور بكل شيء .. أحاطت بي ظلمة غريبة.. هذا آخـــــــر ما أتذكر..
لكم رحمة ربي كانت أوسع.. فجأة بدأ الهواء يتسرب إلى صدري مرة أخرى..
انقشعت الظلمة .. فتحت عيني .. فإذا أحد الأصحاب .. يثبت خرطوم الهواء في فمي ..
ويحاول إنعاشي .. و نحن مازلنا في بطن البحر..
رأيت ابتسامة على محياه .. فهمت منها أنني بخير..
عندها صاح قلبي.. ولساني.. وكل خلية في جسدي.. أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمد رسول الله .. الحمد لله..خرجت من الماء .. وأنا شخص آخر .. تغيرت نظرتي للحياة..أصبحت الأيام تزيدني من الله قربا .. أدركت سر وجودي في الحياة .. تذكرت قول الله ( إلا ليعبدون)..
صحيح.. ما خلقنا عبثا. مرت أيام .. فتذكرت تلك الحادثة.. فذهبت إلى البحر.. ولبست لباس الغوص.. ثم أقبلت إلى الماء وحدي وتوجهت إلى المكان نفسه في بطن البحر.. وسجدت لله تعالى سجدة ما أذكر اني سجدت مثلها في حياتي.. في مكان لا أضن أن إنسانا قبلي قد سجد فيه لله تعالى..عسى أن يشهد علي هذا المكان يوم القيامة فيرحمني الله بسجدتي في بطن البحر ويدخلني جنته …

اللهم آميـــــــــــــــــــــن…

اللهم اغفر لنا وله وارحمنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض ..

هذه القصة منقولة من كتاب (( في بطن الحوت )) للشيخ محمد العريفي .. أظن أنه غني عن التعريف ..

أعجبتني كثيرا فوددت طرحها عليكم .. عل دعة صادقة من قلبك أخيتي الحبيبة أن يغفر بها ربي

مالاتعلمون .. ويجعلني خيرا مما تظنون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.