تخطى إلى المحتوى

تجارة الحيوانات الأليفة تنتعش في ظل اشتراطات صحية «صارمة» 2024.

  • بواسطة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

تاريخ النشر: الثلاثاء 14 ديسمبر 2024
غدير عبدالمجيد

تتنافس محال بيع الحيوانات الأليفة في شراء مختلف أنواع الحيوانات والتي ينتمي كل منها لأكثر من سلالة وبيئة، ومن باب الحرص على صحة وسلامة العاملين في تجارتها ومحبي تربيتها فرضت الدولة إجراءات قانونية صارمة تبدأ منذ لحظة جلبها من الخارج حتى دخولها وبيعها في المحال التي باتت تنتشر بصورة متزايدة في مختلف إمارات الدولة. باتت تجارة الحيوانات الأليفة رائجة ومربحة تنظمها القوانين “الصارمة” التي سنتها الدولة لحماية المستهلك والحيوانات نفسها، وتتضمن نوعية الحيوانات وأصنافها وطريقة بيعها وتربيتها في البيوت، إلى جانب عدد من الاشتراطات الصحية التي فرضتها بلدية العين على محال بيع الحيوانات لضمان الصحة والسلامة لجميع الأطراف المعنية ببيع وتربية الحيوانات الأليفة.

يعشق ناصر الشامسي تربية الحيوانات الأليفة منذ 20 عاما ما دفعه إلى التفكير بجدية نحو التوجه للتجارة بها، ومنذ 6 سنوات افتتح محله في منطقة السوق في العين. عن تجربته في بيع الحيوانات الأليفة، يقول الشامسي “لدي عدد كبير من الحيوانات الأليفة التي أضع بعضها في المحل والبعض الآخر في العزبة لعدم وجود مساحة كافية في المحل فكل حيوان يحتاج إلى قفص كبير لوضعه فيه، لذا اخترت الحيوانات الصغيرة التي تتلاءم مع مساحة محلي وهي الطيور بمختلف أنواعها والأرانب والسناجب والقنافذ والسلاحف وأسماك الزينة. أما في العزبة فلدي نعام وغزلان وكناغر وثعالب وتماسيح وطواويس وفلامنكو وراكون (من فصيلة السناجب ) ودواجن وطيور أحضرها عادة من داخل الدولة وخارجها مثل جنوب أفريقيا وهولندا وبلجيكا وألمانيا”.

ويضيف “تمر عملية استيراد الحيوانات بعدة إجراءات نقوم فيها كتجار حيث نختار بداية نوع الحيوان عبر مواقع بيع الحيوانات على شبكة الإنترنت، ونتوجه إلى وزارة المياه والبيئة ونقدم طلبا برغبتنا في إحضار شحنة حيوانات معينة من بلد ما فتدرس الوزارة الطلب وتقضي بالموافقة عليه أو رفضه بناء على عوامل منها أمراض انتشار الأوبئة في الدول المراد جلب الحيوانات منها كانفلونزا الطيور والخنازير. وفي حين تمت الموافقة تصل الشحنة إلى المطار ليستقبلها الطبيب البيطري ويجري لها الفحوص اللازمة ومن ثم يتم وضعها في أقفاص داخل المحل وعرضها للبيع مع تقديم الغذاء المناسب لها”.

ويبين الشامسي أن الإقبال على شراء الحيوانات الأليفة في الشتاء أكثر من الصيف لأن الأغلبية تضعها في الحديقة أو الشرفة ما يعرضها للهلاك بسبب الحر، وشراؤها شتاء يساعدها على التأقلم مع الجو شيئا فشيئا فإذا جاء الحر في الأيام المقبلة تكون معتادة وقادرة على التحمل.

تجارة رابحة

يتفق محمد ليتم، صاحب محل آخر لبيع الحيوانات الأليفة في أحد المراكز التجارية في العين، مع الشامسي بأن هذا الوقت هو أنسب الأوقات لشراء الحيوانات الأليفة وتربيتها في الجزء المخصص لها في البيوت سواء حديقة أو مزرعة. ويؤكد ليتم أن أكثر الطلبيات من قبل الزبائن تكون على العصافير مثل الببغاء، وطيور الحب والكناري وكذلك الأرانب الهولندية والفئران علما أنه يجمع في محله بين تلك الأنواع بالإضافة إلى أسماك الزينة والسناجب والقطط الفرنسية والروسية والإيرانية والغوانا الشبيهة بالسحلية.

ويعتبر ليتم تجارة الحيوانات الأليفة ليست بالتجارة العالية المردود لأن البيع يكون متوسط ويقل صيفا ويزداد شتاء على الرغم من أن أسعار الحيوانات الأليفة الموجودة في محله معتدلة من وجهة نظره وتتراوح بين 20 درهما ولغاية 12 ألف درهم وهو سعر الببغاء لديه.

أما الشامسي فيختلف مع ليتم ويعتبرها تجارة رابحة لوجود اهتمام كبير في تربية الحيوانات الأليفة لدى المواطنين من أبناء الدولة والمقيمين فيها، مؤكدا أن الفتيات صرن يملن كثيرا لشراء وتربية الفئران المعروفين بالهمستر، فيما يحب الأطفال الطيور والأرانب، أما الشباب فيحبون الوعول والجوارح كالصقور والتي لا يتاجر بها ولا يربيها، مشيرا إلى أن الجميع لاسيما الجنسيات الأجنبية تحب اقتناء الكلاب والقطط الأليفة علما أن أسعاره تبدأ من 10 دراهم ولغاية 100 ألف درهم.

ويؤكد الشامسي وليتم التزامهما بإجراءات الصحة والسلامة التي حددتها البلدية، وأنهما حريصان على تنظيف الأقفاص وتعقيمها بشكل مستمر بالماء والديتول، وتقديم النصائح للزبائن الذين يشترون الحيوانات حول الأطعمة التي تقدم لها وكيفية تربيتها وضرورة تنظيفها وتنظيف المكان الذي توضع فيه بصورة مستمرة يوميا.

صحة وسلامة

يقول أبوعلي، الذي حضر إلى محل الشامسي “جئت لأشتري حيوانا أليفا لأطفالي الذين يحبون تربيتها كثيرا وعادة ما أشتري لهم طيورا أو أرانب ويربونها في حديقة المنزل تحت إشراف والدتهم وتقوم الخادمة بمساعدتهم في إطعامها وتنظيف أقفاصها”. ويضيف “بصراحة لا أخاف عليهم من أن تنقل لهم الأمراض لأنني أعلم أن الدولة لا تدخل حيوانا قبل أن تفحصه لذا فأنا أشتري لهم الحيوانات التي يحبونها وأوصيهم بحسن معاملتها والرفق بها فهي روح سنسأل عنها أمام الله”.

ويقول محمد عبد الله (17 سنة) “أربي حنشا منذ عامين وأضعه في صندوق زجاجي وقد كبر وازداد حجمه وطوله، وأنا أطعمه فئران”، موضحا أنه جاء لمتجر ليتم شراء حنش جديد يضمه إلى الحنش الموجود لديه فهذه هوايته التي يحب ممارستها.

وعن اشتراطات الصحة والسلامة التي اتخذتها بلدية العين تجاه محال بيع الحيوانات الأليفة، يقول المهندس محمد الشامسي، رئيس قسم المسالخ العامة في البلدية، إن بلدية العين حددت الاشتراطات والمتطلبات الصحية والفنية التي تنظم عمل محال تجارة الطيور وأسماك الزينة والحيوانات الأليفة المحلية والمستوردة؛ لإعادة تنظيم عمل هذه المحال، وإحكام الرقابة عليها من أجل المحافظة عليها، والحيلولة دون إصابتها بالأمراض وانتقالها إلى الأشخاص الذين يعرضونها أو أولئك الذين يرغبون في اقتنائها وتربيتها في منازلهم.

ويؤكد أهمية الالتزام بهذه الاشتراطات لرفع جودة الخدمات التي تقدمها بلدية العين بما يتوافق مع رؤيتها والمنبثقة عن إدارة الصحة العامة بقسم المسالخ والخدمات البيطرية، نظرا لانتشار تجارة الطيور وأسماك الزينة والحيوانات الأليفة والتي عادة ما تكون مستوردة أو تنتج محليا عن طريق التكاثر في حالة عدم توفر الشروط الصحية سواء خلال عملية نقلها من المنشأ. ويضيف الشامسي أن ذلك قد يتسبب في انتشار بعض الأمراض والأوبئة التي قد تنتقل منها إلى الإنسان وذلك بهدف توفير أفضل السبل للمحافظة على صحة المتعاملين مع هذه الأنواع من الحيوانات ومن ثم الصحة العامة.

أقسام رئيسية

تحتوي الاشتراطات على ثلاثة أقسام رئيسية يوضحها الشامسي بالقول “القسم الأول يتضمن الاشتراطات العامة الخاصة بمنح الرخص بمزاولة النشاط، والقسم الثاني يضم الاشتراطات الخاصة التي تعتبر شروطا أساسيا يجب توفرها بكل دقة أثناء التشغيل، والقسم الثالث يحتوي على الاشتراطات الصحية للعاملين والتي يجب تطبيقها بعناية كاملة حفاظا على صحة وسلامة الإنسان ومن ثم الصحة العامة”. أما الاشتراطات العامة، وفقه، فهي أن يكون المحل في مكان لا يسبب الإزعاج أو أية أضرار للجيران وبعيدا عن المجمعات السكنية أو المباني المخصصة للسكن بالطابق الأرضي، ولا يكون داخل المجمعات التجارية المغلقة، وأن تتوفر فيه مصادر مناسبة للمياه، وصرف الصحي، وأن يكون بعيدا عن المستشفيات والمدارس والمساجد والمرافق التي في حكمها، وأن يكون بعيدا عن أية مصادر للتلوث بمعنى أن يكون الموقع معدا جيدا للممارسة هذا النشاط.

ويتابع الشامسي “أما اشتراطات الصحة والسلامة العامة فتنطوي على ضرورة تركيب مصائد للذباب ومكافحة الحشرات ويفضل التعاقد مع شركات متخصصة مع عدم وجود تمديدات كهربائية بأرضيات المحل أو خارج الجدران، ووضع مأخذ الكهرباء بالقرب من الأدوات والمعدات، ويجب إخضاع العاملين للفحص الدوري للتأكد من سلامتهم، كما يجب حصولهم على شهادات اللياقة الصحية وتجديدها بانتظام ويجب الحصول على ترخيص بمزاولة النشاط وتجديده بشكل دوري، أما الاشتراطات الخاصة فتتعلق بأهمية تصميم وصنع الأقفاص والأحواض بطريقة يسهل تنظيفها وتعقيمها كما يجب أن تزود الأقفاص بوعاء متحرك للفضلات، ولا يجوز عرض الكلاب والقطط التي تقل أعمارها عن 3 أشهر على أن تكون من الأنواع المسموح بعرضها ومزودة بشرائح إلكترونية ومرفقة بكتيبات تحصين تحتوي على تاريخ ونوع التحصين صادرة من عيادة بيطرية معتمدة ويجب ألا يزيد عدد الكلاب المعروضة في المحل الواحد عن 3 كبيرة، و5 صغيرة ويمنع عرض الكلاب الممنوع تربيتها وفق التشريعات الصادرة من الجهات الحكومية المختصة في الدولة”.

وفيما يخص رعاية الحيوانات المعروضة، يفيد الشامسي بأنه “يجب أن تعامل جميع الحيوانات والطيور والأسماك برفق، ويجب ألا تكون الأحواض أو الأقفاص مكتظة، وأن يتوفر المكان الكافي لكل حيوان لكى يتحرك بحرية، ويجب أن يتم إطعام الحيوانات والأسماك والطيور طبقا للقواعد والأعراف الصحية السليمة حسب كل فصيلة، وأن يتوفر لها الماء والطعام في كل الأوقات، مع مراعاة الاحتياجات الطبيعية لكل حيوان مثل درجة الحرارة المناسبة وشدة الضوء وألا تقل نسبة الرطوبة عن 60 إلى 70%، تجهيز أحواض الأسماك بمضخات أو غيرها من الأجهزة لتوفير الأكسجين اللازم، كما يجب أن تخرج الحيوانات التي تظهر عليها أعراض مرضية من أقفاصها ويتم تطهير الأقفاص والأحواض، وتحفظ الحيوانات بشكل جيد وبطريقة صحيحة لحمايتها من التلوث والحشرات”.

محاذير وزارة المياه والري

حول المحاذير التي سنتها البلدية ووزارة المياه والبيئة وفرضتها على محال بيع الحيوانات الأليفة، يقول المهندس محمد الشامسي، رئيس قسم المسالخ العامة في بلدية العين. إنها تشمل عدم بيع الحيوانات للأطفال، خاصة التي تحتاج إلى عناية أو معرفة خاصة، ومنع بيع أنواع غير مسموح بها من قبل الجهات المعنية مثل وزارة البيئة والمياه والبلديات، ومنع عرض الحيوانات الخطرة مثل الأفاعي والعقارب السامة والعناكب والقطط المتوحشة والقرود للبيع.

وتوفير حاجز سلامة للحيوانات التي قد تلحق الأذى بالزبائن، وحظر تربية الكلاب الشرسة ذات الميول العدوانية الظاهرة على سلوكها (مثل الكلب الأرجنتيني، والبرازيلي، وتوزالا الياباني، والمنحدر من فصيلة الكلب بيتبول الأميركي”.

كيفية عرض الصقور

بالنسبة للاشتراطات الخاصة ببيع الصقور، يقول المهندس محمد الشامسي، رئيس قسم المسالخ العامة في بلدية العين “يجب عرض الصقور على الأوكار المبطنة بالقماش أو الترتان وعدم عرضها في الأقفاص، ويجب وضع البرقع وربط رجل الصقر بالسبوق وتثبيته في الوكر أو حامله، ويجب توفير الأغذية المناسبة والماء الصحي النظيف على ألا تقل المساحة المخصصة لعرض الصقر عن 70 سنتيمترا مربعا كحد أدنى”.

https://www.alittihad.ae/details.php?…#ixzz185iwdhSs

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.