عن زيد بن خالد – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من فطّر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً".(1)
الحديث دليل على فضل تفطير الصائم، وأن في ذلك أجراً عظيماً وهو مثل أجر الصائم، وهذا – والله أعلم – لأنه صائم يستحق التعظيم، وإطعامه صدقة، وتعظيم للصوم، وصلة بأهل الطاعات.
وهذا أمر اعتاده المسلمون لإدراكهم الثواب الجزيل المرتب على ذلك. فإن شهر رمضان شهر يوجد الله فيه على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار. والله تعالى يرحم من عباده الرحماء.
ويستفاد من هذا الحديث الحث على الجود في كل وقت، والزيادة في رمضان، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم "أجود الناس بالخير. وكان أجود ما يكون في رمضان".(2)، وذلك لشرف وقته ومضاعفة أجره، وإعانة الصائمين والعابدين على طاعتهم، فيستوجب المعين لهم مثل أجورهم.
اللهم طهّر قلوبنا من النفاق، وأعمالنا من الرياء، وألستنا من الكذب، وأعيننا من الخيانة، فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، واغفر اللهم لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
(1) رواه أحمد والترمذي وابن ماجة.وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
(2) أخرجه البخاري (4/116)، ومسلم (3307).