أن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له، واشهد ان محمدا عبده ورسوله.
أما بعد،،،
أخواتي الكريمات الفاضلات
سلام الله عليكن ورحمتة وبركاتة
حبيت أن اقدم لكم اليوم هذه المشاركة البسيطه والمتواضعه وهو أول موضوع لي في هذا المنتدى المحترم والذي اكن له ولكل من فيه بالمحبه والاحترام… فأسئل الله أن يكون خالصا لوجهه الكريم وان يجعله في ميزان حسناتي وميزان حسنات كل من يقرأه ويستفيد منه.
موضوع اليوم هو عن الصبر، وأحب ان أبدأ الموضوع بأقوال الله سبحانه وتعالى حين قال:
"ياأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا"
وقال ايضا:
"ولمن صبر وغفر إن ذلك لم عزم الامور"
والايات في هذا الجانب كثيره، فالصبر كما هو معروف مفتاح الفرج، والصبر ضيـــــــــــاء فعلينا التحلي بهذه الصفة الحميده،
فإن أبتلانا الله وقدر لنا المرض …………………….. فلنصبر
وإن فقدنا شخصا عزيزا وغاليا …………………….. فلنصبر
وإن أبتلينا بأولادنا وأزواجنا وأموالنا ………………. فلنصبر
وإن تعرضتنا المشاكل …………………….. فلنصبر
وإن أصابنا الخوف …………………….. فلنصبر
وإن صعب علينا أمرا ……………………… فلنصبر
يالها من كلمة عظيمة وكم لها من أجر وقيمة، فأسمعي معي أختي الكريمة إلى هذه الاية الجليلة العظيمة، قال جل وعلا: "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب"
نعم أختي سيجازي الله الصابرين على صبرهم ويؤجرهم عليه بغير حساب، فهل علمتي اختاه بعظمة وفضل ربنا علينا، فياله من رب عظيم وياله من رب كريم.
لذا يجب أن يكون الصبر مرتبطا ارتباطا وثيقا بالاستعانة، وأن نعلم علما يقينا بأن الله يعلم بأمرنا وحالنا، وكيف لا؟
وهو يعلم دبيب النملة السوداء
على الصخرة الصماء
في الليلة الظلماء
نعم إن للصبر أخواتي ثقافة وهي كيفية التعامل مع النفس في أوقات الازمات والابتلاءات
وحثها على الاستعانة بإله المخلوقات
وإعدادها وتهيئتها للمواجهات والتحملات
فحقنا محفوظ عند رب الوجود وسنناله في الدنيا أو في الاخره أو في الاثنين معا.
وكما علمنا رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه حين قال بأن الصبر ضياء وذلك في حديث مالك الحارث بن عاصم الاشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" الطهور شطر الايمان، والحمدلله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمدلله تملأن- أو تملأ مابين السموات والارض- والصلاة نــــور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك- كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها أي معتقها من النيران أو مهلكها بالطرد من ساحة الرضوان".
فالصبر يضيء لنا الطريق
ويفتح لنا الابواب
والله سبحانه وتعالى يجزينا عليه الاجر والتواب
ففي حديث أبي يحيى صهيب بن سنان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلآ للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له".
ويكفينا شرفا وعزا بأننا في معية الله، فقد قال تعالى: "إن الله مع الصابرين"
فالله جل وعلا يبتلينا أما ليكفر عنا من سيائتنا وذنوبنا وخطايانا وزلاتنا وهفواتنا أو ليمحصنا- أي يختبرنا ليعلم مدى قوة ايماننا به وتوكلنا عليه ومن ثم يأمرنا ويدلنا على الصبر ويبشرنا بالجزاء.
قال تعالى في سورة البقرة:
"ولنبلونكم بشيءمن الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين"
فجميعنا يخاف ويخشى من زوال النعم وحلول النقم، ولكن إن أبتلانا الله وقدر علينا أمرا ما لاسمح الله- أنكفر أو نتململ ونضجر من قدر الله ؟!؟!؟!؟
لا والله فلنصبر نعم اخواتي لنصبر
فإن النصر مع الصبر
وإن الفرج مع الكرب
وإن مع العسر يسرا
ولنعلم أن ماأصابنا لم يكن ليخطئنا- وان ماأخطائنا لم يكن ليصيبنا.
فعن عائشة رضي الله عنها أنها سئلت النبي صلى الله عليه وسلم عن الطاعون فأخبرها: "بإنه عذابا يبعثه الله على من يشاء، فجعله الله رحمة للمؤمنين، فليس من عبد يقع في الطاعون فيمكث في بلده صابرا محتسبا يعلم بانه لن يصيبه الا ماكتب الله له الا كان له مثل أجر الشهيد". رواه البخاري
وأيضا من الاحاديث الداله على فضل الصبر عند البلاء مارواه البخاري عن ابي هريره رضي الله عنه وأرضاه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يقول الله تعالى: مالعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه (أي حبيبه) من أهل الدنيا ثم أحتسبه الا الجنة".
فما أجمل الصـــــــــــــــــبر أخواتي مع إحتساب الأجـــــــــــــــــــــــــر
أسئل الله لي ولكن ولسائر المسلمين أن يكتبنا الله عنده من الصابرين الصادقين، ونسأله العفو والعافية في الدنيا والاخرة وان يجنبنا الله المحن وشر الفتن ماظهر منها ومابطن.
فالأحاديث في هذا الباب كثيرة ولكني لاأريد أن أطيل عليكن أخواتي لذا سأتوقف بمشيئة الله عند هذا الحديث الذي يبشرنا فيه سيد البشرية عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام بأن بالصبر ننال الجزاء، ويصرف عنا البلاء، وتكفر عنا الذنوب والسيئات وتمحى عنا الزلات والهفوات:
فعن أبي سعيد الخدري وأبي هريره رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"مايصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه"
وأخيرا أوصي نفسي وأياكن بالصبر… واسئل الله تعالى لي ولكن أن يرزقنا الصبر عند البلاء، لننال عظيم الجزاء لنسكن دار البقاء. بإذنه سبحانه وتعالى فهو وليه والقادر عليه.
واسئل الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ماينفعنا، هذا وأستغفر الله لي ولكن، فأستغفروه وتوبوا اليه.
والسلام عليكن ورحمة الله وبركاته