السؤال : لي صديق كثيرا ما يتحدث في أعراض الناس ، وقد نصحته ولكن دون جدوى ،
ويبدو أنها أصبحت عادة عنده ، وأحيانا يكون كلامه في الناس عن حسن نية . فهل يجوز هجره؟ .
الجواب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وبعد:
الكلام في أعراض المسلمين بما يكرهون منكر عظيم ومن الغيبة المحرمة بل من كبائر
الذنوب؟ لقول الله سبحانه : {وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا
فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ}
ولما روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال : (أتدرون ما الغيبة ؟ فقالوا الله ورسوله أعلم فقال ذكرك أخاك بما يكره قيل يا
رسول الله إن كان في أخي ما أقول؟ قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد
بهته).
وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه (لما عرج به مر على قوم لهم أظفار من نحاس يخمشون
بها وجوههم وصدورهم ، فقال : يا جبريل من هؤلاء؟ فقال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس
ويقعون في أعراضهم). أخرجه أحمد وأبو داود بإسناد جيد عن أنس رضي الله عنه ، وقال
العلامة ابن مفلح إسناده صحيح ، قال : وخرج أبو داود بإسناد حسن عن أبي هريرة
مرفوعا : (أن من الكبائر استطالة المرء في عرض رجل مسلم بغير حق).
والواجب عليك وعلى غيرك من المسلمين عدم مجالسة من يغتاب المسلمين مع نصيحته
والإنكار عليه ، لقول النبي : (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم
يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) رواه مسلم في صحيحه . فإن لم يمتثل فاترك مجالسته .
لأن ذلك من تمام الإنكار عليه .
أصلح الله حال المسلمين ووفقهم لما فيه سعادتهم ونجاتهم في الدنيا والآخرة .
المفتي : الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لما عُرِجَ بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت من هؤلاء يا جبريل ؟ قال " هؤلاء الذين يأكلون لحومَ الناس (أي يغتابوهم) ويقعون في أعراضِهم" رواه أبو داود.
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قلتُ يا رسول الله أي المسلمين أفضل؟ قال عليه الصلاة و السلام: " من سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده " متفق عليه. يتبين لنا في هذا الحديث صفة المؤمن الكامل الذي يَسْلَم المسلمون من لسانه بحيث يجتنب غيبة أحد من المؤمنين ولا يشتمه ولا يقذفه (والقذف هو أن تتهم مسلماً عفيفاً بالزنى ) ولا يبطش بيده فيما حَرُمَ فلا يضرب مسلماً بغير حق ولو زوجته أو غلامه. وفي هذا الحديث أيضا تعريف للمسلم التقي المتحلي بالأخلاق الحسنة الحميدة التي حضّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على التخلق بها.