الســـلام عليكم ورحمة الله وبركاته .,
ما حكم الإسلام في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف …؟
الاحتفال بالمولد تكلم فيه العلماء وأوضحوا حكمه، وبينوا أن الاحتفال بالموالد بدعة لا أساس له في الشرع، وقد كتبنا في هذا كتابات منذ سنوات كثيرة، وبينا أن الاحتفال بالمولد من البدع التي أحدثها الناس، وأول من أحدثها فيما ذكرها بعض المؤرخين هم الفاطميون الشيعة الرافضة المعروفون حكام مصر والمغرب في الفئة الرابعة والخامسة، وأول ما أحدثها في الفئة الرابعة أحدثوا احتفالاً بالنبي – صلى الله عليه وسلم – وبمولد فاطمة والحسين والحسن، وبمولد حاكمهم، ثم تتابع الناس في ذلك، وأحدثها جماعة من المسلمين في كثير من الدول الإسلامية تقليداً لمن قبلهم، وإلا فالنبي – صلى الله عليه وسلم – لم يفعل ذلك ولم يأمر به، وهكذا أصحابه – رضي الله عنهم – والخلفاء الراشدون لم يفعلوه، وهكذا بقية أصحابه – رضي الله عنه – لم يفعلوه، وهكذا أصحاب القرون المفضلة القرن الثاني والثالث لم يفعلوه، وإنما حدث في القرن الرابع كما تقدم، والذين أحدثوه هم الشيعة هم الرافضة ليسوا بالقدوة في هذا ولا في غيره فالذي ينبغي للمؤمن أن يتأسى بأصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم -، وأن يسير على نهجهم في عدم إحداث البدع، ومن ذلك المولد، فإنه ليس له أصل في الشرع، وحب النبي – صلى الله عليه وسلم – وتذكر سنته أمر مطلوب دائماً، فينبغي للمسلمين دائماً أن يذكروا – صلى الله عليه وسلم – وأن يتبعوا سنته ويعظموها ويشجعوا عليها ويدعوا إليها في كل وقت في دروسهم وفي خطبهم وفي مجالسهم وفي معاهدهم وفي غير ذلك هكذا شرع الله لهم – سبحانه وتعالى -، وقد رفع الله ذكره وشرع للعباد إتباع سنته وتعظيم أمره، ونهيه -عليه الصلاة والسلام- فهو ينادى بذكره في كل يوم خمس مرات في الأذان وفي الإقامة أشهد أن محمداً رسول الله، والمسلمون يصلون عليه ويشهدون له بالرسالة في كل صلاة مرتين في الظهر والعصر والمغرب والعشاء مرتين التشهد الأول والتشهد الأخير وفي الفجر وفي الجمعة كذلك في صلواتهم النافلة يشهدون أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فهو – صلى الله عليه وسلم – مذكور بين المسلمين في صلواتهم وفي أذانهم وفي إقامتهم وفي غير ذلك، فليس بمنسي حتى يحيا له مولد ومذكور دائماً -عليه الصلاة والسلام-، فالواجب على المسلمين أن يتبعوا سنته، وأن يعظموا أمره ونهيه، وأن يكتفوا بما شرع وأن يحذروا البدع، فقد قال -عليه الصلاة والسلام-: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد). وقال -عليه الصلاة والسلام-: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد). يعني مردود. وكان يقول في خطبة يوم الجمعة عليه الصلاة والسلام: (أما بعد.. فإن أفضل الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد – صلى الله عليه وسلم -، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة). ويقول في الحديث: (إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعوة ضلالة). فالاحتفال بالموالد كلها من البدع، ومن جملة ذلك مولده- عليه الصلاة والسلام-. فينبغي للأمة أن يتركوا هذه البدع، وأن يجتهدوا في اتباع سنته، وتعظيم وأمره ونهيه، وأن يسارعوا إلى ما جاء به-عليه الصلاة والسلام- من الهدى، وأن يبتعدوا عما نهى عنه من الباطل، هكذا يكون حب النبي- صلى الله عليه وسلم -، وهكذا يكون تعظيمه، وهكذا يكون ذكره الذي ينفع العبد في الدنيا والآخرة، لا بالبدع والخرافات، وقد نبه جماعة من أهل العلم على هذه البدع كالشاطبي، وشيخ ابن تيمية، وجماعة آخرين، نبهوا على هذه البدع، وبينوا أنها خطأ، وأنها محدثة، فينبغي للمسلمين دائماً ترك البدع والحذر منها، والتواصي بأحياء السنة، والاستقامة عليها، واتباعها، والحذر من ما خالفها- نسأل الله للجميع التوفيق والهداية-. سماحة الشيخ في ختام….
[/align]