الحمد لله
خدعوك ـ أيتها المرأة ـ حينما قالوا لك : لقد ظلمك الرجل
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه ؛ و بعد :
لم يكن سلفنا الصََــالح ممن يتكلفون في إلـقاء المسائل التي توسع الشكوك و الظنون ، و تبث الفرقة و التنازع .. بل كـانوا أهل إيمان و يقين بما جاء به الإسـلام من شرائع و أحـكام .. أهل رضوخ وسكينة أمام الأدلة الشرعية المستمدة من القرآن الكريم و السنة النبوية .. و لهذا لم يُعرف في زمانهم إثـــــارة للقضايا و المــسائل المُفتعلة التي لا بركة فيها ..
ثم خلف من بعدهم من يتشدق و يتفيقه و يتكلف يريد أن يطوع الإســـلام لكي يُـرضي من لم يفهم هذا الإسلام أو هو ممن يكنون العداوة له .. تراه يحــاول جاهدا تطويع الإسلام لتقريبه لأولئك الذين انتكست فطرهم و فسدت عقولهم بزعم أنه يدعوهم إلى الإسلام السهل الميسر … وليته سكت فقد أفسد و هو لا يدري ـ إن أحسن الظن به ـ طبعًا ..
أقــــول : إن اهتمامنا بدعوة الناس إلى الإسلام لا يعني أن نحرف الإسلام لأجل أن يرضى به أولئك الذين نحاول إقـناعهم بشتى الطرق العقلية و النفسية و حتى و لو كــان على حساب صفاء الإسلام و نقاوته بعيدا عن الهوى و البدع .. فهذا خطأ لا يمكن أن يُقبل أن نسكت عليه هكذا و بكل بساطة ..
مَــن آمـن بالإسلام خــاطبناه بالدليل الصحيح بعيدا عن الخُــضوع لقيود الواقع المُـعاش أيا كانت هذه القيود أو الضغوط ..
فما جاء به الإســلام من تشريعات لابد أن تخضع إيها المسلم و تنقاد لها و قلبك مطمئن بالإيـمان ، لا كما يريده الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ..و ليس كما يريده دعاة التحلل و الانسلاخ و الشهوات المنحرفة و دعــاة تسوية المرأة بـــالرجل ، الذين يريدون أن تصبح المرأة كـــالرجل لا فروق بينهما ، و هم في قرارات أنفسهم يدركون هذا التفاوت الفطري ..
"و كل مسلم فهم الإـسلام يعرف تكريم الإـسلام للمرأة ، أمًـا كانت أو بنتا أو زوجة أو أختا ، و أنه قرر لكل واحدة منهن من الحقوق و البر و الرحمة ، ما يقنع المرأة المسلمة و يرضيها ، و ما لم تتطلع إلى أكثر منه ، وذلك عين العدل و الحكمة " [1] .
إن كل من يحـاول تسوية المرأة بالرجل "إنما أتي في نظري من تأثره بالحضارة الغربية المزيفة و من غلوه في قضايا المرأة متناسيا التفاوت بين الرجل و المرأة الذي بينه القرآن و السنة و الواقع و التاريخ الإنسـاني و أن هذا التفاوت بين الذكر و الأنثى بارز حتى في الحيونات صغيرها و كبيرها.
فالقرآن فاوت بين الرجل و المرأة في المواريث فالأخ يأخذ ضعف ما تأخذه أخته من الميراث" و " الإسلام يفرض على المرأة أن لا تخرج من بيت زوجها إلا بإذنه" [2]
"لقد أكرم الإسلام المرأة و أعطاها حقوقها التي تليق بها كاملة نظريا يرافقه التطبيق بكل ما في التطبيق من عدالة و دقة ، و صحح أوضاعها جميعا، و لو كانت المناصب الكبيرة و الصغيرة في الدولة ، من حقوق النساء لما توقف رسول الله صلى الله عليه و سلم عن بيانها و توضيحها و تنفيذها بعزم و قوة "[3]
"كل هذه التشريعات حق و عدل و حكمة و وضع للأمور في نصابها و الإسلام حين يشرع هذه التشريعات العادلة الخالدة لا يتملق أصحاب الشهوات و الأهواء الجـامحة ، و لا يتنزل إلى رغــبات النفوس المريضة و العقول المخبولة، قال تعالى :" و لو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات و الأرض و من فيهن ، بل آتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون" [المؤمنون: 71] و قال تعالى ـ بعد ذكر تشريعات عظيمة ـ " و الله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما" [النساء: 27]" [4]
فليحذر الذين يستمعون لكل ناعق ، فإن أصحاب إثارة هذه المـسائل يريدون زعزعة تماسك المرأة أولاً باعتبارها أمًا أو بنتا أو زوجة أو أختا ، ثم زعزعة أركان الأسرة و ضرب استقرارها ثم تفكيك المجتمع وإقـصاء الإسلام من حياة المسلمين في حياتهم اليومية ..
و أخيرا أرجو أنني قد ساهمت و لو بالنزر القليل في بيان ماهية المسألة و يتعلق بها ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه .
تسلمين
المواضيع الاسلامية المرتبطه بإسلامنا وعقيدتنا محد يقراها وسوالف المسلسلات والمصاخه مب مقصرين فيها من السباقين …
يكفيكم غفله ..
الله المستعان ..