تخطى إلى المحتوى

درس من دروس الأرض ، التي توصلك إلى السماء !! ) 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
= = ** = =
من بديهيات الأمور ، التي لا يختلف عليها العقلاء :
أن كنوز الأرض تحتاج من أجل إخراجها إلى إعمال جهد كبير ومتنوع :
جهد عقلي ، وجهد مالي ، وجهد عضلي ، وجهد نفسي ،
كما تحتاج إلى مال كثير ، وأوقات طويلة ، وصبر ومصابرة ، ومعاناة ،
وإصرار على الوصول ،
وعدم التفات إلى العقبات التي قد تعترض ،
ولا توقف مع العثرات التي قد تحدث ،
وهكذا حتى إذا ما بدأت تلك الكنوز تتكشف شيئاً فشيئا ،
هان كل تعبٍ ، وتلاشى كل عناء ، وطاب كل جهد ..!!

هاهنا درسان كبيران :
الأول : يتعلق بهذه الأمة الكريمة على الله سبحانه ..!
أما الثاني : فيتعلق بك أنت حيثما كنت ..!

أما الأول :
فحين آثرت أمتنا الخمول والكسل ، وانشغلت جماهيرها بمتابعة الشهوات ، استرخت مفاصلها !
فسبقتها الأمم في ميادين الحياة ، فعاشت مهينة على الفتات المتساقط من موائد الآخرين !
فإن هي أرادت أن تنهض من جديد ،
فعليها أن تكتشف كنوزها في طاقات أبنائها وبناتها _ وما أكثرها في مجالات مختلفة _
ثم تبذل من أجل ذلك ما بُذل من أجل إخراج كنوز الأرض ..!!

أما الدرس الثاني :
فإن كنوز نفسك الدفينة فيك ، كثيرة ومتنوعة ،
وهي تحتاج إلى مثل ما احتاجته كنوز الأرض من جهد متنوع ،
وبذل من الوقت والمال ، وصبر ومصابرة ، وإصرار ..!
وشيئا فشيئا تتكشف بين يديك كنوز نفسك ، وقد يهولك ما ترى ..!

ويومها سيهون في عينك كل تعب بذلته في هذا الطريق ،
وسيطيب لك كل جهد صرفته في هذه الرحلة ..

المهم هنا
أن تعزم عزمك الأكيد ، للسير في الطريق الموصل إلى تلك الكنوز ..
وتستعين بالله ولا تعجز ، وتشمر ولا تكسل ،
وتقرر أن كل جهد يبذل في هذا الطريق قليل من أجل تلك الغاية ..

إن كنوز النفس البشرية تنتظر أن تعمل من أجلها المعاول !
معاول العزم والإرادة ، وبذل الجهد ، وتحمل المشاق ، والصبر والمصابرة ،
والأخذ بالأسباب المتاحة ، وحسن التوكل على الله ،
ونصب الأهداف أمام العين لا تغيب ،
وعدم الالتفات إلى ملهيات الحياة الصارفة عن الهدف ،
والإصرار على الوصول ، ونحو هذا

إذا كانت النفوس كباراً ** تعبت في مرادها الأجسامُ
لكنها بعد هذا التعب ستحمد ما بذلت من جهد ، فعند الصباح يحمد القوم السرى ..!

وما من شيء عظيم وثمين إلا ويحتاج إلى تعب وبذل جهد للحصول عليه ..
لا تحسب المجدَ تمراً أنت آكلهُ ** لن تبلغَ المجدَ حتى تلعقَ الصبرا

وخذ مثلا على الطريق ، فبالمثال يتضح المقال :
الصدَيق رضي الله عنه ما بلغ تلك المنزلة العظيمة،
وحل في مكان الصدارة عند رسول الله صلى عليه وسلم ،
حتى كان أحب الخلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،

ما نزل تلك المنزلة بمجرد الأماني .. بل ببذل الجهد والمال والوقت ،
والصبر والمصابرة ، وتحمل العناء وطاب له ذلك الجهد كله ،
بل وحلا في قلبه !

الخشية عليك :
أن تبقى سبهللاً تنبلاً !! يمضي بك العمر وأنت على هذه الصورة المهينة ،
غير أنك ستعض بنان الندم ، وتقرع سن الحسرة ذات يوم ..!
ولعل هذا اليوم منك قريب ، وأنت لا تدري !!
أعني يوم يصبح بصرك فيه حديداً ..!

يوم ترى ملائكة العذاب يقفون على رأسك ، ويشرعون في انتزاع روحك !!
وأنت تحاول جاهدا أن تتشبث بالحياة ، ولو ساعة من نهار …!!
(حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ !!
كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) ..

هيهات هيهات ..!!
إن كان لا زال في رأسك مسكة من عقل فاجهد جهدك الآن ، وشمر من الساعة التي أنت فيها
، وإن كنت ممن منح عقله إجازة مفتوحة ، ويحسب أنه يحسن صنعا .. فالموعد الموت .. !!
وربما كان على بابك هذا المساء ، وأنت لا تزال تضحك ملء شدقيك ..!

اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة ، لنلقاك وأنت راضٍ عنا .. يا رب
منقـــ للفائدة ــــــول

بارك الله فيج اخيتي وجعله في ميزان حسناتج

يزاج الله خـــــــــير ..

اختي الفاضله جزاج الله خير الثواب وجعل كل ما تقدمية في ميزان حسناتك والهمنا واياكي جميعا لعمل الصواب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.