أخواتي و حبيباتي
أقدم لكل موضوعي هذا إلي..
إلي كل من يسعي إلي الشرف…
إلي كل من يطمع إلي المجد…
إلي كل من يرنو إلي السمو..
كفاك شرفا و مجدا و سموا…
أن يحتضنك سبحانه بالرسائل الربانية…
فهلا قرأتيها معي!!…
ربما عنوان موضوعي غريبا بعض الشئ…
فلأبدأ بالسؤال الآتي…. ماذا يريد الله من البشر؟؟..
والإجابة و اضحة..فالله تعالي يقول( و الله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما يريد الله أن يخفف عنكم و خلق اللإنسان ضعيفا ) صدق الله العظيم "النساء 27:28"
و كأن الله سبحانه و تعالي يقول: اريد أن أغفر لكم.. أن أرحمكم و أهديكم، فكان الغاية من الحياة و الهدف من الدنيا أن نقبل إلي الهداية.. و لهذا الهدف العظيم فإن الله سبحانه و تعالي لا يتركنا هكذا
إنما يرسل لنا في كل لحظة رسالة تقودنا إلي الهداية.. و إذ أمعنا في التفكير للحظات في جحيم هذه الرسائل لتعبنا لأنها كثيرة جدا..
و إذا كان هناك من يتساءل: ما ذنب غير المسلمين في الغرب الذين لم يسنعوا عن الإسلام؟ وكيف يحاسبون علي ذلك؟
فإننا نقول إن الرسائل الربانية لا تنحصر في المسلمين فقط و إنما تشمل الناس أجمعين
…………………………………
فهيا معا نعدد رسائل الله لهداية البشر..
فنجدها مثلا…
* الأنبياء …. فقد أرسلهم الله و لم يكتف بنبي واحد و إنما أنبياء كثيرين فقد قال الله تعالي :"" و إن من أمة إلا خلا فيها نذير "" صدق الله العظيم ""فاطر 24""
* كتب سماوية كثيرة و متعددة .. بلغات مختلفة و لأقوام كثيرين حتي ختمت بالقرآن الكريم
* هذا الكون الواسع من حولنا .. فمن يطالع الكون من حوله يشاهد بديع صنع الله تعالي و لذا العلماء يقولون: إن الله أرسل للبشر كتابين::
كتاب مقروء و هو "القرآن الكريم"… وكتاب منظور و هو "الكون"..
* الإنسان نفسه و خلقه العجيب ..
قال الله تعالي:"" و في أنفسكم افلا تبصرون "" صدق الله العظيم "الذاريات 21"
أنظر إلي تفسك كيف تتحرك و كيف هي أعضاؤك و كيف جهازك الهضمي و كيف دمك الذي يسري في عروقك؟؟…علم عظيم و حكمة تدل علي خالق مبدع سبحانه و تعالي..
هذه الرسائل كلها رسائل عظيمة و عجيبة و هي رسائل عامة
……………………………………..
رسائل خاصة::::::
لكل واحد فينا رسالة خاصة به وحده تجذب قلبه و تفيق هذا الإنسان و قد تهزه و تزلزل كيانه لكن للأسف لسنا جميعا نجيد القراءة..
لسنا جميعا نفهم الله عز وجل و لذا كان من أجل نعم الله علي الإنسان أن جعله يفهم..
فمن فهم أدرك حكمة الله في تصريفه لحياته فيزيد تعلقه بالله سبحانه و تعالي.. و من وفقه الله سبحانه حقيقة هو من وفقه إلي فهم رسالته..
و من سوء عمل الإنسان أن تزيد غشاوته فلا يدرك هذه الرسائل و لا يفهمها و ثمود مثال علي ذلك
قال الله تعالي:"" و اما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمي علي الهدي "" صدق الله العظيم "فصلت 17"
………………………………………
…. و هنا معكم سنخص الحديث عن الرسائل الخاصة التي قد تكون """خفية"""
مثل ان تقع عيناك علي فقير نعدم لا يجد ما يأكله، أو يدور حول قمامة يحاول ان يجد ما يسد رمقه…
فيقول المبصر:: الحمد لله علي العافية و النعمة.. أو أن تري صلحب سلطة و قوة كيف يظلم حتي نزع الله سلطانه و تركه معدما فيستيقظ المبصر و يقول: لن أعتمد علي أحد سأعتمد علي الباقي الذي لا يفني أبدا
و ممكن ان تكون الرسائل "" أكثر وضوحا """
لكنها تحتاج قراءة متأنية …موت صديق مثلا ..أو مصيبة تقع لك فتتذكر أنك فعلت من الذنوب ما يستحق عليه أكثر من ذلك فيذكرك الله..
فالله يوفقك و يقول لك: أين تذهب؟..لن تسمعها بأذنيك و لكن ستكون واضحة أمامك في مشكلة تحدث لك في مرض ابن أو نقص في رزق ..من لك غير الله؟… من سيأخذ بيديك غيره؟
…………………………………………..
وهناك أمثله كثيرة علي الرسائل الواضحة تماما التي لابد أن تقرأها…
** و منها الرسالة التي ارسلها الله إلي "مالك بن دينار" و هو أحد كبار التابعين.. كانت بدايته فاجرا شديد العصيان ..يقول هو عن نفسه:
ما تركت ذنبا إلا فعلته ..ظللت علي ذلك عمرا أؤذي الناس و آخذ أموالهم حتي جاء يوم رأيت رجلا في السوق يشتري حلوي و يقول للبائع::
أعطني و زدني فإن لي ثلاث بنات و إن الرسول بشر من يدخل البسمة علي وجه بنات صغار بالجنة
يقول: فوقع في قلبي حب البنات فتمنيت أن أتزوج و أنجب بنتا"" لا حظوا تلك الرسالة شديدة الوضوح""
يقول : إشتقت للزواج و لكن تساءلت من يزوجني و أنا علي فجوري هذا..فقللت من فسقي بعض الشئ.. و أنجبت ابنة كما طلبت من الله سميتها""فاطمة"..أحببتها بشدة و كلما كبرت كلما قوي الإيمان في قلبي و ضعف الفسق و الفجور حتي أصبحت البنت ثلاث سنوات
و رغم أنني كنت سكيرا إلا أنني قللت من الشراب كثيرا حتي كنت أشرب يوما فأزاحت بيديها الكأس عن فمي فشعرت أن يد اله هي التي أزاحته..
حتي حدث أمر عجيب..فجأة …ماتت "فاطمة""…يقول:
رجعت أسوأ مما كنت من قبل لا أكاد أفيق من الخمر..
حتي جاءت ليلة فقلت:
لأسكر كما لم أسكر من قبل..فشربت و سكرت حتي أغشي عليا..
فرأيت في المنام رؤيا عجيبة رأيتني يوم القيامة و الهول عظيم.. و قد دنت الشمس للرؤوس.. فمنهم من يصل العرق إلي كعبيه و منهم من يسبح فيه
ثم بدأ النداء..حتي سمعت اسمي ينادي للعرض علي الجبار..فاختفي البشر من حولي ووجدتني وحدي في موقف الحساب..
و إذا بثعبان ضخم يأتي فاتحا فاه ليبتلعني فجريت و جريت حتي وجدت رجلا عجوزا فقلت له:
أنقذني من الثعبان… فقال: يا ابني أنا ضعيف و لا أستطيع إنقاذك..لكن أجري في هالإتجاه لعلك تنجو
فجريت و جريت حتي وجدت النار أمامي و الثعبان خلفي.. فظللت أجري ووجدت الرجل العجوز يبكي لحالي .. و أشار لي في إتجاه آخر.. كان جبل و عليه أطفال صغار هم ماتوا
فنادوا علي إبنتي"فاطمة":يا فاطمة..يا فاطمة..أدركي أباكي..
جاءت فاطمة فعرفتها و عرفتني.. فأخذتني بيديها اليمني و دفعت الثعبان بيدها اليسري و جلست في حجري و أنا أرتعد
فقلت:: يا بنتي ما هذا الثعبان الضخم؟..فقالت:: هذا عملك السيئ.. فقلت"و الشيخ من هو؟… قالت: هذا العمل الصالح أنت أضعفته و لا يستطيع إنقاذك.. ولولا موتي لما وجدت من ينقذك..
ثم قالت:: بسم الله الرحمن الرحيم ::"" ألم يأن للذين أمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله و ما نزل من الحق "" صدق الله العظيم
رب قد آن يارب..
فقمت من نومي … فجريت و إغتسلت و جريت للمسجد.. فإذا آذان الفجر…فدخلت المسجد فإذا بالإمام يقرأ نفس الآية
يقول"مالك": ففهمت عن ربي..فعلمت أنني إن لم أعد إليه اليوم فقد لا يقبلني بعد اليوم..
………………………………………….. …
الحقيقة أنني أعلم الكثير منكم سيتساءل عن الأمر.. يريدون خطوات عملية للإقبال علي الله و الرجوع إليه…
و إسمحوا لي أن أجيب عن بشكل عملي و محدد..سأقدم خطولت و اقعية:
خمس خطوات …ليست من عندي و لكن الرسول الكريم صلي الله عليه و سلم هو الذي نبه إليها و هي مفاتيح للدخول إلي الله عو وجل:::
أولا:: الصلاة في أول الوقت… و المواظبة علي ذلك و هي أكثر ما يرضي الله
ثانيا:: ذكر الله… و لو لخمس دقائق في اليوم
ثالثا:: الدعاء إلي الله كل يوم.. طبعا لابد و أن تحتاجين أشياء كثيرة..فأدعي بها بأي لغة
رابعا:: امحافظة علي قراءة القرىن الكريم كل يوم… و لو صفحة واحدة
خامسا:: البعد عن أصحاب السوء..
………………………………………….. …….
و عند سؤال أحد الشباب التائبين ::
كيف لم تؤثر في البداية موت بعض من أصدقائك؟؟
قال:: الحقيقة كلما كنت أتوب كنت أرجع و أعتقد ان الناس هم أصحاب السوء.. فأنا موجود في نفس البيئة و المعصية..كنت اريد ان اقترب من الله لكنني لا اعرف كيف؟؟
و احب أن أقول شيئا.. أن أصدقائي من ماتوا لابد و أن بعثوا برسائل لكنها قوبلت بالرفض منهم
هل حين بدأت الإلتزام وجدت أن الله سبحانه و تعالي يرسل لك رسائله الربانية و مساعداته لتثبيتك؟؟
قال:الحمد لله ذهبت للحج هذا العام..وكنت قد خطبت فتاة لكنها لم تكن ملتزمة فكنت أدعو سبحانه و أنا بالبت الحرام أن يقربها لي و يقربني لها و لو كانت فيها خيرا لي يجعلها من نصيبي و لو شرا يبعدني عنها..
و بعدها وفقني الله فيها زوجة صالحة
…………………………………………
حبيباتي و أخواتي الغاليات..
أتمني أن أختم كلامي معكم برسالة ليست مني..لكنها رسالة ربانية..
بل هي حديث قدسي جميل…
"" يا عبادي إني حرمت الظلم علي نفسي و جعلته بينكم محرما.. فلا تظالموا… ياعبادي كاكم ضال إلا من هديته فإستهدوني أهدكم..
ياعبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فإستطعموني أطعمكم..
يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فإستكسونس أكسكم..
يا عبادي إنكم تخطئون بالليل و النهار و أنا أغفر الذنوب جميعا..فأستغفروا أغفر لكم..""
…………………………………..
أتمني أن أكون أفدتكم بشئ .. و أتمني إن شاء الله من الجميع الدعاء لي و لكم و للأجمعين
جزاكم الله كل الخير و يجمعنا أنا و إياكم في الفردوس
أختكم
"الحمادية"
اسعدني مرورج الكريم..