تخطى إلى المحتوى

ستر عورات المسلمين . 2024.

  • بواسطة

السَّـلامُ عليكُـم ورحمـةُ اللهِ وبركاتُـه ،،

|| مِـن آدابِ الإسْـلام ||

سَـترُ عَـوراتِ المُسلميـن

..◈ |❀|◈..

العَـورةُ : كُلُّ ما يستره الإنسانُ استنكافًا أو حياءً .
ومعنى ذلك : أنَّه لا يُحِبُّ أنْ يطَّلِعَ غيرُه عليه أو أنْ يعلمَ به .

فعلى كُلِّ مُسلمٍ أنْ يُراعىَ حُرمَةَ غيره ، ولا يكشف أسراره ، ولا يفضحه بين الناس بإظهار عيوبه وكشف عوراته ،
فرُبَّما نفَّر هذا الناسَ عنه ، وأوجد في قلوبهم بُغضَه . واللهُ تعالى يَسترُ عوراتِ عِباده ولا يفضحهم بين خلقه ،
إلَّا مَن استكبر وعاندَ وخالفَ شرعَ الله .

وللأسف ، فإنَّ بعضَ الناس يكشفون عوراتِهم بأنفسهم ،
ويُظهرون لغيرهم عيوبَهم ونِقاطَ ضعفِهم ومعاصيهم . فتجدين الشخصَ يفعلُ المعصيةَ ولا يعلمُ بها أحدٌ إلَّا الله تعالى ،
وبدلآً مِن أنْ يسترَ نفسَه ويسكُت ، وبدلاً مِن أنْ يتوبَ إلى الله عَزَّ وَجَلَّ مِن معصيته ،
يذهبُ ويُحَدِّثُ الناسَ بما فعل ، وقد يشمتون به ، ويُبغضونه ، ويستصغرونه .

يقولُ نبيُّنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم :
(( كُلُّ أمَّتي مُعافَى إلَّا المُجاهِرين ، وإنَّ مِن المُجاهرةِ أنْ يعملَ الرجلُ بالليل عملاً ،
ثُمَّ يُصبحُ وقد ستره اللهُ عليه ، فيقول : يا فُلان ، عملتُ البارحةَ كذا وكذا ، وقد بات يستره رَبُّه ،
ويُصبِحُ يكشِفُ ستر اللهِ عنه )) مُتَّفَقٌ عليه ..
عافانا اللهُ مِن ذلك .

ومِن ذلك أيضًا : مُحاولةُ التجسُّس أو التَّنَصُّت على الآخرين لمعرفةِ أحوالهم وأسرارهم ، وكشف عوراتهم ونشرها ،
وقد ورد الوعيدُ مِن ذلك في قول نبيِّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :
(( مَن تسمَّعَ حديثَ قومٍ وهم له كارهون ، صُبَّ في أُذُنَيْه الآنُك يوم القيامة )) صحيح الأدب المُفرد ،،
والآنُك : هو الرَّصاص المُذاب .. فهل يُطيقُ المُتنصِّتُون ذلك ؟! وهل يَرضونه لأنفسهم ؟!

ومِن أكثر وأهم العورات التي يجبُ المُحافظةُ عليها وسترها : المرأةُ المُسلمة ،
لقول رسولنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( المرأةُ عَورة )) حديثٌ حَسَنٌ رواه الترمذىّ ،
لذا وجَبَ سترها باحتجابها في بيتها ، وتمسُّكها بحجابها الشرعىِّ الكامِل عند خروجها مِن بيتها .

..◈ |❀|◈..

والذين يكشفون عوراتِ المُسلمين لا شَكَّ أنَّهم يعملون بذلك على إشاعةِ الفاحشةِ في المُجتمع المُسلم ،
وقد توعَّد اللهُ تعالى أمثالَ هؤلاءِ بالعذاب الأليم في الدُّنيا والآخرة ، يقولُ رَبُّنا تبارك وتعالى :
﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ ﴾ النور/19 .

بل إنَّ هذا الوعيدَ لِمَن يُحِبُّون إشاعةَ الفاحشةِ في المُجتمع المُسلِم ، فما بالُنا بمَن يقومون بإشاعتِها فِعلاً ..؟!

وعلى كُلِّ مَن سمع مَن يتكلَّمُ في عِرضِ أخيه أنْ يَـذُبَّ عنه ، وأنْ يمنعه مِن ذلك ،
يقولُ نبيُّا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( مَن رَدَّ عن عِرضِ أخيه رَدَّ اللهُ عن وجهه النارَ يومَ القيامة ))
حديثٌ حَسَنٌ رواه الترمذىّ .

أسألُ اللهَ جَلَّ وعَلا أنْ يَستر عوراتِنا ، وأنْ يحفظنا ، ويُجنِّبنا ما يُسخِطه .

يزاج الله خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.