أظهرت دراسة حديثة تهدف لفهم أسباب انتشار السمنة وزيادة الوزن في الولايات المتحدة، أن شراب الذرة وهو أحد أشكال السكر المصنع، يؤدي إلى زيادة الوزن بمعدلات عالية وفقا لدراسة حديثة نشرتها مؤخرا جامعة برنستون.
تؤكد الدراسة على ضرر سكر الذرة الذي يعرف بالاسم High-fructose corn syrup (HFCS)، وذلك من خلال مقارنة تناول ذات الكمية من سكر المائدة وسكر الذرة في عينات تتساوى فيها الحريرات.
أثبت فريق الباحثين في دراسة نشرت في المجلة الطبية Pharmacology, Biochemistry and Behavior، أن مواد التحلية السكرية تختلف في تأثيرها على زيادة الوزن، حيث زاد وزن حيوانات المختبر بدرجة 48% أعلى عند تناولها سكر سائل الذرة مقارنة مع حيوانات أخرى قدم لها السكر العادي بمقادير متساوية بالنسبة لعدد الحريرات في نوعي السكر.
أظهرت الدراسة، إلى جانب زيادة الوزن نتيجة لتناول سكر الذرة، ارتفاع شحوم الجسم خاصة في منطقة البطن مع زيادة في شحوم الدم التي تسمى تريجليسيريد وهي مواد تشكل مخاطر للإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسرطان ومرض السكري.
وتزعم شركات تصنيع المنتجات الغذائية والمشروبات الغازية أن شراب الذرة لا يختلف عن أنواع السكر والمحليات الأخرى في ارتباطه بزيادة الوزن والسمنة لكن نتيجة الدراسة تبين عدم دقة ذلك الإدعاء.
يتألف كلا من سكر المائدة العادي وسكر الذرة من نوعين من السكر هما الفركتوز والغلوكوز ولكن المشكلة تكمن في نسب هذه، فحين يشكل هذين النوعين نسبة متساوية في سكر المائدة أي 50% للفركتوز و50 للغلوكوز، تتباين النسبة بلا توازن في سكر الذرة أي 55% فركتوز و 42% غلوكوز ومواد أخرى تدعى ساكاريد saccharides، كما أن طريقة تصنيع سكر الذرة تتحرر جزئيات الفركتوز لتصبح طليقة وشرهة للامتصاص والتفاعل، بينما تكون جزيئات الفركتوز المستخلصة من قصب السكر والشوندر السكري، مرتبطة بجزيئات مقابلة تستدعي مرحلة في عملية استقلاب قبل أن يقوم الجسم بامتصاصها.
أما الدليل الدامغ الذي توجه فيه الدراسة أصابع الاتهام لسائل الذرة فهو أنه منذ إدخاله قبل 40 سنة كوسيلة رخيصة لتحلية المنتجات الغذائية في الولايات المتحدة شهدت معدلات البدانة صعودا صاروخيا وفقا لمركز الوقاية من الأمراض في الولايات المتحدة. فبينما كانت حصة البدناء حوالي 15% عام 1970 من عدد سكان الولايات المتحدة أصبحت نسبتهم حاليا 33,3%
يوجد سائل الذرة في معظم الأغذية المصنعة من الكاتشاب والمشروبات الغازية وحتى العصائر ومشروبات الصودا والحبوب (كورن فلكس) والألبان والمايونيز والبسكويت.
تتكامل أبحاث فريق برنستون في هذه الدراسة مع أبحاث سابقة للفريق والتي توضح أنه يمكن اعتبار سكر الذرة مادة تتسبب بالإدمان الشديد على تناول السكر بكون تأثيرها على الدماغ يماثل المخدرات التي تتسبب بالإدمان.
(تفضل شركات تصنيع المنتجات الغذائية هذا السكر الضار لما تعتبره ثورة في تسهيل التصنيع من خلال رخص سعره ومرونة في نقله في الصهاريج بسهول كبيرة، أما المخاوف الصحية فهي مشكلة المستهلك فقط – المحرر).