تخطى إلى المحتوى

فضيلة ليلة النصف من شعبان 2024.

  • بواسطة

ليلةُ النصف من شهر شعبان ليلة مباركة، ثبت فضلها بأحاديثَ وآثارٍ وعمل السلف والخلف؛ ومن ذلك ما أخرجه ابن حبان في صحيحه وأحمد في مسنده، والترمذي في السنن، وغيرهم من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يطلع الله إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا المشرك أو المشاحن»، وفي رواية أحمد: «أو قاتل نفس».

وقد ورد هذا الحديث بألفاظ متقاربة عن جمع من الصحابة رضي الله تعالى عنهم؛ منهم: أبوموسى الأشعري، وأبوهريرة، وأبوبكر الصديق، وعوف بن مالك، وعائشة، وأبوثعلبة الخُشَني، وعبدالله بن عمرو بن العاص. وورد من حديث علي رضي الله تعالى عنه عند ابن ماجة في سننه أنه صلى الله عليه وسلم، قال: «إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها، فإن الله تعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول: ألا مِن مستغفر فأغفر له، ألا مِن مسترزق فأرزقه، ألا من مبتلى فأعافيه، ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر».

وهذه الأحاديث وإن كان لا يخلو واحد منها من مقال، إلا أن ضعفها غير شديد فيجبر بعضها بعضا كما هي قاعدة أهل الحديث، فإنه يتقوّى ولو بطريق واحد، فإذا كثرت الطرق وتعددت الشواهد انجبر حتما وارتقى إلى مرتبة الحسن لغيره.

وهذا ما قرره كثير من المحدثين ممن عُنوا ببيان الأحاديث الواردة في هذه الليلة، فقد أفردها بالتأليف الحافظ ابن الدبِيثي (ت سنة 637هـ)، في جزء مطبوع، وكذلك العلامة المحدث عبدالله بن محمد بن الصديق الغماري، بمؤلف خاص سماه «حسن البيان في ليلة النصف من شعبان».

وتكلم الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في صحيحته عن هذه الأحاديث كلاماً محققاً مستفيضاً، صدره بقوله: «حديث صحيح روي عن جماعة من الصحابة من طرق مختلفة يشد بعضها بعضاً»، وأنهاه بقوله: «وجملة القول أن الحديث بمجموع هذه الطرق صحيح بلا ريب، والصحة تثبت بأقل منها عدداً، مادامت سالمة من الضعف الشديد كما هو الشأن في هذا الحديث»، ثم رد على من قال إنه ليس في فضل ليلة النصف من شعبان حديث صحيح، بقوله: «ليس مما ينبغي الاعتماد عليه، ولئن كان أحد منهم أطلق مثل هذا القول، فإنما أتي من قبل التسرع، وعدم وسع الجهد لتتبع الطرق على هذا النحو الذي بين يديك».

وقد كان السلف من التابعين يُحيون هذه الليلة عملاً بما ورد فيها من آثار، فقد ذكر ابن رجب الحنبلي في «لطائف المعارف» أن التابعين من أهل الشام كخالد بن معدان، ومكحول، ولقمان بن عامر وغيرهم، كانوا يعظمونها ويجتهدون في العبادة فيها.

وذكر محمد بن إسحاق الفاكهي مؤرخ مكة المشهور أن أهل مكة في ما مضى إلى اليوم ـ يعني يوم تأليفه قبل اثني عشر قرناً ـ إذا كان ليلة النصف من شعبان خرج عامة الرجال والنساء إلى المسجد، فصلوا وطافوا وأحيوا ليلتهم بالقراءة في المسجد الحرام حتى يختموا القرآن كله، وهذا من المسارعة إلى الخيرات في القرون المفضلة، ونحن أولى بذلك في القرون المتأخرة.

مشكوره أختي ع الموضوع وجزاك الله كل خير

يزاج الله خير

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)) [رواه الطبراني وابن حبان وهو حديث صحيح]. ولنا مع هذا الحديث الذي يتعلق بالنصف من شعبان أربع وقفات مهمة:

الأولى: أن الله يغفر فيها لكل عباده إلا المشرك فتفقد نفسك يا عبد الله، وفتش باطنها، فلعلك أن تكون مبتلى بشيء من هذه الشركيات المنتشرة في الأمة، ولا تظنن بنفسك خيرا بل فاتهمها في جانب الله وفي تقصيرها، ولا تقل أني بريء من الشركيات، ولا يمكن أن أقع فيها، ويكفى أنني أعيش في بلد التوحيد، فإن هذا غرور وجهل منك، إذا كان أبو الأنبياء وإمام الحنفاء خليل الرحمن يخشى على نفسه الشرك، بل يخشى على نفسه وعلى بنيه عبادة الأصنام، قال الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام: واجنبني وبنيّ أن نعبد الأصنام وقد بين إبراهيم ما يوجب الخوف من ذلك فقال: رب انهن أضللن كثيراً من الناس .قال إبراهيم التيمي: من يأمن البلاء بعد إبراهيم؟ فلا يأمن الوقوع في الشرك إلا من هو جاهل به، وبما يخلصه منه، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: ((أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، فسئل عنه؟ فقال: الرياء))

الوقفة الثانية: خطورة الشحناء والبغضاء بين الناس، وأن الله لا يغفر للمتشاحنين، والشحناء هي: حقد المسلم على أخيه المسلم بغضا له لهوى في نفسه، لا لغرض شرعي ومندوحة دينية، فهذه تمنع المغفرة في أكثر أوقات المغفرة والرحمة، كما في صحيح مسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه مرفوعا: ((تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول: انظروا هذين حتى يصطلحا))، وقد وصف الله المؤمنين عموما بأنهم يقولون: ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين ءامنوا ربنا إنك رؤوف رحيم . قال بعض السلف: أفضل الأعمال سلامة الصدور وسخاوة النفوس والنصيحة للأمة وبهذه الخصال بلغ من بلغ، وسيد القوم من يصفح ويعفو، فأقِل يا عبد الله حتى تُقال.

الوقفة الثالثة: إحياء بعض الناس لليلة النصف من شعبان، وبعضهم يصليها في جماعة ويحتفلون بأشياء وربما زينوا بيوتهم، وكل هذا من البدع المحدثة التي لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحبه ولا تابعوهم، وهم الحجة لمن أراد سواء السبيل وما ثبت في هذه الليلة من فضل هو ما قدمناه من أنك يجب عليك أن تحقق التوحيد الواجب، وتنأى بنفسك عن الشرك، وأن تصفح وتعفوا عمن بينك وبينه عداوة وشحناء، أما إحداث البدع في هذه الليلة فإن أهلها هم أولى الناس بالبعد عن رحمة الله، وأن ينظروا هم حتى يتوبوا من بدعتهم.

الوقفة الرابعة: أن لا يصوم الإنسان بعد منتصف شعبان بنية استقبال رمضان وحتى يحتاط لشهر رمضان بزعمه فإن هذا من التنطع والغلو في الدين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى رمضان)) فهذا الحديث وما في معناه للمتنطعين والمتشددين الذين يستقبلون رمضان بالصيام بنية الاحتياط لرمضان، فهذا منهي عنه، ولا يدخل في هذا أن يصوم الإنسان ما كان معتادا له من صيام الاثنين والخميس مثلا، أو ثلاثة أيام من كل شهر، أو القضاء، أو النذر. وما له تعلق بهذا أيضا، حرمة صيام يوم الشك قال عمار بن ياسر رضي الله عنه: من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم. ويوم الشك هو اليوم الذي يشك فيه هل هو من رمضان أو من شعبان و هو يوم الثلاثين، فيحرم صومه بنية الاحتياط قال: صلى الله عليه وسلم: ((لا تقدموا رمضان بيوم أو يومين إلا من كان يصوم صوما فليصمه))
فهذا في الرجل الذي له عادة ويصومه بنية التطوع لا بنية الفرض، وأنه من رمضان أو بنية الاحتياط، فالنية هي الفيصل هنا، ((إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى)). اللهم إننا نسألك رحمة تهدي بها قلوبنا .

https://alminbar.net/malafilmy/shabaan/malaf1.htm

يزاج الله خير

جزاكم الله خير

بارك الله فيكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.