ومن فنون تجاهل الخطأ
فن الصفح الجميل
يقول تعالى : { وإن الساعة لآتية , فاصفح الصفح الجميل } الحجر : 85 ، فالحياة الزوجية الجميلة هى التى تتحصن بالصفح الجميل ، فى مسامحة كل من الزوجين لبعضهما ، خاصة إذا أخطأ أحدهما على الآخر ، فيحظي بتحقيق قوله تعالى : { وليعفوا وليصفحوا } النور : 22 ، ويضمن الزوجان الجنة ، يقول صلى الله عليه وسلم : [ حُرم على النار كل هين ، لين ، سهل ، قريب من الناس ] رواه أحمد ، وإن أقرب وأعز وأحب الناس للزوج زوجته ، وللزوجة زوجها .
وما أجمل أن تتشابك يد الزوج مع زوجته ، يوم القيامة ، وهما يسمعان نداء النبي صلي الله عليه وسلم لهما : [ ينادى المنادى يوم القيامة : ليقم مَن أجره على الله ، فلا يقوم إلا من عفا ] ، مصداقاً لقوله تعالى : { ومن عفا وأصلح فأجره على الله }الشورى : 40 .
وإنها فى حياتنا الزوجية لمتعة ولذة ، تنعش مشاعر الزوجين ، بدلاً من التشقى والانتقام , وإضمار السوء ، وإخفاء البغض :
من ذا الذى ما ساء قط ومن له الحسنى فقط
فلماذا نصنع التوتر فى حياتنا ؟
ولماذا نحكم على حياتنا بالقلق ؟
ولماذا لا نحقق فى حياتنا ( الزوج الصفوح ) و ( الزوجة الصفوح ) ؟
يقول الإمام الشوكانى فى تفسير قوله تعالى : { فاصفح الصفح الجميل } الحجر : 85 , " تجاوز عنهم , واعف عفواً حسناً , وعاملهم معاملة الصفوح الجميل " , فما أحوجنا كأزواج فى بيوتنا إلى :
( معاملة الصفوح الجميل ) .
خطوات الصفح الجميل
وعند الخلاف الزوجى هناك خطوات عملية للصفح الجميل عند الخطأ :
الخطوة الأولى
الاعتقاد بالخطأ ، قولاً أو فعلاً أو سلوكاً ، وأنه ليس صراع بين الزوجين , أو تناقض أو تضاد .
الخطوة الثانية
المحافظة على التقدير والاحترام , مما يمهد الطريق فى النفس نحو التسامح ، عن طريق التعامل بأدب ورقى ، والابتعاد عن اللوم والألفاظ الجارحة التى تخدش المشاعر ، وحمل نية مواصلة الحب , بالابتعاد عن كل ما يثير الاستفزاز أو الاستياء .
الخطوة الثالثة
الابتعاد عن النرجسية و الأنانية ، ( وأن الخطأ غير وارد علىّ ) ، فهذا هو الذى يدمر الصفح الجميل ، ولكن دون هجر أو تجهم أو دعاء عليه أو تهكم منه ، بل كما فعل الأب الحنون , مع أبنائه عند خطئهم : { قال سوف أستغفر لكم ربى , إنه هو الغفور الرحيم } يوسف : 97 ـ 98 .
فن نسيان الأخطاء
فن الاعتذار
ــ هل يشعر الزوج بالمهانة عندما يطلب من زوجته أن تسامحه على خطأ ارتكبه فى حقها ؟
ــ ولماذا لا ينطق بها لسان الأزواج , إلا أثناء العلاقات الحميمة ( سامحينى – أنا مخطئ ؟ – آسف )
ــ وهل لاعتذار الزوج كرجل , أشكال وبدائل غير ما تتوقعها الزوجة من التصريح بالقول ؟
ــ وهل الهدايا والابتسامات واستئناف الحديث والمساعدة فى أعمال البيت من جهة الرجل تفى الغرض ؟
نعم … كل ما سبق هو الحقيقة ,
ولذلك فالنصيحة من أجل نسيان الأخطاء ، هو تقبل اعتذار الرجل بطريقته ، لكى تسير سفينة حياتنا الزوجية ، وإن كانت الزوجة كامرأة تعتذر وتتأسف وذلك على طريقتها ، فلا تطلب من الرجل أن يعتذر لها عن خطئه بطريقتها هى ، ولكن تقبله كما هو بطريقته هو .
لقد تفهمت إحدى الزوجات هذه الفروق ، فقالت : ( مع مرور الوقت أصبحت أفهم المغزى من هذه الإشارات الرمزية ، وأتجاوب معها كدلالة على أننى قبلت اعتذاره ، ففى النهاية لابد أن تستمر الحياة ) .
وزوجة أخرى تقول
( فى النهاية يكفينى أن زوجى لا يقصد إيذائى ، أو جرح مشاعرى ، وبين الحين والحين أردد وصية أمى : ( حينما أوصتنى بأن أعرف متى أحنى رأسى للعاصفة حتى تمر ) .
وتقول أخرى
( فى اعتقادى فإن كل أخطاء الأزواج يمكن الصفح عنها والتغاضى عنها ماعدا فعل الخيانة , فلا أعتقد بمقدور أية زوجة , نسيان أنها كانت ضحية للخيانة من قبل زوجها ) .
ولكى نطمئن الأزواج ، حتى ننسى أخطاءنا ، أبشركم بأن الزوجات قد أجمعن : بأن الرجل عندما يعتذر فإنه لا يسقط من عين زوجته , أو يهون أمره عليها ، بل ترتفع قيمته فى نظرها ، ويعلمها درساً فى الأمانة والشهامة واحترام الذات.
إن جملة ( سامحنى ــ أنا أسف ) بأى طريقة كانت ، غالباً ما تصفى الأجواء ، وتفتح الأبواب أمام التعاطف والتواصل ، وتمنح فرصة للبدء من جديد , كما أنها تجلب الثقة والأمانة والتواضع ، وهذه من أجمل الصفات التى يمكن أن يتشاركها الزوجان .
ومن فنون نسيان الأخطاء
لا تسمحا لأحد بالتدخل فى معرفة الأخطاء , ولا يكن أحدكما سبباً فى تكبير الخطأ .
احذرا من التحدث عن الأخطاء أمام الأولاد , وما يصاحب ذلك من انفعالات , حتى ولو كانت بسيطة .
تذكرا عند الخطأ حسنات الآخر فهى الطريق لطرد الخطأ ونسيانه .
يسأل كل من الزوج والزوجة أنفسهما هذه الأسئلة ، للمساعدة فى نسيان الخطأ :
ــ ما يعجبنى فى الطرف الآخر ؟
ــ ما الأيام السعيدة التى مرت بنا ؟
ــ ما الأعمال المشتركة التى تمتعنا بها ؟
ــ ما الذى يسعد الآخر ويبهجه ؟
ــ ما الحلم المشترك الذى يجمعنا ؟
5- احذرا ذكر الماضى المؤلم , خاصة بعد الاعتذار , فإنه مثل فتح الجروح الملتئمة .
6- اذكرا أن لكل واحد منكما أخطاء , ولو اهتم كل واحد بإصلاحه أولاً , لسارت الأمور على ما يرام .
7- لا تفكرا فى المتاعب والهموم التى أحاطت بكما عند الخطأ ، ولا تفكرا إلا فى صفاء القلب ونقائه .
8- لا تقفا عند التوافه أو الأمور غير النافعة ، فذلك يطرد التوقف عند الخطأ ، أو مدعاة لتكبيره ، وهذه تمثل عملية غربلة ، حيث لا يبقى فى الذهن إلا النافع والمفيد .
هل نسيان الأخطاء عملة نادرة ؟
لقد سئل مجموعة من الأزواج والزوجات ، حول الأخطاء التى تدمر الحياة الزوجية فكان منها : عدم الاعتراف بالخطأ , و الاعتذار ، وعدم نسيان الأخطاء السابقة ، ونسيان المناسبات الخاصة ، حتى أن بعضهم وهو يجيب قال متهكماً : كيف تدمر حياتك الزوجية ؟!.
!ومع إدراكنا الكامل لهذا الأمر ، لماذا لا نتجاوز وننسى أخطاء الآخرين ، بينما نطالبهم بنسيان أخطائنا ؟
وللإجابة على هذا السؤال ، خاصة بين الزوجين , أن أحدهما لن يستطيع تغيير الطرف الآخر ليصبح خالياً تماماً ، وهذا مستحيل فى البشر ، الذين يخطئون ويصيبون .
وليس معنى ذلك الاعتزال والوحدة ، فهذا وإن كان ينفع مع بعض الناس ، لقول الشافعى
الناس داء ودواء الناس قربهم
وفى اعتزالهم قطع المودات
فإنه لا ينفع بين الزوجين ، لأن حياتهما هى القرب ، والقرب عندهما دواء وليس مرض ، والمودة لا تنقطع لأنها من الله ، تقوى بهما وبقربهما ، وتقل ببعدهما ، ولذا فنسيان الأخطاء بينهما ليس مستحيلاً ، بل هو نعمة من الله ، عليهما أن يحافظا عليها ، بالشكر والاستمرارا على العمل بها .
وأخيراً
من أعظم الفنون في تجاهل الخطأ الزوجي , أن يتعايش الزوجان في وجود الخطأ , ولذلك يتبادر دائماً هذا التساؤل : كيف يجيد الزوجان فن التعايش ؟ وهو فن خاص بين الزوجين
عجبني :وقت الزعل نتذكر :
ــ ما يعجبنى فى الطرف الآخر ؟
ــ ما الأيام السعيدة التى مرت بنا ؟
ــ ما الأعمال المشتركة التى تمتعنا بها ؟
ــ ما الذى يسعد الآخر ويبهجه ؟
ــ ما الحلم المشترك الذى يجمعنا ؟
5- احذرا ذكر الماضى المؤلم , خاصة بعد الاعتذار , فإنه مثل فتح الجروح الملتئمة .
6- اذكرا أن لكل واحد منكما أخطاء , ولو اهتم كل واحد بإصلاحه أولاً , لسارت الأمور على ما يرام .
7- لا تفكرا فى المتاعب والهموم التى أحاطت بكما عند الخطأ ، ولا تفكرا إلا فى صفاء القلب ونقائه .
و يا ريت الطرفين يهتمون بهالموضوع يعني التفاهم و المصارحه تكون من الجهتين
اناناسه.. اسعدني مرورج
^-^