تخطى إلى المحتوى

كيف تصبح كاتبا معروفا 2024.

سئلت: كيف أصبحت كاتبة معروفة؟ أخبرينا الحقيقة. هل عمك أو خالك رئيس تحرير أو صديق لهما؟ فتنهدت وقالت إليكم قصتي:

كنت فتاة أهوى الكتابة وأمارسها لسنوات طويلة فلما اشتد عودي، وأينعت ثماري استشرت كاتبة زاوية وسألتها سؤالا عفويا: كيف أصبح كاتبة زاوية؟ فإذا الكاتبة تسفر عن وجه غير الوجه الذي عرفته من خلال كتاباتها حيث قالت لي: لا، لا، يا عزيزتي، ليس متاحا لأي أحد أن يكون كاتب زاوية، هؤلاء لهم خصوصية، ولهم مواصفات خاصة، ليست متوافرة فيك، ولكن .. وأعطتني بصيص أمل، لكنك تستطيعين الكتابة في صفحة بريد القراء، فعملت بنصيحتها وكتبت في بريد القراء، وأثنى على كتاباتي الكثير رغم معاناتي مع هذه الصفحة، فمقال تنشره، وعشرة ﻻ تنشرها، وقد ينشر مقال بعد شهر، وقد ينشر بعد سنة، أي أنه لو كان مقالي امرأة لتزوجت وأنجبت طفلا، مما جعلني أصاب بالملل وخيبة الأمل، ولكن جاءني العون ممن حولي:

– كتاباتك رائعة، لم لا تكونين كاتبة زاوية؟

فقصصت عليهم الخبر.

فقالوا: هذه تخاف أن تنجحي ثم تحتلين زاويتها.

تحدثي مع رئيس التحرير مباشرة، فحادثته، فأفرحني مدحه وثناؤه، ووعدني خيرا، ثم قال اتصلي بي بعد أسبوع،

فاتصلت ثم قال لي اتصلي بي بعد شهر، فاتصلت… ثم فهمت ماذا تعني الخصوصية السعودية.

– ولماذا تحبطين؟! ألا يوجد في هذا البلد إلا هذا الولد؟! صحفنا كثيرة، فجربيها، وجربت الوجه الآخر من بلدي، فهناك من لا يرد ويتجاهل، وهناك من كان يسخر مني، وينزل مقالا في اليوم التالي عن المتطفلين على الكتابة، وهناك من يعيرني بخطأ غفره الله لي وستره علي وأصر إلا أن ينكأ جرحي وكأنهم هم الرسل المختارون المعصومون من الخطأ.

وهناك من حاول تحطيمي: أنت لست في المستوى المطلوب، نعم صدقت، أنا لست كاتبة خمس نجوم، ولكنني أحمل فكرا وهدفا، ولكن أﻻ يوجد من كتابكم من مستواه ﻻ يتجاوز نجمة، بل نصف نجمة؟! وما زال يلقى دعمكم؟!

فشعرت أنه إن أردت أن تنتمي إلى فئة الكتاب في بلدي فإن ذلك يتطلب جينا خاصا لا تستطيع أن توفره لنفسك، شعرت نفسي كأنني شحاذة أمام بخيل، فقلت لنفسي لم هذه الشحاذة؟! الكتابة ليست هي لقمة عيشي، فلماذا أذل نفسي، فتركت الكتابة، إلا أن شيطان الكتابة كان أقوى مني، فعاودني فأشار اﻷحباب علي أن أستشير كاتبا مشهورا، وكنت متخوفة أن يبطن وجها آخر غير الوجه الذي يظهره على صفحات الجرائد. ولكن الحمد لله، ما زال من كتابنا من فيهم الخير الوفير، شجعني وقال: ليس لك إلا سبيل واحد، ليس لك إلا النت، وبدأت أنشر عبر النت رويدا، رويدا، حتى فتحت شهيتي على الكتابة، وصرت أكتب أكثر فكان "الفيسبوك" هو صوت من لا صوت له، و"التويتر" هو ظهر من لا ظهر له، وحمدت الله ذهب زمان الواسطة والخصوصية والشحاذة وجاء ربيع النت.

إهداء: إلى كل من لم يسمح له بالنشر داخل الحدود ولقي نجاحا خارجها. أو لقي نجاحا عبر النت.

أمومة فائضة

ظهرت طالبات الصف الأول على خشبة المسرح، وغابت عقول الأمهات فرحا، فقدن اتزانهن وتركن كبرهن وكبرياءهن ووقفن يلوحن بأيديهن لصغيراتهن، وعمت الفوضى المكان، تذمرت مسؤولات النظام، لم تعرهن الأمهات أدنى اهتمام، فلقد تحقق لهن ما أردن، ابتسامة ترقص فرحا على شفاه لصغيرة قرت عينها برؤية أمها.

د بشرى عبدالله اللهو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.