"
وكلمة الإخلاص لا إله إلا الله قائمة على ركنين (النفي) و (الإثبات)، (فلا إله) تنفي جميع الآلهة الباطلة و (إلا الله) تثبت الألوهية الحق لله سبحانه فمعناها لامعبود بحق إلا الله وقد عبّر عنها الخليل عليه السلام بالنفي والإثبات كما حكى الله عنه أنه قال لقومه: {إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين * وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون} والكلمة هي لا إله إلا الله بإجماع المفسرين.
2) ومبنية على أصلين:
أ) الصدق.
ب) الإخلاص.
فبالصدق براءة من النفاق وبالإخلاص براءة من الشرك.
قال ابن القيم في نونيته:
والصدق والإخلاص ركنا ذلك التّـ ـوحيد كالركنين للبنيان [18]
3) وهذه الكلمة العظيمة لاتنفع قائلها إلا بإجتماع سبعة شروط إجماعاً.
وليس المراد من ذلك عدّها أو حفظها فقط فكم من عاميّ اجتمعت فيه والتزمها ولو قيل له اعددها لم يحسن ذلك وكم من حافظ لألفاظها يجري فيها كالسهم وتراه يقع فيما يناقضها.
وقال الشيخ العلامة سليمان بن عبدالله آل شيخ: (أما النطق بها – لا إله إلا الله – من غير معرفة لمعناها ولا عمل بمقتضاها فإن ذلك غير نافع بالإجماع) [19].
أ) الشرط الأول: العلم المنافي للجهل، لقوله تعالى: {فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك}.
ولقوله صلى الله عليه وسلم: (من مات وهو يعلم لا إله إلا الله دخل الجنة) رواه مسلم من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه.
ب) اليقين المنافي للشك، لقوله تعالى: {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون} ولقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : (من لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها فبشره بالجنة) وفي رواية: (لا يلقى الله بهما – أي الشهادتين – عبد غير شاك فيها) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
ج) الإخلاص المنافي للشرك، لقوله تعالى: {فاعبد الله مخلصاً له الدين} وقوله: {والذين هم بربهم لايشركون} ولقوله صلى الله عليه وسلم: (من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه – وفي رواية مخلصاً) رواه البخاري. ولحديث (من لقى الله لايشرك به شيئاً دخل الجنة ومن لقيه يشرك به شيئاً دخل النار) أخرجه مسلم من رواية جابر رضي الله عنه.
هـ) الصدق المنافي للكذب، لقوله تعالى: {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون} وفي الحديث: (ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار) أخرجاه من حديث أنس رضي الله عنه.
و) القبول المنافي للرد، لقوله تعالى: {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا}، ولحديث: (لايدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر). رواه مسلم.
ز) الإنقياد المنافي للترك، لقوله تعالى: {وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} ولقوله صلى الله عليه وسلم: (فإذا نهيتكم عن شيئٍ فاجتنبوه وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم) أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
ح) المحبة المنافية لضدها من البغض والكراهية، لقوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}، وفي الحديث: (أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله) تقدم تخريجه في الفصل السابق.
4) وبهذا يتبين قول أهل السنة الجماعة أن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالجَنَان وعمل بالأركان فمتى اختل أحد هذه الثلاثة وفُقِدَ فَقَدَ صاحبه الإيمان لقوله تعالى: {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين} [20].
——————————————————————————–
[18] راجع مجموعة التوحيد (1/168).
[19] تيسيرالعزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد ص (64 – 70).
[20] راجع مجموعة التوحيد (1/113)، الدرر السنية (2/35).
"
اقتبسته من الكتاب القيم: انجاح حاجه السائل في اهم المسائل للشيخ الفاضل احمد بن حمود الخالدي
منقوووووول
رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبسيدنا وحبيبنا محمد نبيا ورسولا –صلى الله عليه وسلم —
اللهم صلي وسلم علا محمد
رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبسيدنا وحبيبنا محمد نبيا ورسولا –صلى الله عليه وسلم –..