|| سؤال ||
لماذا ندرس العقيدة ,,,؟
سئل العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله :
يلاحظ على الشباب في هذه الآونة الأخيرة إهمالهم وزهدهم في تعلم العقيدة ومدارستها والاهتمام بها، وانشغالهم بأمور أخرى؛ فما هو توجيه فضيلتكم لمثل هؤلاء الشباب؟
فأجاب :
أنصح للشباب ولغيرهم من المسلمين أن يهتموا بالعقيدة أولاً وقبل كل شيء؛ لأن العقيدة هي الأصل الذي تبنى عليه جميع الأعمال قبولاً وردًا، فإذا كانت العقيدة صحيحة موافقة لما جاء به الرسل عليهم الصلاة والسلام، خصوصًا خاتم الرسل نبينا محمد ؛ فإن سائر الأعمال تقبل، إذا كانت هذه الأعمال خالصة لوجه الله تعالى، وموافقة لما شرع الله ورسوله، وإذا كانت العقيدة فاسدة، أو كانت ضالة مبنية على العوائد وتقليد الآباء والأجداد، أو كانت عقيدة شركية؛ فإن الأعمال مردودة، لا يقبل منها شيء، ولو كان صاحبها مخلصًا وقاصدًا بها وجه الله؛ لأن الله سبحانه وتعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما كانت خالصة لوجهه الكريم، وصوابًا على سنة رسوله .
فمن كان يريد النجاة لنفسه، ويريد قبول أعماله، ويريد أن يكون مسلمًا حقًا؛ فعليه أن يعتني بالعقيدة بأن يعرف العقيدة الصحيحة وما يضادها وما يناقضها وما ينقصها، حتى يبني أعماله عليها، وذلك لا يكون إلا بتعلمها من أهل العلم وأهل البصيرة الذين تلقوها عن سلف هذه الأمة.
قال الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد : {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}[محمد: 19].
وقد ترجم الإمام البخاري رحمه الله ترجمةً قال فيها: "باب: العلم قبل القول والعمل"، وساق هذه الآية الكريمة: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}؛ حيث بدأ الله سبحانه وتعالى بالعلم قبل القول والعمل.
وقال الله سبحانه وتعالى: {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [سورة العصر]؛ فرتب السلامة من الخسارة على مسائل أربع:
المسألة الأولى: الإيمان، ويعني: الاعتقاد الصحيح.
المسألة الثانية: العمل الصالح والأقوال الصالحة، وعطف الأقوال الصالحة والأعمال الصالحة على الإيمان من باب عطف الخاص على العام؛ لأن الأعمال داخلة في الإيمان، وإنما عطفها عليه اهتمامًا بها.
والمسألة الثالثة: {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ}؛ يعني: دعوا إلى الله، وأمروا بالمعروف، ونهوا عن المنكر، لما اعتنوا بأنفسهم أولاً، وعرفوا الطريق، دعوا غيرهم إلى ذلك؛ لأن المسلم مكلف بدعوة الناس إلى الله سبحانه وتعالى، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
{وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}، وهذه المسألة الرابعة: الصبر على ما يلاقونه في سبيل ذلك من التعب والمشقة.
فلا سعادة لمسلم إلا إذا حقق هذه المسائل الأربع.
أما الاهتمام بالثقافات العامة، والأمور الصحفية، وأقوال الناس، وما يدور في العالم؛ فهذه إنما يطلع الإنسان عليها بعدما يحقق التوحيد، ويحقق العقيدة، ويطلع على هذه الأمور؛ من أجل أن يعرف الخير من الشر، ومن أجل أن يحذر من ما يدور في الساحة من شرور ودعايات مضللة، لكن هذا بعدما يتسلح بالعلم ويتسلح بالإيمان بالله ورسوله، أما أن يدخل في مجالات الثقافة والأمور الصحفية وأمور السياسة وهو على غير علم بعقيدته وعلى غير علم بأمور دينه؛ فإن هذا لا ينفعه شيئًا، بل هذا يشتغل بما لا فائدة له منه، ولا يستطيع أن يميز الحق من الباطل.
كثير ممن جهلوا العقيدة واعتنوا بمثل هذه الأمور ضلوا وأضلوا ولبسوا على الناس؛ بسبب أنهم ليس عندهم بصيرة وليس عندهم علم يميزون به بين الضار والنافع، وما يؤخذ وما يترك، وكيف تعالج الأمور، فبذلك حصل الخلل، وحصل اللبس عند كثير من الناس؛ لأنهم دخلوا في مجالات الثقافة ومجالات السياسة؛ من غير أن يكون عندهم علم بعقيدتهم وبصيرة من دينهم، فحسبوا الحق باطلاً، والباطل حقًا
وفقنــا الله وإيـــاكم لما يحب ويرضى
منقول
:: للرفع :::: للرفع :::: للرفع ::
^
^
^
اساال الله ان يكتب لك ولسائر المسلمين العلم النافع والتمسك بكتابة الكريم
——————————————-
لا اله الا الله محمد رسول الله …
استغفرالله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه،