تخطى إلى المحتوى

: ما الذى يوزن فى الميزان ؟‍‍ : ما هى الأعمال التى تثقل الميزان يوم القيامة ؟ 2024.

: ما الذى يوزن فى الميزان ؟‍‍ : ما هى الأعمال التى تثقل الميزان يوم القيامة ؟

‍‍أيها الأحبة فى اللـه :
لقد اختلف أهل العلم فى الجواب على هذا السؤال على ثلاثة أقوال ، فأعرنى قلبك وسمعك جيداً فإن الموضوع منهجى دقيق يحتاج إلى حسن متابعة .
أولاً : القول الأول .
إن الذى يوزن فى الميزان هو الأعمال ذاتها – أى أعمال العبد من صلاة وصيام وزكاة وحج وعمرة وبر وصدقة وغير ذلك من الطيبات الصالحات .
ولكن رفض البعض وقالوا : هذه الأعمال أعراض لا أجسام ، والأعراض لا توزن ولا توضع فى الميزان ، فكيف توزن الصلاة وهى ليست حجم ؟! وكيف توزن الزكاة وهى كذلك ؟! فكيف تقولون بأن الأعمال هى التى توزن يوم القيامة ؟!
والجواب : أن اللـه جل وعلا يوم القيامة يحول الأعراض إلى أجسام توضع فى الميزان يخف الميزان ويثقل بحسب الحسنات والسيئات .
والأدلة على ذلك من السنة الصحيحة كثيرة فتدبر معى ، أزف إليك سيل من الأدلة الصحيحة من السنة .
روى البخارى ومسلم من حديث أبى هريرة رضى اللـه عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :
(( كلمتان خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان فى الميزان ، حبيبتان إلى الرحمن هما : سبحان اللـه وبحمده سبحان اللـه العظيم )) ([1]) .
انتبه يا مسلم الرسول يقول كلمتان عرض وليس جسماً بهما يثقل الميزان .
بل فى الحديث الذى رواه أحمد وأبو داود والترمذى والنسائى وابن حبان وصححه شيخنا الألبانى فى مشكاة المصابيح من حديث أبى الدرداء رضى اللـه عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :
(( ما من شىء أثقل فى ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق))([2])
فحسن الخلق أثقل شىء فى ميزان العبد يوم القيامة ، بل وأخبرنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أن القرآن الكريم يأتى يوم القيامة ليقف أمام العبد بين يدى اللـه جلا على هيئه غمامة ، أى على هيئه ظلة على رأس العبد يوم القيامة ليشفع له أمام اللـه ، بل ويحاج القرآن عن العبد بين يدى الحق تبارك وتعالى .
اسمع ماذا قال المصطفى صلى الله عليه وسلم والحديث رواه مسلم من حديث أبى أمامه الباهلى يقول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم :
(( اقرؤوا القرآن فإنه يأتى يوم القيامة شفيعاً لأصحابه ، اقرؤوا الزهراوين : البقرة وآل عمران ، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غايتان أو كأنهما فرقان من طيرصواف ، تحجان عن صاحبهما اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركه وتركها حسره ولا تستطيعها البطله ( السحرة ) )) ([3]) .
وفى صحيح مسلم يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : (( يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به فى الدنيا ، تقدمه سورة البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان سوداوان بينهما شرق أو كأنهما فرقان من طيرصواف تحاجان عن صاحبهما )) ([4]) ، أى بين يدى اللـه جل وعلا .
كل هذه أدلة من السنة الصحيحة على أن الأعراض تتحول يوم القيامة إلى أجسام وما استطعنا أن نعى كل هذه الحقائق إلا لأننا أردنا أن نحكم قوانين الآخرة الغيبية بقوانين الدنيا الحسية فعجزنا

: ما هى الأعمال التى تثقل الميزان يوم القيامة ؟‍‍‍‍‍‍

من أعظم الأعمال التى تثقل الميزان يوم القيامة كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم حسن الخلق ففى الحديث الذى خرجته فى أول اللقاء من حديث أبى الدرداء أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :
(( ما من شىء أثقل فى ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق وإن اللـه يبغض الفاحش البذىء )) ([10]) .
نعم حسن الخلق وآه من الحديث عن حسن الخلق ، واللـه ما أحوج الأمه بحكامها وعلمائها وشيوخها ودعاتها ورجالها ونسائها وشبابها وأطفالها إلى حسن الخلق ، فإن حسن الخلق لمنهج نظرى منير ، فإنا نرى بوناً شاسعاً رهيباً بينه وبين سوء الخلق كمنهج واقعى عملى .
أين أخلاق الإسلام ؟!! أين أخلاق محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام ؟!! فما أيسر التنظير .
إن أرفف المكتبات فى بيوتنا وفى مدارسنا وفى جامعتنا تئن بأطنان المجلدات التى سطر فيها المنهج النظرى المشرق المنير ، ولكن لو نقبت فى واقع الأمة ونظرت نظره سريعة إلى أحوال الناس ، لرأيت بوناً شاسعاً بين هذا المنهج النظرى المنير وبين الواقع المؤلم المر المرير .
يا أمة الإسلام يا أمة سيد ولد عدنان !!
أين الصدق ؟! أين الإخلاص ؟! أين الرفق ؟! أين الحلم ؟! أين العفو ؟! أين البر ؟! أين الحياء ؟! أين الرجولة ؟! أين الشهامة ؟! أين الكرامة ؟!
بل أين أين أين ………… ؟؟!!
أين أخلاق محمد بن عبد اللـه صلى الله عليه وسلم.
واللـه واللـه إنى لأتهم نفسى وما أبرىء نفس إن النفس لأمارة بالسوء
وغير تقى يأمـر النــاس بالتقـى طبيب يداوى الناس والطبيب عليل

فأسأل اللـه أن يستر على وعليكم وأن يردنى وأن يردكم وأن يرد الأمة جمعاء إلى الخلق الجميل رداً جميلاً إنه ولى ذلك والقادر عليه .
يا شباب الأمة ما أحوجنا إلى محاسن الخلق ما أحوجنا إلى مكارم الأخلاق ، إننى أقول دوماً وأبداً ، لقد نجح المصطفى صلى الله عليه وسلم فى أن يقيم للإسلام دولة من فتات متناثرة وسط صحراء تموج بالكفر موجاً ، فإذا دولة الإسلام بناء شامخ لا يطاوله بناء ، نجح المصطفى صلى الله عليه وسلم فى ذلك يوم أن طبع عشرات الآلاف من النسخ من المنهج التربوى الإسلامى العظيم ، ولكنه لم يطبعها بالحبر على صحائف الأوراق ، وإنما طبعها على صحائف القلوب بمداد من النور ، فحول أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم المنهج الأخلاقى الإسلامى إلى واقع عملى يتألق سمواً وروعةً وجلالاً فى دنيا البشر أذهل البشرية – لكنى أقول إن أعظم حجر يقف الآن فى سبيل الإسلام فى الشرق والغرب هو أخلاق المسلمين إلا من رحم اللـه ، فإن الرجل فى الشرق والغرب ينظر إلى المسلمين هناك فيرى المسلم يزنى ويشرب الخمر ويبيع الخنزير ولا يحافظ على الصلوات ، فينظر الرجل إلى المسلم الذى يغنى بالإسلام فلا يرى أنه يفوقه خلقاً ، فالحجر العاثر والعقبة الكئود فى طريق الزحف الإسلامى فى الشرق والغرب هو أخلاقنا إلا من رحم اللـه .
نسأل اللـه أن يجعلنا جميعا ممن رحم ، ولذلك يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم:
(( ما من شىء أثقل فى ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق )) وأرجو أن نعلم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال فى ميزان المؤمن ، إذا أن الإيمان أصل سابق ، أرجو أن ننتبه لهذه اللطيفة ، إذ أن الإيمان أصل سابق بل لقد أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم كما فى الحديث الذى رواه أحمد والترمذى بسند صحيح قال صلى الله عليه وسلم حينما سئل عن أكمل المؤمنين إيمانا قال : (( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا )) ([11]) .
لقد أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم كما فى الحديث الذى رواه أبو داود وابن حبان وغيرهما من حديث عائشة بسند صحيح قال المصطفى صلى الله عليه وسلم:
(( إن العبـد الـمـؤمــن ليـــدرك بحســن خلقـه درجة الصائم القائـــم )) ([12]) .
وهؤلاء أصحاب الأخلاق العليا من أقرب الناس إلى رسول اللـه يوم القيامة قال المصطفى صلى الله عليه وسلم خليجية( إن من أحبكم إلىّ وأقربكم منى مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقا)) ([13]) .
ومن أعظم الأعمال التى تثقل الميزان يوم القيامة أيضاً (( الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان اللـه والحمد لله تملأن ما بين السماء والأرض)) ([14]) .
هل أُخىَّ واختي فى اللـه تعجز عن هذا الطهور؟! هل تعجز أن تحمد اللـه وتسبحه بقلبك قبل لسانك ؟!
واسمع ماذا يقـول المصطفى صلى الله عليه وسلم ؟! يقول : (( لأن أقول سبحان اللـه والحمد لله ولا إله إلا اللـه واللـه أكبر أحب على ممن طلعت عليه الشمس )) ([15]) .
يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (( من قال سبحان اللـه وبحمده فى يوم مائة مرة حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)) ([16]) .
لكن أحبتى فى اللـه أهمس فى كل أذن تسمعنى أن يردد اللسان ويصدق الجنان ، وأن تترجم الجوارح والأركان .

آستغفرك ربي ,,

جزيتي خيراً ع الطرح ،،

خليجية

بـــارك الله فيـــكِ أخيتي فلفوله ^.^ …

موضوع رااااائع ما شاء الله ….

ثقــل الله موازيـــــنك و موازيــن والديــكِ و والديــــه والمسلـــميــن أجمعيـــن …. خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.