[COLOR="Navy"]
الجواب
مشكلتي [ التساهل في علاقاتي مع الناس وعدم المبالاة قد أصابا علاقتي بربي بالفتور ]
كنا في العدد (39) قد نشرنا مشكلة الأخ/ (م.ش.) من الرياض وملخصها:
(عدم المبالاة والتساهل في علاقاتي مع الناس، حيث أرتكب بعض الأخطاء في تعاملاتي مع يقيني أنها ستغضب الآخرين مما يسبب لي المواقف العصيبة كالتغيب عن العمل بلا سبب، ومخالفة أوامر أسرتي، والمصيبة أن عدوى التساهل وعدم المبالاة قد أصابا علاقتي بربي بالفتور من خلال التأخر عن صلاة الجماعة وعدم مراقبة الله في السر، مع معرفتي بالعواقب والوعيد المترتب على ذلك).
الإرادة يا صديقي!
هي خطوات بسيطة، ستكون بإذن الله وسيلتك للتخلص من هذه المشكلة، أولها (إدراك وجود المشكلة) وأنت بحمد الله معترف بمشكلتك، ملم بوجودها، شاعر بما تسببه لك من ضرر وحرج.
وثانيها (الرغبة في التخلص من المشكلة) وقد تحقق من خلال عرضها على صفحات مساء وطرحها على أحبابك ومحبّيك،
وثالثها (طلب العلم الشرعيّ) من خلال مذاكرة الكتب الشرعية، وحضور الدروس العلمية وسماع الشريط المفيد، فهي من أعظم وسائل الورع والخشية والتقوى كما قال سبحانه (إنما يخشى الله من عباده العلماء).
ورابع الخطوات (القدوة) بأن تقتدي بخير البشر صلى الله عليه وسلم، وأن تكون قدوة في نفسك للآخرين في السر والعلن،
وآخر الخطوات (الإرادة) وهي خطوة لن أخبرك عنها لأنها ملكك أنت وتنبع من داخلك، فكن قوياً واتخذ قرارك بإرادتك، وقرر من اليوم أن تكون إنسانا آخر، وتأكد أننا مهما كتبنا ونصحنا فلن يكون له أي تأثير عليك بدون إرادتك للتغيير.
نحن معاًهي فوائد ذكرها ابن القيم ويا سعادة من عمل بها، ما قلّ وكفى خير مما كثر وألهى، وخير الغنى غنى النفس، وخير الزاد التقوى، وخير ما ألقي في القلب اليقين، ومن اليقين أن لا ترضي الناس بسخط الله وإنما ترضي الله ولو بسخط الناس، ولا تلوم أحداً على ما لم يؤتك الله، فإن رزق الله لا يسوقه حرص حريص، ولا يرده كراهة كاره، وإن الله بقسطه وحلمه وعدله جعل الروح والفرح في اليقين والرضا، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط.
اتق الله حيثما كنتاجعل رضا الله همّك الوحيد قبل كل شيء، وعليك بذكر الله فهو روح الأعمال الصالحة، واحفظ الله في جميع أمورك؛ يحفظك من الهموم والغموم والمصائب، واجتنب الفعل الصغير حتى لا تقع في الفعل الكبير، واحزن دوماً على ذنبك وخطئك، ولازم الاستغفار مع فعل الحسنات الماحية كما قال صلى الله عليه وسلم: (اتَّق الله حيثما كنت وأَتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلقٍ حسن).. والله الله بلسانك!.. فاحفظه وأمسكه ولا تقل إلا خيراً، ودرّبه على الألفاظ الحسنة والأسماء الجميلة، وتذكّر وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لعقبة بن عامر: (أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك).
إياك و(السبهلالا)جدّد توبتك دوماً، وتضرّع إلى الله بالدعاء وكثرة الأعمال الصالحة والثبات حتى الممات، مع الزهد في ملاذ الدنيا وعدم الإسراف في الطعام، فهو من أعظم البلايا كما قالت عائشة رضي الله عنها: (أوّل بلاء حدث في هذه الأمة بعد نبيّها "الشّبع"! .. فإن القوم لما شبعت بطونهم سمنت أبدانهم فضعفت قلوبهم وجمحت شهواتهم) ومما يعين على الزهد في الدنيا تذكر الموت والآخرة والابتعاد عن الأصحاب والأقران المسرفين المتنعّمين، والابتعاد عن مجالسهم وما تحويه من كثرة المزاح والضحك وتضييع الأوقات والأعمار فيما لا ينفع إن لم يضرَّ.
احرص على الخيرمن الأمور البَدهيَة التي يحرص عليها كل إنسان أنه لا يرضى أن ينبذه الناس ويحقروه ويكرهوا مجالسته والأنس معه!.. فلماذا تحرص على ذلك؟!.. لابد أن تعرف العاقبة قبل العمل، ومن الغفلة نسيان المآل والنتيجة، وشر المعذرة حين يحضر الموت، وشر الندامة ندامة يوم القيامة، وليس هناك شيء أنفع للمسلم من رفقة صالحة تذكّره وتعينه على الحق والخير، حاول دوماً أن تتذكر الآخرة بدءاً بأول منازلها (القبر) وانتهاء بآخرها (العذاب أو النعيم) وما يتخلل ذلك من حساب وشدة وكرب، والعاقل من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني، وعليك بالدعاء وبر الوالدين وطلب الدعاء منهما والمسامحة من الآخرين، فإنك ستجد في ذلك الحياة السعيدة ولذة الطاعة.
وقفة مع الذات
قف برهة وجيزة مع ذاتك وتأمل ما تؤول إليه حياتك، فستعرف أنك في غفلة ما بعدها غفلة، ومن المنطق أن هذه التصرفات ستكون نتائجها وخيمة!.. احرص على الجدية في حياتك وصادق الجادين من زملائك لتكسب صفاتهم وحرصهم وجديتهم ولا يخفاك أن القرين بالمقارن يقتدي، وجاهد نفسك وكأنك في معركة مصيرية لكسب ثقة الآخرين ورضاهم في غير معصية الله، وعليك بالصبر فهو دواء كل داء، وضع نصب عينيك أن الدنيا مسألة حسابية؛ فخذ من اليوم عبرة، ومن الأمس خبرة، واطرح منها التعب والشقاء واجمع الخير والوفاء واترك الباقي لرب السماء.
كن جاداًكن جاداً في طلب رضا الله عز وجل واستشعر عظمته وقوته ورقابته عليك، وتذكر عقابه ووعيده، وإياك أن تستحقر الناس وتهضم حقوقهم وتضع قدرهم، ومن أخبرك أن أحداً يرخص نفسه فقد كذب! .. ويوم ترخص وتقلل أثمان الناس فإنما تكسب مقتهم وعداوتهم وانتقامهم.
إن الناجحين هم من يبادرون إلى العمل ويقدمون النتائج الباهرة فيلفتون الأنظار ويخطفون الأضواء ويدهشون العقول، فاعمل وابذل واهتم بعملك أكثر، وكن جاداً في تغيير واقعك إلى الأفضل، وقل لمن حولك أن الجواب ما ترى، لا ما تسمع، ودع أعمالك تتحدث عنك ولا تقف عاجزاً أمام الواقع.
التوحيد أولاً
عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به، والنفس جبلت على الأنانية وتعظيم الذات على حساب الآخرين، حتى يصل الحال في أول مراحله إلى استحقار الآخرين وعدم الاهتمام بمشاعرهم!.. ولا يزال هذا المرض يكبر ويعظم حتى يتسبب في نسيان المآل والمصير وسوء العاقبة يوم الدين، وأعتقد أن علاج مشكلتك وجماع ذلك كله في تعظيم الله سبحانه وتعالى وتذكر أننا إليه راجعون وبين يديه موقوفون (واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله).. عليك أخي بتدارس توحيد الأسماء والصفات ومعرفة معاني أسماء الله تعالى فإن فيها أثراً عجيباً لمعرفة عظمة الله وقدره وما يستحقه من العبادة والتبجيل والخوف والتوقير
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل»[/COLOR]
يزاج الله وبيض الله ويهج
الله يشفيج الغلا ويرزقج الريل الصالح
يزاج الله الف خير