تخطى إلى المحتوى

من عوامل إكتساب حسن الخلق . 2024.

  • بواسطة

بسم الله الرحمن الرحيم

من عوامل إكتساب حسن الخلق .

يطرح الكثير تساؤلات حول إمكانية تغيير الأخلاق الى الأحسن، وينقسم الناس حيال ذلك إلى قسمين الاول يرى أن الأخلاق ثابتة بالإنسان ولا يمكن أن تتغير لأنها غرائز فطر عليها، والثاني يرى أن ذلك ممكن وغير متعذر لأن الأخلاق منها الثابت الغريزي ، ومنها المكتسب الذي يأتي بالدربة والممارسة والمجاهدة وهذا الرأي هو الأصوب لأن الأخلاق لو كان لا يمكن أن تتغير لبطلت الوصايا والمواعظ والإرشادات التي حث عليها الإسلام وورد بها الأدلة الشرعية التي تحث على التحلي بالفضائل ، قال تعالى : ( قد أفلح من تزكى ) الأعلى الآية14 وقال عليه الصلاة والسلام: ‘’إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير يعطه، ومن يتوق الشر يوقه’’ رواه المناوي والخطيب ، فهذه النصوص دليل على قابلية الأخلاق للتغيير، وهناك أسباب عديدة ووسائل متنوعة يستطيع الإنسان من خلالها أن يكتسب حسن الخلق إذا روّض نفسه على ذلك وسعى له، ومن ذلك ما يلي:-

– سلامة العقيدة ، فالسلوك في الغالب ثمرة لفكر الانسان وما يعتقد ، والإنحراف نتيجة لخلل في العقيدة فإذا صحت العقيدة حسنت الأخلاق تبعاً لها فإن أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً ، لذا فمن حرص على سلامة عقيدته وكمال إيمانه إستقامت أخلاقه تبعاً لذلك.

– الدعاء ، وهو باب واسع للعبد ليرزقه الله تعالى حسن الخلق ويصرف عنه سيئه ، ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير الضراعة لله تعالى أن يرزقه حسن الخلق، وهناك العديد من هذه الأدعية ومنها دعاؤه عليه السلام ‘’ اللهم إهدني لأحسن الاخلاق ولا يهدي لأحسنها إلاّ أنت واصرف عني سيئها ، لايصرف سيئهاإلاّ أنت’’ رواه مسلم.وقال أيضاً: ‘’ اللهم جنبني منكرات الأخلاق والأهواء والأعمال والأدواء’’ رواه البخاري.

– المجاهدة ، بمعنى مجاهدة النفس على التحلي بالفضائل والإبتعاد عن الرذائل وذلك لتدريب النفس على الخلق الحسن والمجاهدة يجب أن تستمر طوال الحياة ، فهي عبادة والله تعالى يقول ‘’ واعبد ربك حتى يأتيك اليقين’’ الحجر الآية 99

– المحاسبة ، بمحاسبة النفس إذا إرتكبت الأخطاء والأخلاق الذميمة ، محاولة إصلاحها أن تعود لمثلها، على أنه لا يحسن المبالغة في محاسبة النفس ، لأن ذلك قد يؤدي إلى نتائج عكسية وقد تؤدي إلى العزلة والإبتعاد عن الناس.

– التفكير في آثار حسن الخلق والثمار الحسنة التي تترتب على ذلك ، وبالمقابل النظر في عواقب سوء الخلق وما تجلبه من ندم وحسرة وسمعة سيئة ، وابتعاد الأصدقاء والأقارب.

– الحذر من اليأس من إصلاح النفس ،فإذا ابتلي الإنسان بسوء الخلق وحاول التخلص ولم يفلح فعليه أن لا ييأس من إصلاح نفسه وأن يقوي إرادته ويشحذ عزيمته و يحاول مرات عديدة حتى يتحلى بأحسن الأخلاق.

– الصبر، فالصبر من الأسس الأخلاقية التي يقوم عليها حسن الخلق ، فالصبر يحمل على الإحتمال وكظم الغيظ وكف الأذى ويوصل إلى حسن الخلق.

– علو الهمة الذي يستلزم الجد والعمل وطلب الكمال والترفع عن الدنايا، فمن علت همته اتصف بكل خلق جميل ومن دنت همته طغت عليه واتصف بكل خلق رذيل.

– العفة التي تحمل صاحبها على اجتناب الرذائل والقبائح من القول والفعل وتحمل على الحياء وتمنع الفحشاء.

– الشجاعة وقوة البأس، التي تحمل صاحبها على عزة النفس والبذل وتحمله على كظم الغيظ والحلم وهي من فضائل الأخلاق.

– العدل، الذي يحمل على اعتدال الاخلاق وتوسطها بين طرفي الإفراط والتفريط، فيحمل على الجود بين البخل

– الإسراف ، وعلى الحلم الذي يتوسط الغضب والمهانة وغيرها من الأخلاق التي يجلبها العدل.

– إجبار النفس على البشر والطلاقة ، وإبعادها عن العبوس والتقطيب، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ‘’ تبسمك في وجه أخيك صدقة ‘’ رواه الترمذي . فإذا كانت أخلاق المرء على التقطيب والعبوس ، فليجاهد نفسه على تكلف البشر والطلاقة وحينئذ ترق مشاعره وتتلطف أخلاقه.

– الحلم ، فهو من أشرف الأخلاق ، وأحقها بذوي العقول السليمة ، وحد الحلم ضبط النفس ، وشفافيتها ، ورفعة المنزلة والمكانة، ومن أعرض عن الجاهلين حمى عرضه وأراح نفسه ، وسلم من سماع ما يؤذيه ، فبالإعراض عن الجاهلين يحفظ المرء على نفسه عزتها، تقول الحكمة ‘’ إن من ابتغاء الخير إتقاء الشر’’.

– الترفع عن السباب مخافة الوقوع في المكاره والمهاترات بين الأفراد مما يزيل الهيبة والإحترام.

– نسيان الأذية والعفو والصفح ومقابلة الإساءة بالإحسان ، فهي من أسباب علو المنزلة ، ورفعة الدرجة ، وفيه الطمأنينة والسكينة ، وشرف النفس وعزها ، قال عليه الصلاة والسلام : ‘’ وما زاد الله عبداً يعفو إلا عزاً’’ رواه مسلم وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله ‘’ أحب الأمور الى الله ثلاثة : العفو عند المقدرة والقصد في الجدة ، والرفق بالعيدة. فالعفو والنسيان ، إسقاط للحق جوداً وكرماً بخلاف الذل وهو من الأخلاق الحسنة

– السخاء ونسيان المعروف والإحسان إلى الناس ، فالسخاء محبة ومحمدة خلاف البخل الذي يجلب العداوة ، وكذلك نسيان المعروف منزلة رفيعة ، فمن أراد أن يرتقي في حسن الخلق فلينس ما قدم من إحسان ومعروف حتى يسلم من المنة والترفع على الناس وهي أخلاق يكرهها الناس ويبتعدون عن صاحبها.

– الرضا بالقليل من الناس، وترك مطالبتهم بالمثل ، لما في ذلك ترفع على الناس، قال تعالى ‘’ خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين’’ الأعراف آية 199 يقول الرافعي رحمه الله ‘’ إن السعادة الإنسانية الصحيحة في العطاء دون الأخذ ، وإن الزائفة هي الأخذ دون العطاء ، وذلك آخر ماإنتهت إليه فلسفة الأخلاق’’.

– تجنب الغضب واحتساب الأجر عند الله عز وجل ، إذ الغضب هو من أقوى أسباب الوقوع فريسة رذائل الأخلاق كما أن إحتساب الأجر عند الله تعالى يعين على إكتساب الأخلاق الفاضلة ، فإذا أيقن العبد أن الله تعالى سيجزيه على حسن الخلق فإنه سيحرص على إكتساب محاسن الأخلاق ومعاملة الآخرين بها.

– تجنب الجدال والتواصي بحسن الخلق، لأن الجدال يذكي العداوة ويورث الشقاق والنزاع قال تعالى: ‘’ وجادلهم بالتي هي أحسن’’ النحل آية 125 كذلك التواصي بحسن الخلق يبعث على الفضائل ويحذر من مساوئ الأخلاق ويشجع على المكارم قال تعالى : ‘’ وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ‘’ العصر 3 .

– قبول النصح الهادف والنقد البناء ، فهذا مما يعين على إكتساب الأخلاق الفاضلة ، ومما يبعث على التخلي عن الأخلاق السيئة، فعلى من نصح أن يتقبل النصح وأن يأخذ به ، بل ينبغي له ان يطلبه ، فإصلاح النفس لا يتم بتجاهل عيوبها وإخفائها ، بل بالبحث عن العلاج لذلك.
وهناك العديد من الأسباب التي تساعد على إكتساب الأخلاق الحسنة لا مجال للتفصيل فيها مثل التسليم بالخطأ ، ولزوم الرفق والتواضع ، والصدق ، وتجنب كثرة اللوم والتعنيف على من أساء، وتجنب الوقيعة بين الناس ، وأهمها مصاحبة الأخيار من الناس وأهل الفضيلة ، وزيادة أهل الحلم والحكمة وغيرها الكثير ولمن أراد أن يكتسب الخلق الحسن فليروض نفسه على ذلك

منقول

اللهم إهدني لأحسن الاخلاق ولا يهدي لأحسنها إلاّ أنت واصرف عني سيئها ، لايصرف سيئهاإلاّ أنت

يزاااج الله خير حبوبة

خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.