تخطى إلى المحتوى

من يحول بينك وبين التوبة 2024.

من يحول بينك وبين التوبة

أختي الحبيبة .. من منا لا يذنب ؟ ومن منا لا يخطيء في حق ربه ؟ وهل تظنين أن أخطاءنا أمر تفردنا به لم نسبق إليه ؟
كلا .. فما كنا في يوم ملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون .. ولكن .. نحن بشر معرّضون للأخطاء, وكل من ترى من عباد الله الصالحين لهم ذنوب وخطايا .. قال ابن مسعود – رضي الله عنه – لأصحابه وقد تبعوه : ( لو علمتم بذنوبي لرجمتموني بالحجارة ) وقال حبيبك صلى الله عليه وسلم : ( لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم ) رواه مسلم

فتعالي معي ندحر الشيطان باستغفار من القلب على ذنوب مضت ..
تعالي معي نجدد التوبة إلى الله عز وجل .. ولتكن توبة صادقة من القلب .. وليكن دأبنا قول الباري عز وجل : ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ )

واعلمي يا رعاك الله أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يتوب إلى الله ويستغفره في اليوم أكثر من مائة مرة .
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( كان يعد لرسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة من قبل أن يقوم : رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور ) رواه الترميذي وقال حديث حسن صحيح

أما أنتن يا من أسرفتن على أنفسكم بالمعاصي والذنوب حتى ظن بعضكم أن الله لا يقبل توبته إذا تاب فإني أقول لكن مهلا فالباب لا يزال مفتوحا .

وإني أقول لكم جميعا من قلب محب للخير لكم ولأمثالكم استمعوا إلى الله وهو يناديكم قائلا : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاًۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ )

بل اعلمي يا أخيه أن الله يفرح بتوبتك … " لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب من أحدكم كان على راحلته في أرض فلاة , فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها , فأتى شجرة فاضطجع في ظلها وقد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذا بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك .. أخطأ من شدة الفرح " رواه البخاري ومسلم

فيا أيتها الفقيرة إلى ربك وإن كنت غنيه في دنياك ماذا تريدين بعد هذه البشارات , عودي إلى ربك فالعود أحمد لك في الدنيا والآخره ..

ففي الدنيا
اطمئنان في القلب وانشراح في الصدر وسعة في الرزق( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَايَحْتَسِبُ ) فهو إن لم يرزقك مالا رزقك زيادة في الإيمان ..

وفي الآخرة
(جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ .مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ . وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ . هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ . إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ )
يقول الله في الحديث القدسي : " يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم "

واعلمي رحمني الله وإياك أن العبد قد يعمل الذنب فيدخل به الجنة ؟!!
أتدرين كيف ذلك ؟؟
ذلك أنه يعمل الذنب فلا يزال نصب عينيه مشفقا منه وجلا باكيا نادما مستحيا من ربه تعالى ناكس الرأس بين يديه منكسر القلب له فيكون ذلك الذنب سبب سعادة العبد وفلاحه بل حتى يكون له أنفع من طاعات كثيرة بما ترتب عليه من هذه الأمور التي بها سعادة العبد وفلاحه حتى يكون ذلك الذنب سبب دخوله الجنة

فيا محبة للجنة.. يامن تخاف النار ..
هذه قوافل التائبين تسير فهل نرى آثار أقدامك مع أقدامهم ؟!!
وهذه جموع المنيبين تقبل .. فهل ياترى يقبل قلبك معهم ؟!!
وهذه دموع المستغفرين تهراق على وجناتهم .. فهلا أسبلت من عينيك دموعا تلحقك بركبهم ؟!!

أخيتي ..
هذه دعوة صادقة من الله عز وجل حيث يقول (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)

وإن كان من شيء أذكّرك به فإني أذكرك بأنك أكبر من أن تدور همومك حول شريط غنائي أو فريق كروي يفوز أو يخسر أو سفرة للخارج أو متعة بالحرام … لا يا أخيتي !!!
هذا ليس شأنك .. هذا شأن من قال الله فيهم : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ )
أنت يا أختي أكبر من ذلك كله ..
أنت قد خلقت على هذه الدنيا لأمر عظيم .. وهيئت لخطب جسيم ..

أختي الغالية ..
إن الأمل فيك أن يكون همك هو رضى الواحد القهار .. فانظري في أعمالك هل ترضيه أم لا ؟؟
إن الأمل فيك أن يكون همك جنات تجري من تحتها الأنهار فماذا قدمت لتدخليها .

قفي .. مع نفسك وقفة صدق واعلمي أنك قد تنامين ولا تستيقظين وقد تخرجين من بيتك ولا تعودين وقد تلبسين ثيابك ولا تخلعينها أنت بل تخلعها غاسلتك وقد تركبين السيارة ولا تنزلين منها بل تخرجين منها جثة هامدة ..

فعلى أي حال تحبين أن تموتين ؟؟ وعلى أي حال تحبين أن تفارقين دنياك ؟؟

أخيتي .. وفي ختام هذه الوقفة أقول لك ما قاله الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم : " إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل "

اللهم اجعلنا ممن يرضيك وإن سخط الناس عنا يا رب العالمين

المصدر : كتاب فستذكرون ما أقول لكم
وقفات لمن أراد النجاة .

يزاج الله خير
اللهم تب علينا وارحمنا آآآمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.